أكد الشيخ عبداللطيف محمود آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية ورئيس ائتلاف 10 جمعيات سياسية أن دعم انتقال دول الخليج العربي من مرحلة "التعاون" إلى مرحلة "الاتحاد"، وشدد على أن الاتحاد يحمي دول الخليج وانتمائها العربي والإسلامي، ويخدم شعوب المنطقة وانظمتها.
واكد آل محمود في تجمع حاشد بعنوان "خليجنا واحد وشعبنا واحد" اليوم السبت في ساحة جامع الفاتح بالمنامة أن العار سيكون من نصيب كل من يقف ضد الاتحاد، مطالباً الدولة بأتخاذ الإجراءات التي تكفل إيقاف كافة الأعمال الإرهابية من تفجيرات وقطع الطرقات وحرق الإطارات وتعريض حياة الأبرياء للخطر.
وقال آل محمود أن خطوة الاتحاد تأخرت كثيرا بعد أن فشلت صيغة التعاون في حماية دول الخليج العربي من المخاطر وفي تحقيق طموحات شعوبها، وان قادة دول مجلس التعاون الخليجي اليوم أمام فرصتهم التاريخية فسيذكرهم التاريخ أنهم قد وضعوا في هذه الآونة اللبنة الأساسية لإقامة هذا الاتحاد الذي تطلعت إليه شعوبهم وإن جاءت متأخرة.
الاحداث أظهرت أهمية وحدة الشعوب والعمل الاتحادي
وأكد آل محمود أن الأزمة التي مررنا أظهرت لنا قيمتان مهمتان؛ الأولى :"أهمية وحدة الشعب على القواسم والمصالح المشتركة رغم اختلاف أديان أفراد الشعب ومذاهبهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية بينهم ، وأهمية احترام بعضهم البعض فيما يختلفون فيه ، مع أهمية المحافظة على خصوصيات كل منهم من غير اعتداء على حقوق بعضهم البعض ممن يعيش معهم، وهذا ينطبق علينا وعلى كل الشعوب المتعددة الأديان والأعراق والأفكار ".
وأضاف ال محمود أن القيمة الثانية هي :"أهمية العمل الاتحادي بين دول مجلس التعاون الخليجي العربية بعد أن من الله تعالى علينا بالنجاة لدرء خطر التفتيت والتمزيق الذي ظهر واضحا خاصة بعد ما مر بشعبنا الشقيق في العراق".
أهل الفاتح مع الانتقال من "التعاون" إلى "الاتحاد"
وأوضح آل محمود إن شعب البحرين الذي اجتمع في الفاتح بكل أطيافه وفئاته والذي اكتوى بنار الفتنة الطائفية يعلنها اليوم عالية مدوية إنه مع الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين أي من هذه الدول لأنه قد أصبح ضرورة لا بد منها.
وأكد آل محمود أن الدعوة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد هي العلاج العملي والفعال ، ضد مخطط التمزيق والتفريق وضد الحروب الطائفية المخطط لها في دولنا الخليجية والعربية والإسلامية.
وبين آل محمود ان الاتحاد :"مطلب شعبي جماهيري على مدى تاريخنا العربي والإسلامي قبل أن يكون مطلبا رسميا ، لأنه يمثل قوة سياسية ودفاعية واقتصادية وأمنية ، وهو طريق الأمان لشعوب ودول مجلس التعاون الخليجي بعد أن دق ناقوس الخطر ببدء تطبيق مؤامرة التقسيم والتفكيك وإثارة المعارك بين أبناء الدولة الواحدة.
وأكد آل محمود أن :"الروابط التي تربط شعوب دولنا أكثر من أي روابط تربط أي اتحاد في العالم ،و أن الاتحاد ضروري لأنه "أصبح قرارا مصيريا لشعوب ودول هذه المنطقة بعد أن ظهر الخطر المشترك.
رؤية أهل الفاتح للاتحاد
وحول رؤية أهل الفاتح للاتحاد، أكد آل محمود :"إننا نتطلع إلى اتحاد له مواصفات نحافظ بها على ثوابتنا ويستجيب لمتغيرات الحياة ، لذالك نريد اتحاداً يحمي عروبة وإسلام دوله وانتمائها العربي والإسلامي ويخدم شعوب هذه المنطقة كما يخدم أنظمتها على حد سواء.
وأضاف آل محمود إلى إننا نتطلع لـ"اتحادا تحافظ فيه كل دولة على كيانها السياسي، يستشعر المواطن فائدته وقيمته في حياته اليومية ليكون المواطن هو المدافع الأول عنه أمام أي دعوات انفصالية. اتحادا يحفظ لكل أبنائه عقائدهم وعباداتهم وفق معتقداتهم وأفكارهم ، لكنهم يخضعون في سلوكهم الاجتماعي والعمل الدنيوي لضوابط القواعد العامة وحكم القانون .
