اقتربت ساعة حسم معانقة أميرة أوروبا التي يتصارع عليها كل عام 76 فريقاً ينتهي بهم الحال إلى اثنين فقط يكون لهما الحق في دخول نزال مدته 90 دقيقة، بعدها يعُلن الفائز عن جلوسه على عرض القارة العجوز لعام قادم، بينما الخاسر يبقى يعض أصابع الندم على ضياع الفرصة التي لا تأتي كثيراً في العمر. وهذا العام تمكن عملاق بافاريا من حجز البطاقة الأولى بعد مشوار طويل ليواجه زعيم غرب لندن “تشيلسي” الذي اعتبره الكثيرون “مفاجأة” البطولة لأنه لم يكن من ضمن المرشحين للوصول للدور نصف النهائي، خاصة وأن نتائجه السلبية في الدوري الإنجليزي كانت تُعطي الإشارة دائماً إلى أن خروجه من دوري الأبطال مُجرد وقت. ولا يخفى على أحد أن نهائي سيقام على ملعب “آليانز آرينا” التابع لبايرن ميونخ، وهذا بطبيعة الحال يمنحه أفضلية كبيرة عن تشيلسي الذي سيلعب دور الفريق الضيف، رغم أن أكثر من 90% من مباريات نهائي البطولة تقام على أرض محايدة، لكن من سوء حظه أن قرعة اليويفا التي أجريت قبل عام استقرت على ملعب آرينا. وفي مايلي تقرير يستعرض تاريخ المباريات النهائية في دوري الأبطال التي كان طرفها صاحب الأرض أو تابع للبلد المستضيف للنهائي، فقبل مباراة اليوم نجد أن الفرق المستضيفة للنهائي نجحت من قبل في تحقيق الفوز سبع مرات، مقابل خمس مرات شهدت تفوق الضيوف، فهل يُحقق البايرن الحلم الثامن لأصحاب الأرض أم أن هناك كابوس لندني من شأنه أن يضع حداً لتفوق أصحاب الأرض على ضيوفهم في نهائيات دوري أبطال أوروبا. ريال مدريد يهزم ريمس الفرنسي في “حديقة الأمراء 1956 بعد موافقة بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها إسبانيا وإيطاليا على اقتراح الصحفي الفرنسي “جبريال هانو” الذي كان يعمل آنذاك في صحيفة ليكيب، وعرض فكرة إقامة بطولة أوروبية تحمل اسم “كأس أوروبا للأندية”، لتقام للمرة الأولى عام 1956 ويحصل الريال على لقبها بفوزه في النهائي على ريمس الفرنسي بنتيجة 4/3 في اللقاء الذي جرى استضافه ملعب بارك دي فرانس -حديقة الأمراء- في العاصمة “باريس”. على غير المتوقع، فاجأ المحليين ضيوفهم بهدفين متتاليين في أول 10 دقائق بأقدام ليبلوند وتيمبلين، ليرد أسطورة الأساطير دي ستيفانو بهدف أبيض في الدقيقة 15 وأعقبه رايل بهدف التعديل، لكن بطل فرنسا ظل يقاتل إلى أن خطف هدفه الثالث في الدقيقة 62، ثم أبقى ماركيتوس الريال على قيد الحياة بهدف التعادل الثالث، وفي النهاية أطلق رايل رصاصة الرحمة على الفرنسيين بهدف الفوز الذي أدخل عملاق إسبانيا التاريخ كونه صاحب اللقب الأول للبطولة التي بدأت بأفكار صحفيين فرنسيين. ريال مدريد يهزم نابولي في البرنابيو 1957 النسخة الثانية شهدت مشاركة بعض كبار القارة أمثال “مانشستر يونايتد، بنفيكا، رينجرز الاسكتلندي وآخرون، ومع ذلك ظل النادي الملكي متحفظاً بلقبه للعام الثاني على التوالي بفوزه على نابولي الإيطالي بهدفين نظيفين في النهائي الذي أقيم على ملعب سانتياجو بيرنابو في العاصمة مدريد، وبتاريخ 30 مايو عام 1957. انترميلان بطلاً على حساب بنفيكا في السان سيرو 1965 ومرت 10 سنوات دون أن يقام نهائي على ملعب فريق يكون طرفاً في المباراة، إلى أن جرى نهائي النسخة العاشرة عام 1965 على ملعب سان سيرو وكان طرفه الأول الإنتر -صاحب الضيافة- أما الثاني فكان بنفيكا الذي انحنى للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات في النهائي أمام أحد ممثلين الكالتشيو، فقبل ذلك التاريخ بعامين سقط بنفيكا أمام ميلان في نهائي ويمبلي، ثم تكرر نفس السيناريو أمام أفاعي ميلانو بهدف للبرازيلي خافير الذي لم يُكتب له اللعب لمنتخب بلاده. مانشستر يونايتد يطيح ببنفيكا في ويمبلي 1968 أهدى مانشستر يونايتد بريطانيا العظمى أول لقب لبطولة أوروبا بعد مرور 13 عاماً تمنعت