^  أكد بيان الشورى الإيراني بشأن الاتحاد الخليجي على استقلال وسيادة البحرين، حيث ذكر بالحرف “إن البحرين بلد إسلامي عربي مستقل وعضو في منظمة الأمم المتحدة”، إذ إن تأكيد استقلال البحرين هو رد على ادعاء الشورى الإيراني نفسه “بأن إيران أولى بالبحرين من السعودية حيث كانت البحرين المحافظة 14 لإيران”. نقول للشوري الإيراني؛ أولاً المحافظة بتعريفها الجغرافي أن تكون حدودها متصلة بأرض الدولة، والبحرين ليس لها اتصال حدودي بري ولا بحري بإيران، كما إن المحافظة لا تأتي بخاطرة ولا مزاج أو ربط بمرحلة استعمارية مؤقتة، وإلا فالبحرين هي محافظة برتغالية ومحافظة بريطانية، كون هذه الدول استعمرت البحرين لفترة من الزمن، ولظلت كذلك باقي دول العالم محافظات تتبع المستعمر القديم، حيث إن ما من دولة إلا وتم استعمارها، وهو الأمر نفسه بالنسبة لإيران فهي أيضاً محافظة عربية تتبع الحكم الراشد الذي كان مقره المملكة العربية السعودية. كذلك هو بالنسبة لحكم الملالي في إيران فهو حكم مغتصب جديد ليس له أصول تاريخية ولا مكان جغرافي يمكن إسناد أصوله إليه، إذ إن من تولى الحكم هم مجموعة بشرية صغيرة جاءت إلى إيران مدعومة من الغرب فاستلمت الحكم، وبذلك تعتبر إيران الآن أرضاً محتلة حالها كحال فلسطين والعراق، حيث كانوا جميعهم يتبعون في الأصل الخلافة الراشدة؛ أي يتبعون الحكم السعودي المثبت في الوقت الحاضر بأنه حاكم أرض النبوة والخلافة، فمن أحق اليوم يا نواب الشورى الإيراني أن تكون البحرين تحت راية التوحيد الأصيل أو تكون مستعمرة لدولة يحكمها محتلون ومغتصبون لحكم عربي إسلامي مثبت بالوثائق ومسجل بالتاريخ. إن من يجلس على سدة الحكم في إيران اليوم هو حكم استعماري تتاري صفوي، انقض على دول عربية وابتلعها وابتلع معها الأحواز والجزر الإماراتية حتى ابتلع العراق وسوريا ولبنان، واليوم تمنيه نفسه أن يبتلع البحرين، الدولة ذات الكيان المستقل، وهي مملكة يحكمها حكام أصليون وليس مستوردون، حكام معروفو الأصل تاريخياً وجغرافياً، وقد آل لهم الحكم في البحرين بحكم تحريرهم لأرضها من الاحتلال الصفوي على إثر التحالف بينه وبين الصليبين الذي قدم البحرين وإيران هدية لهم نتيجة تعاونهم مع الحركة الصليبية لوقف الغزو الإسلامي للغرب، وضرب الدولة العثمانية، فتحولت على إثرها إيران العربية السنية إلى مستعمرة فرض عليها المذهب الصفوي بحد السيف. نضرب هنا مثالاً على مدينة تبريز؛ حيث بلغ عدد سكانها السنة 65%، فقال إسماعيل الصفوي آنذاك أن من يقول حرفاً واحداً فإنه سيسحب سيفه عليه، كما ذكرت الوثائق أن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألفاً، حيث مورست فيهم أبشع أنواع القتل والتنكيل من تقطيع للأطفال والنساء والرجال وتمثيل بجثثهم وجماجمهم وأوصالهم، وهي نفس الطريقة المعتمدة التي تمارسها الصفوية حتى وقتنا هذا، وخير شاهد على ذلك ما يتعرض له الشعب الإيراني والأحوازي والعراقي والآن في سوريا من قتل وتنكيل، وهي نفس الطريقة التي مارستها الصفوية البحرينية في المؤامرة الانقلابية، ورغم محدودية قوتها ومدتها إلا أنها أثبتت بشاعة القتل والإبادة، فهي حركة صفوية بامتياز. إن الاتحاد الخليجي اليوم ليس بكافٍ أن يكون وحدة للدفاع عن أمن دول الخليج، بل أن تكون أول أهدافه المطالبة بضم إيران والعراق إلى الولاية العربية الإسلامية كما جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأصل المعتمد في تحديد هوية الدول، وبعد الأصل المحمدي لا يمكن الحديث لحقوق مستعمرين أو غزاة محتلين، فالأصل في حكم الأرض يرجع إلى عهد النبوة والصحابة، وهو التاريخ المعتمد الذي رسمت عليه الأمة الإسلامية حدودها. من كل ما سبق يثبت أن أرض إيران اليوم ترضخ تحت احتلال، يقع على أمة الإسلام مهة تحريرها من قبضة الصفوي الذي تآمر مع أعداء الأمة للقضاء على الإسلام وإدانته موثقة تاريخياً باليوم والسنة والأسماء، ويجب أن يقوم علماء الأمة وشعوبها برفع قضية على الحاكم الإيراني الحالي الذي سلب الحكم، ومحاكمته على جرائم الإبادة التي مارسها في حق الشعوب التي تعاون في غزوها. نعود إلى تأكيد الشوري الإيراني بقوله “إن البحرين بلد إسلامي عربي مستقل وعضو في منظمة الأمم المتحدة”، ومن ثم على إيران أن تبلع لسانها، وأن لا تتدخل في أي شأن بحريني، لأن البحرين دولة مستقلة وذات سيادة تؤهلها لاختيار الدولة أو الدول التي تتوحد معها، وحتى أن ارتأت أن تتوحد مع جزر القمر فهو شأنها.