^ يبدو أن النظام الإيراني فقد صوابه أمام الإعلان عن مشروع الاتحاد بين السعودية والبحرين، فقام بتوجيه دعوة رسمية للإيرانيين إلى تنظيم تظاهرات في جميع أنحاء إيران كخطوة احتجاجية على رفضها لهذه الوحدة قيد الدراسة بين البلدين. ويواصل نظام طهران تضليل شعبه بالادعاء أن هذه الخطوة الاتحادية تأتي بناء على نصيحة أمريكية، فقد دعا مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية الذي ينظم التظاهرات الرسمية للنظام الإيراني في بيان الأربعاء الماضي الشعب إلى التظاهر في جميع أنحاء إيران بعد صلاة الجمعة أمس للاحتجاج على ما أسماه “المخطط الأميركي لضم البحرين إلى السعودية. وهناك مخاوف من أن هذه المظاهرات المدبرة من السلطات الإيرانية تعقبها تحركات إيرانية لتنفيذ مؤامرتها لضم البحرين تحت مزاعم الاستجابة لمطالب شعبية. هذه المواقف الإيرانية تؤكد أقوال الحكومة البحرينية عن تورط حكام طهران في دعم للمظاهرات الاحتجاجية التي تنظمها المعارضة في البحرين والتي تضم في الغالب منظمات شيعية. والأهم أن التوجهات الإيرانية تكشف بوضوح عن الأطماع ليس فقط في البحرين بل وفي منطقة الخليج كلها، بل إن الأطماع تمتد إلى المنطقة العربية بأسرها وتشمل جزءاً من الأمة الإسلامية. وكشفت هذه الأطماع توصيات المؤتمر التأسيسي الموسع لشيعة العالم الذي عقد في مدينة قم التي دعت إلى دراسة وتحليل الوضع الراهن على الساحة الإقليمية والاستفادة من التجربة الإيرانية الناجحة في العراق وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية والأردن واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان. ووضع هذا المؤتمر منهجها عملياً لتنفيذ خطة التدخل في شؤون هذه الدول بتوصية تقول “بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق زج أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها لدعم وإسناد إخواننا في السعودية واليمن والأردن”. ودعا المؤتمر أيضاً إلى “ تأسيس منظمة عالمية تسمى -منظمة المؤتمر الشيعي العالمي-، ويكون مقرها في إيران وفروعها في كافة أنحاء العالم ويتم تحديد هيئات المنظمة وواجباتها ويتم عقد مؤتمر خاص خلال كل شهر”. أما عن تعجل الإيرانيين في تنفيذ مخطط السيطرة على الخليج فقد كشفته صحيفة السياسة الكويتية في تقرير خاص جاء فيه: “أماط قادة خليجيون اللثام عن مخطط إيراني للسيطرة على المنطقة كان من المقرر تنفيذه بحلول عام 2017 لكن الانتفاضات الشعبية التي شهدتها مصر وتونس أغرت طهران بالإسراع به واستغلال الظروف الإقليمية والدولية التي اعتبرها قادة طهران مواتية لوضعه موضع التنفيذ”. وأكدت المصادر، وفقاً لما نشرته الصحيفة أن التدخل الإيراني السافر في البحرين ونشر شبكات التجسس في الكويت لم يكن إلا رأس جبل الجليد، وأوضحت أن المخطط الذي استعجل قادة طهران تنفيذه يشمل احتلال مملكة البحرين والزحف بعد ذلك على المنطقة الشرقية في السعودية، واستغلال الفوضى الحاصلة في العراق لاسيما الجنوب لإشغال الكويت وإرهاقها أمنياً ودفاعياً, تمهيداً لضم المنطقة كلها وإخضاعها للهيمنة الإيرانية. هذه التطورات الخطيرة تتطلب تحركاً عربياً جماعياً عاجلاً لمواجهة هذا النهج العدواني من جانب إيران المدفوع بغرور القوة، ولنعلم أن المسألة لا تخص دول الخليج بمفردها. وفي الختام نؤكد أن حقائق التاريخ والوقائع الجغرافية تؤكد أن البحرين دولة عربية حصلت على استقلالها من الاستعمار البريطاني في أغسطس 1971 بعد تصويت البحرينيين على الاستقلال بالأغلبية الساحقة تحت إشراف الأمم المتحدة، والبحرين دولة ذات حضارة وتاريخ، فهي امتداد لحضارة دلمون التي يعود تاريخها إلى 2800 قبل الميلاد. نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية