^   لا أحبذ تماماً الكتابة بلغة أخرى غير العربية باعتبارها اللغة التي تمثل هويتنا البحرينية المستمدة من الانتماء العربي الإسلامي. ولكنني أجد نفسي مضطراً لكتابة عنوان مقالي اليوم باللغة الفارسية، وهي مقولة قالها الرئيس الإيراني السابق سيد محمد خاتمي وتعني (إيران تحيا بخوزستان). إذا صحت هذه المقولة ـ وأعتقد أنها تصح ـ فإنها تعكس لنا أهمية إقليم الأحواز لإيران سابقاً وحاضراً ومستقبلاً، وهي حقيقة تدفعنا لمعرفة العمق الذي يشكله الأحواز لإيران وهو ما يشكل استهدافاً سهلاً لإيران من قبل دول مجلس التعاون الخليجي إذا كانت هناك رغبة حقيقية في تصحيح الوضع التاريخي لهذا الإقليم العربي المحتل من قبل إيران منذ عقود طويلة. دول مجلس التعاون الخليجي ليست بحاجة لمواجهة عسكرية مع إيران حالياً أو مستقبلاً، ولكنها بحاجة لمواجهة سياسية واقتصادية مع طهران أكثر من أي وقت مضى، فليس من المنطقي وليس من المتوقع أن تكون طهران دولة (جارة) إلا إذا كان هذا شعاراً إعلامياً أو دبلوماسياً يتم التصريح به من خلال الدبلوماسيين والإعلاميين بين وقت وآخر. هذه هي الحقيقة التي على بلدان مجلس التعاون تقبلها وعدم التعامل معها بمجاملة أكثر من السابق. جميع حكومات دول الخليج تدرك هذه الحقيقة جيداً، ولا يعني ذلك أن المصالح القائمة والمشتركة بين الجانبين تعد عاملاً لعدم التعامل مع السياسة العدائية لطهران تجاه دول مجلس التعاون، فحجم تدخلاتها في الشؤون الداخلية للمنامة والكويت واضحة، وكذلك الحال بالنسبة لموقفها العدائي تجاه الجزر الإماراتية العربية الثلاث من خلال احتلالها. فلا معنى للمصالح الخليجية الإيرانية المشتركة مادامت طهران تتعامل بعدائية مع دول مجلس التعاون. وتحويل إيران (الجارة) إلى دولة غير صديقة بات ضرورة ملحة في مثل هذا الوقت الذي تتجه فيه بلدان المجلس إلى التعامل بجدية مع التحديات الداخلية والإقليمية والدولية بشكل غير تقليدي من خلال مشروع الكونفدرالية الخليجية الذي تتحفظ عليه إيران علناً وتدعو أنصار ولاية الفقيه لديها ولدى كافة قواعدها في بلدان المجلس إلى مناهضته علانية. قد لا تروق مثل هذه الأفكار لحكومات دول الخليج العربي، ولكن يمكن تنفيذها عبر مراحل سريعة تقوم على تغيير اتجاهات الرأي العام الخليجي لتكوين نظرة رمزية لإقليم الأحواز بحيث يتحول سريعاً إلى قضية شعبية خليجية يمكن الضغط من خلالها على حكومات الخليج للتحرك باتخاذ خطوات فعلية تجاه هذا الملف المسكوت عنه منذ عقود.