خلالها الكأس ذات الأذنين من دخول بلاد مهد كرة القدم، وحقق الفريق المُلقب بالشياطين الحمر الكأس على حساب بنفيكا بالفوز في النهائي الذي جرى على ملعب ويمبلي برباعية مقابل هدف، ويُحسب للفريق الإنجليزي –غير المشهور آنذاك- أنه قهر أحد عمالقة القارة الذي خاضوا قبل ذلك النهائي 4 مباريات نهائية. أياكس بطلاً على حساب الإنتر في إستاد فينورد 1972 مع بداية سبعينيات القرن الماضي، بدأت كرة القدم الهولندية تظهر على الساحة الأوروبية وتفرض احترامها على الجميع، منذ أن حقق إيندهوفن لقب دوري الأبطال عام 1970 وتلاه أياكس في العام الموالي، والمفاجأة كانت في احتفاظ أياكس باللقب الثالث على التوالي للطواحين بالفوز على الإنتر بثنائية نظيفة في النهائي الذي استضافته المدينة الساحلية الهولندية فينورد عام 1972. ليفربول يهزم بروج في ويمبلي 1977 استطاع فريق ليفربول أن يُعيد الإنجليز إلى الصفوف الأمامية للقارة العجوز وأعاد الكأس الأوروبية إلى إنجلترا عام 1977، ثم احتفظ بلقبه للعام الثاني على التوالي وفاز على بلجيكا بروج بهدف للأسطورة كيني دالجليش بعد مرور ربع ساعة على زمن شوط المباراة التي جرت على ملعب ويمبلي الذي شهد من قبل على فوز المان يونايتد بنفس الكأس. ليفربول يسقط روما في الأوليمبيكو 1981 وغاب المهول عن الساحة الأوروبية عامين متتاليين وترك الساحة لمواطنه نوتنجهام فورست لينوب عنه في الفوز بالكأس، ثم عاد عام 1981 وفاز على الريال في النهائي وبعد عام وجد نفسه محاط بآلاف الطاليان الذين جاءوا للملعب الأوليمبي لدعم صاحب الأرض -روما-، وبشق الأنفس منحت ركلات الجزاء الترجيحية ممثل منطقة الميرسيسايد الفوز وأدارت ظهرها للمحليين، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله وهذا اللقاء كان سابع نهائي يقام على ملعب أحد المتنافسين. برشلونة يسقط في الأندلس أما بوخارست 1986 بعد مرور أكثر من 20 عام على خسارة برشلونة في النهائي أمام بنفيكا، عاد مرة أخرى وفرط في نهائي آخر، وهذه المرة كانت الخسارة قاسية لأنها تمت داخل الأراضي الإسبانية، وبالتحديد على ملعب ساشيز بزخوان التابع لإشبيلية، حيث خسر زعيم كتالونيا أمام ستيوا بوخارست الروماني بركلات الجزاء الترجيحية، وذلك بعد انتهاء الوقت الإضافي والأصلي بالتعادل بدون أهداف. يوفنتوس يهزم أياكس في الأوليمبيكو 1996 عشر سنوات أخرى مرت دون أن يقام نهائي على ملعب فريق خصماً في المباراة، وجاء اليوفنتوس ليخوض نهائي عام 1996 على الملعب الأوليمبي في روما، وأمام أياكس الذي أبكى مدينة ميلانو قبل عام من ذلك التاريخ بفوزه على ميلان بهدف كلويفرت، وبصعوبة بالغة تمكن فريق السيدة العجوز من الفوز على أياكس بفضل ركلات الجزاء الترجيحية. دورتموند يتغلب على يوفنتوس في ميونيخ 1997 وفي العام التالي، نجح أيضاً اليوفي في الترشح للمباراة النهائية، لكن هذه المرة دخل المباراة باعتباره الفريق الضيف أمام بروسيا دورتموند الألماني الذي اعتبر صاحب الأرض كون اللقاء أقيم في ألمانيا وعلى ملعب ميونخ الأوليمبي، وانتهى اللقاء بفوز صاحب الأرض بثلاثية مقابل هدف كان بطلها ريكن الذي ذبح اليوفي بهدف الثالث الذي أحرزه بعد نزوله أرض الملعب بثواني، والهدف يُعتبر تاريخي لأن الفريق الإيطالي كان قد أحرز هدف تقليص الفارق وكان في طريقه للتعادل لولا هدف ريكن المسمى “بقاتل أحلام السيدة العجوز”. برشلونة يفوز على مانشستر يونايتد في ويمبلي 2011 قبل عام من وقتنا هذا، تقابل مانشستر يونايتد وبرشلونة في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، وأقيم اللقاء على ملعب ويمبلي لتكون سادس مرة يستضيف خلالها قبلة كرة القدم نهائي البطولة، وانتهى اللقاء كما نتذكر جميعاً بفوز برشلونة بثلاثية “بيدرو، ميسي وفيا” مقابل هدف للجولدن بوي “واين روني”.