طــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــــباح [email protected]

عندما صرح صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في اللقاء التشاوري الرابع عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد منذ أيام في الرياض أن «قيام الاتحاد مشاركة في الركب الحضاري العالمي، واستجابة للمتغيرات والتحديات»، كان هذا التفاؤل الطموح نابعاً من حرص جلالته ونظرته الثاقبة المستقبلية من أجل مستقبل أقوى لدول الخليج، لأن هذه الدول كما أكد أن «مواقف دول المجلس تجاه البحرين ومساندتهم لنا نابعة من مشاعر مشتركة وآمال وطموحات متشابهة». كما إن تأكيد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن «تتركز على زيادة التنسيق في المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة أمنية خليجية موحدة»، يأتي كنبراس يضيء دروب المستقبل لأبناء هذه الديار العزيزة الشامخة. فليأبى من يأبى! الاتحاد قائم بإذن الله عز وجل وسيمضي الله أمره وستكون الغلبة للحق، كما قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: «ليس لإيران، من قريب أو بعيد، أي دخل في ما يدور بين البلدين من إجراءات، حتى لو وصلت إلى الوحدة». نعم ليس لهذه الدولة أو لغيرها أي صلة بهذا المشروع الحضاري الذي ستعود آثاره الإيجابية على شعوب المنطقة في شتى المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية! المفروض أن ترحب به إذا كانت «النيات صادقة» و»الأقوال والادعاءات التي تبثها عبر القنوات العالمية سليمة من أنها جارة صديقة لدول المجلس»!! الاتحاد سيوسع من جسور المحبة وسيعزز السلم الأهلي وسيقوي السياسات الخارجية ضد الأعداء وسيدعم المشروعات الاقتصادية، إنه عنوان الروابط الأخوية التي تعود جذورها من الأزل عندما بعث الله تبارك وتعالى فينا نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ودعانا إلى الأخوة والتعاون والتعاضد، والحكمة تقول: «في الاتحاد قوة». آمال الشعوب الخليجية تنظر بشوق بالغ لهذا التكامل الذي ستذوب معه كل الحدود وستزال معه الحواجز وإلى هذه المظلة التي ستحمل معها أروع صور الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، كل التوفيق لهذا المساعي الطيبة، وسدد الله خطى قادتنا وجمع كلمتهم ووحد صفوفهم.