^ لا يغرد، بل «ينشز» قيادي بإحدى الجمعيات التي تدين للوفاق بالولاء والطاعة بأن إيران هي من يقف مع الثورة البحرينية وأن كل من ينتقد الموقف الإيراني مشكوك في إخلاصه! والله عجيب! في الوقت نفسه تخرج مظاهرات في إيران بأوامر من النظام هناك لتتزامن مع مظاهرة هنا يدعو لها حزب الله الإيراني «فرع البحرين» بهدف واحد تم «التوافق عليه» وهو التنديد بالاتحاد الخليجي. يخرج الإيرانيون في وسائل إعلامهم ومن خلال مسؤولين رفيعي المستوى ليقولوا بأن البحرينيين يريدون الانضمام لإيران! ويقول عناصر في برلمانهم بأن البحرين الولاية التي يجب إعادتها لوطنها الأم، في مقابل ذلك لا يُسمع لمواليهم في البحرين أي صوت أو يقرأ لهم أي حرف رافض لذلك وكأنهم يقرون بكل ما قيل، لكن حينما يتعلق الموضوع بالاتحاد الخليجي وبالأخص حينما يكون الحديث عن الشقيقة السعودية فإن قيامتهم تقوم وثائرتهم تثور. مسيرة أمس، هل هي بالفعل معنية بالبحرين؟! هل هي بالفعل مسيرة «لبيك يا وطن»؟! أم هي مسيرة متطابقة مع المسيرات في إيران بهدف مناهضة فكرة الاتحاد الخليجي؟! الأمور واضحة تماماً ولا تحتاج لخبير حتى يكتشف نوع العلاقة، حتى يحدد القواسم بين المواقف والخطابات للانقلابيين في الداخل ولذوي الأطماع الاحتلالية من الخارج. تقارن ردات الفعل فتستغرب ادعاء الوطنية من أناس يثبتون لنا يومياً بأن لا وطن يهمهم، ولا هوية تعنيهم، ولا عروبة ولا انتماء خليجي ضمن أولوياتهم، في جانب آخر يثبتون بأن التصاقهم بإيران أكثر، قبولهم بما يصدر عنها أمر مفضوح، حتى لو هددت إيران صراحة بغزو البحرين فلن تسمع لهم صوتاً. بعضهم يحاول حفظ ماء وجهه فيقول بعمومية مفهومة بواعثها: «نرفض التدخلات من كل طرف». يتحدث عن السعودية بصوت عالٍ مسموع ويذكرها بالاسم ويقول عنها في الفضائيات إنها دولة محتلة، بينما لا يأتي اسم إيران على لسانه رغم أن الفارق بيّن، فليست السعودية من قالت بأن البحرين ولاية من ولاياتها، وليس مسؤولوها الذين قالوا بأن البحرينيين يريدون الانضمام للسعودية، كل هذه الأمور صدرت من إيران، وهم يعلمون، لكنهم لا يجرؤون على الاستنكار والإدانة. إن كنتم تنتظرون إدانة وفاقية للتصريحات الإيرانية ذات النزعة الاحتلالية الواضحة فأنتم تتوهمون، إذ إن قاموا بهذه الخطوة وأغضبوا من يعترف بعض عناصرهم التحريضية بأنها الدولة التي تقف معهم، فهل تظنون أن الدعم الإيراني الإعلامي سيستمر، وهل تظنون بأن أية إمدادات لهم أن تتخيلوها ستتواصل؟! لا يمكن أبداً للعبد أن يخالف سيده، وهم بموقفهم اليوم الخائف من قول كلمة حق تفرضها الوطنية ضد من يهدد وطننا صراحة وبكل وضوح يؤكدون ولاءهم وانتماءهم لمن يمتلك النوايا الاحتلالية الصريحة. أحد البسطاء يقول: «ظننت بأن مسيرة أمس ستخرج للتنديد بالتطاول الإيراني لسيادة البحرين، ستخرج لتدين بقوة ادعائهم بأن البحرينيين يريدون الانضمام لنظام طهران، ستخرج لتقول بصوت قوي بأن لا شأن لإيران بنا، لكن للأسف هي مسيرة داعمة لإيران أصلاً، متسقة مع دعوة النظام الإيراني للتظاهر ضد الاتحاد الخليجي، بالتالي هي مسيرة لبيك يا إيران». من يريد أن يقول إنه بحريني ووطني، وأنه عربي خليجي، لسنا نقول له اثبت ذلك بأنك موافق على الاتحاد، إذ لك كل الحرية أن تعرب عن رأيك، لكن أقلها اثبت أنك بحريني ولا شيء آخر بالتصدي لمن يصرح بشكل واضح وصريح ضد أرضك، وضد استقلالها، ومن يعتبر أنك تابع له ومن يرى أرضك بأنها جزء من أرضك. حتى بيان خجول هزيل يدين ما صدر عن إيران لم نجد له أثراً. وبعد كل هذه الأمور مازالوا يستميتون لنفي ارتباطهم بجارة الشمال. ما فعلوه أمس لن يرسل رسالة للمكونات الأخرى مضمونها بأن هذا حراك رافض للاتحاد الخليجي فقط، بل يرسل رسالة أخرى مضمونها مختلف ويتحمل تداعيات أخطر، كونها تمثل قبولاً بالتطاول الإيراني على سيادة البحرين، قبولاً بادعائهم أن البحرينيين يريدون الانضمام لهم، تأكيداً في خلاصة الأمر بأن هناك منهم من ولاؤه لا يتجه للبحرين أبداً، بل للدولة التي تريد ضم البحرين لها ومسخ هويتها. كل الأمور واضحة والأوراق مكشوفة، بالتالي ليت الشجاعة تواجدت لرفع شعار حقيقي وواقعي، لأنها أبداً لم تكن مسيرة للوطن البحرين، وكيف تكون مسيرة «لبيك يا وطن» وهي لم تدافع عن الوطن ضد «الطامع الحقيقي» ضد «المستهدف الصريح» الذي كشف عن نواياه وأطماعه بصريح العبارة وبوضوح الموقف؟!