كشف استشاري أمراض القلب د. نضال المسيري عن ابتكار نظام جديد يعرف علمياً باسم “الكارتو” لعلاج اختلال نبضات القلب، مشيراً إلى أنه “جاء الوقت أخيراً للتوصل للعلاج الحاسم لاختلال نبض القلب المتسارع، والذي ظل لعقود طويلة أسيراً للعقاقير الكيماوية والتي فشلت في القضاء على البؤرة الكهربية الزائدة الشاذة التي تتسبب في اختلال النبض المتسارع “الأذيني والبطيني”. وأوضح د. المسيري أن “القلب الطبيعي ينبض بمعدل يتراوح من 70 - 90 نبضة في الدقيقة تزيد مع الحركة وتناقص بالخلود للنوم ولكن في المعدل الطبيعي فإن المسؤول عن هذا النظام القلبي “رتم القلب البديع” الدائرة الكهربية الطبيعية التي تتولد إشارتها الأولى بالمنطقة الأذينية اليمني العليا، ثم تنتقل في المسار الكهربي الفسيولوجي إلى المنطقة الأذينية البطنية، ثم تمر إلى “حزمة هسى”، والتي توزعها إلى الضفيرة البطينية اليمني والضفيرة البطينية اليسرى، ثم تنتقل إلى الألياف العضلية في البطين الأيمن والبطين الأيسر فيتم تنشطها في لحظة واحدة فيتبع ذلك النشاط الميكانيكي الذي يتم ترجمته إلى الانقباضة البينية التي تضخ الدم وتحدث النبضة التي يمكن الإحساس بها في أي شريان طرفي”. واستدرك د.المسيري، قائلاً “تسارع نبض القلب عن معدلاته الطبيعية انتشر بصورة شبة وبائية ولم تنج منه أي فئة عمرية”. وتطرق إلى أسباب اختلال نبض القلب، موضحاً أنها “متباينة، ومنها التدخين والإسراف في شرب القهوة، والنشاط الزائد للغدة الدرقية، والأمراض الرئوية المزمنة”. ولفت إلى أن “معالجة العوامل الخارجية تساعد في انتظام كهربة القلب، وفي حال استمرار اختلال القلب الكهربي وفشل العقاقير في التحكم في نوبات اختلال نبض القلب، وتكرارها بصورة مزعجة للمريض، وخصوصاً إذا كانت النوبات مصحوبة بهبوط الضغط أو وهن في عضلة البطين الأيسر، عندئذ يصبح من الضروري عمل دراسة كهروفسيولوجية ورسم خريطة القلب الكهربية بواسطة القساطر الكهروفسيولوجية وهي أنابيب مطاطية رفيعة جداً يتم إدخالها إلى القلب عن طريق الأوردة الفخذية بعد إعطاء مخدر موضعي والمريض في كامل وعيه يراقب العملية، ويتم نقل الإشارات الكهربية إلى “مونيتور” متعدد القنوات يساعد في رسم خريطة كهربية للقلب، يستطيع من خلاله المتخصص في كهروفسيولوجيا القلب تحديد الهدف بدقة بالغة ومعرفة آلية الخلل الكهربي، وتوجيه موجات الراديو للضفيرة الكهربية الزائدة أو البؤرة الكهربية الزائدة لاستئصالها”. وذكر أنه “تم حديثاً ابتكار نظام “الكارتو” الذي يقوم عن طريق قسطرة واحدة برسم خريطة تشريحية ثلاثية الأبعاد، متعددة الألوان، تحدد موقع البؤرة الكهربية الشاذة بدقة بالغة، حتى يمكن القول أن الدراسات الكهروفسيولوجية التقليدية التي كانت تعتمد على رسم صورة ذهنية لمكان الخلل الكهربي، وتحدد الهدف بدقة بالغة وترفع نسبة النجاح وتقلل التعرض لأشعة إكس، مما يمثل طفرة في مجال تشخيص وعلاج اختلال نبض القلب”. وخلص د. المسيري إلى أنه “تم دراسة التجربة بالمؤتمر الذي عقد في فيينا في مارس الماضي وخص لنوع واحد واسع الانتشار من اختلال نبض القلب، وهو الذبذبة الأذينية، حيث يتم توجيه موجات الراديو للمنطقة حول الأوردة الرئوية المتصلة بالأذين الأيسر، وقد تم عزل العقد العصبية المحيطة بالأوردة الرئوية، مما رفع من معدلات النجاح في استئصال الذبذبة الأذينية بموجات الراديو في ظل فشل العقاقير في السيطرة على الذبذبة الأذينية”. \