وعن شكل الاتحاد المرجو أوضح المحمود إننا نتطلع لـ"اتحادا سياسيا اقتصاديا عسكريا أمنيا حقيقيا وليس اتحادا أمنيا فقط، ولا يمنع أي دولة من دوله من أن تتقدم في المسار الديمقراطي الذي اختاره شعبها، وان تشارك الشعوب في إدارة الدولة بالطرق القانونية التي يتفق عليها شعبها.
وأكد آل محمود أنه في الاتحاد يجب ان لا يتراجع مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في الدول التي سارت على طريقه. وان يترابط مع الدول العربية والإسلامية الأخرى لتحقيق مصالحها المشتركة والدفاع عن حقوقهم ورد الاعتداء عليه . وان يشارك أبناء الاتحاد في التقدم الحضاري الإنساني في الحاضر والمستقبل مستفيدين من قيم حضارتهم العربية والإسلامية.
وأضاف آل محمود :"إذا كان هذا هو تطلعنا إلى الاتحاد فإننا نرى أن العار سيكون من نصيب كل من يقف ضده ، وسيحملون أوزارهم كاملة أمام شعب البحرين وهم يساندون من عادى هذا الشعب الآمن وهدد استقراره".
حذر النظام الإيراني من الغطرسة
وخاطب آل محمود النظام الإيراني قائلاً :"إن موقفكم العدائي تجاه بلدنا وتجاه بلدان أشقائنا في دول الخليج لن يغير موقفنا من الشعب الإيراني بكل قومياته، ولكننا نذكركم بأن الشعب الإيراني بكل قومياته قد أثبت أنه قادر على تغيير نظامكم هذا ، فالغطرسة والكبرياء والاعتداد بالقوة أهلكت أنظمة حكمت إيران من قريب ، وأبادت أنظمة في غير إيران استبدت واستكبرت على شعوبها ، ولن يرتضي الشعب الإيراني بمختلف قومياته التلاعب بمصيره ومصالحه".
وأكد آل محمود أن "النظام الإيراني لازال يتدخل في الشأن الداخلي للمملكة البحرين ، فبعد دعمه للحركة الطائفية التي تتحمل عار شق الصف البحريني المتآلف، يصر النظام الإيراني على أعماله العدوانية ليس ضد البحرين فقط بل ضد دول مجلس التعاون".
وأضاف آل محمود ان التصريحات التي صدرت أخيرا من بعض قادة إيران هي استمرار على النهج العدائي المعبر عن الغطرسة والنظرة الاستعلائية.
تطبيق القانون على المجرمين بحق الوطن
وقال آل محمود أن "شعب البحرين كله ينتظر أن تنتهي هذه المحنة وأن يتراجع أصحاب التأزيم عن أعمالهم التخريبية ، وخارطة الطريق إلى ذالك تتمثل في تطبيق القانون على كل من أجرم في حق الوطن والمواطنين من غير استثناء ، فلا حصانة لأحد من المحرضين والداعمين مهما كان زيهم أو مكانتهم أو وظيفتهم".
وأضاف آل محمود أنه "يجب على الدولة أن تتخذ من الإجراءات ما توقف به كافة الأعمال الإرهابية من تفجيرات وقطع الطرقات وحرق الإطارات وتعريض حياة الأبرياء للخطر وإدانة هذه الأعمال بشكل واضح وجلي دون مواربة أو تبرير .
وطالب آل محمود الحكومة :"بمتابعة تنفيذ توصيات حوار التوافق الوطني باعتبارها أحد مرتكزات الحل السياسي ، حيث لا نرى الجدية من الدولة في تنفيذها ، ولا إطلاع الشعب بوضوح وشفافية على ما تم تنفيذه منها . ونطالب مجلس النواب بمتابعة هذا الموضوع ومحاسبة الحكومة عن ما لم يتم تنفيذه من هذه التوصيات".
وقال آل محمود انه :"بناء على رغبة الكثيرين من المعنيين بالشؤون المالية والسياحية والمرورية في أن لا تظهر تجمعاتنا معطلة لأي مصلحة من المصالح في هذه المنطقة ولو لساعات محدودة فإننا سندرس إقامة تجمعاتنا في أماكن أخرى ملتزمين بالقانون كما نطالب غيرنا أن يلتزم بالقانون".
يذكر ان ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية يضم جمعيات ( تجمع الوحدة الوطنية ، جمعية المنبر الوطني الإسلامي ، جمعية الأصالة الإسلامية ، جمعية الشورى الإسلامية ، جمعية العدالة الوطنية ، جمعية الوسط العربي ، جمعية الصف الإسلامي ، جمعية الحوار الوطني ، جمعية ميثاق العمل الوطني ، جمعية التجمع الدستوري).