^ جاء إعلان نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، بأن قمةً استثنائيةً لأصحاب الجلالة والسمو، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سوف تُعقد في مدينة الرياض خلال الشهور القادمة، قبل قمة البحرين، للتوقيع على ميثاق الاتحاد، نقول جاء هذا الإعلان مؤكداً أن اتحاد دول الخليج سيتم في القريب العاجل ولم يؤجّل، وأنه يتم الآن البحث في الآليات التنفيذية للاتحاد من قوانين وميثاق وغيره من الأدوات القانونية. ولا شّك إن الاتحاد الخليجي المأمول سيحقق رغبات شعوب دول المجلس في المزيد من التقدّم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غير أن التربويين والمربِّين في دول الخليج والجزيرة العربية، والعاملين في الحقل التعليمي عامةً، يعقدون آمالاً كبيرةً على الاتحاد الخليجي المقبل في أن يفتح أبواباً واسعةً أمام المزيد من التنسيق والتعاون بين وزارات التربية والتعليم في هذه المنطقة الجغرافية الحيوية من العالم، والذي يفترض أن يتمخّض عن عددٍ من المنجزات المهمة، ومن ضمنها توحيد مناهج المواد الأساسية، كاللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم، في دول الخليج العربية، والتوصّل إلى معايير موحّدة لتحديد زمن اليوم المدرسي، وتقويم أداء الطالب والمعلِّم، وتطوير أداء منظومة التعليم في ضوء المعايير العالمية، وتحسين إعداد المعلمين وتدريبهم وتأهيلهم على خلفية معايير موحدّة للجودة الشاملة في التربية. إن العمل التربوي المشترك بين الهيئات المسؤولة عن تطوير التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي حفّز على العمل باتجاه تجويد المناهج وتحديثها في كل دولة خليجية على حدةٍ، ففي مملكة البحرين، على سبيل المثال، تم بناء مناهج العلوم المطوّرة في الصفوف الأولى ضمن مشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية، بحيث يكون للطالب الدور الرئيس في عملية تعلّمه، بينما يكون المعلِّم ميسِّراً وموجِّهاً لعملية التعلّم، وبحيث يتم الاهتمام بالجانب الفكري للمتعلم، أي تعليم التفكير بشكل أساسي، واستيعاب مهارات العلم وعمليّاته، وحل المشكلات، مما يساهم في بناء المعرفة العلمية لدى الطالب، ويكسبه مهارة طرح السؤال، وهي المهارة التي يُقصد بها إثارة تفكيره وفضوله وربط معارفه مع الحياة العملية وتشويقه لعملية التعلّم