كتبت - عايدة البلوشي: تربط مواطني دول مجلس التعاون الخليجي؛ أواصر متينة، وتجمعهم علاقات اجتماعية من المصاهرة والنسب والقرابة، والعادات والتقاليد، وقد تعززت هذه الروابط من خلال الوقوف صفاً واحداً في الأزمات، وهو ما بدى جلياً في الأحداث الأخيرة التي مرت بمملكة البحرين. حول صور التعاون بين أبناء دول التعاون؟ يؤكد الشاب نواف علي مساهمة جسر الملك فهد في تعزيز التواصل الاجتماعي بين أبناء الخليج، وتسهيله المصالح المشتركة الاقتصادية والتجارية بينهم. يقول علي: إن دول التعاون الخليجي؛ تجمعها روابط مشتركة متينة سواء في الجانب الاجتماعي كالقرابة والنسب والمصاهرة، أو عبر الزيارات المتبادلة بين الناس. لذا أرى أنه من الصعب؛ حصر جميع مجالات التعاون بين دول الخليج، إلا أن ما يهمنا في المقام الأول؛ هو الحفاظ على هذه العلاقات الاجتماعية، وعدم السماح للدول المعادية بالتدخل، وأن نظلّ قوة واحدة أمام التحديات، وهو ما لم يتحقق إلا بإقرار الاتحاد. المساهمة في نشر الحقائق ويشدّد الشاب حمد سلمان على أن من أروع صور التكاتف بين أبناء الشعوب الخليجية والعربية؛ نشر حقائق ما يجري في البحرين من أحداث أول بأول، عن طريق أدوات التواصل الاجتماعي. ويضيف سلمان: تربط مملكة البحرين بدول الخليج العربية أواصر من المحبة والتعاون والتقدير منذ فجر التاريخ، وهذه الأواصر تترجم في التعاون المشترك فيما بينهم في جميع مجالات الحياة سواء الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية، وما أنجزه قادة دول التعاون خلال الثلاثين عاماً الماضية في صيغة التعاون، كلها تؤكد أهمية التعاون بين الدول. وأحداث 14 فبراير خير دليل على أن شعوب الخليج العربية أسرة واحدة، ففي تلك الأزمة الأليمة وقفت جميع دول الخليج العربية دون استثناء مع البحرين من خلال السؤال والدعم المادي والمعنوي وبيان الحقائق وكشف زيف وسائل إعلام أجنبية. تأثير واضح للفيسبوك والتويتر ويشير الشاب سمير عبدالله؛ إلى أهمية الفيسبوك والتويتر، في تعزيز العلاقات بين أبناء الخليج، مؤكداً أن ما يربط أبناء دول الخليج العربية علاقات اجتماعية متينة سواء بالزواج أو الصداقة. يقول عبدالله: لدي أصدقاء من جميع دول الخليج، وبيننا تواصل يومي سواء بالاتصال المباشر، الهاتف، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. لقد تطورت هذه العلاقات، التي بدأت خلف شاشة الكمبيوتر، إلى التواصل الحقيقي (المباشر)، واجتمعنا في مجموعة في (البلاك بيري) من أجل مزيد من التواصل، ومن ثم أصبحنا نتواصل مباشرة عن طريق السفر، وأصبحنا أسرة واحدة. هذا بالإضافة إلى أن لدي أصدقاء من دول التعاون يدرسون في جامعات البحرين، وفي المقابل هناك شباب بحرينيون يتعلمون في جامعات تلك الدول، ولا يشعرون بالغربة أبداً وكأنهم في بلدهم. طبيعة المناسبات واحدة وينوه محمود أحمد، إلى طبيعة المناسبات الواحدة بين أبناء الخليج، مؤكداً أن شعوب الدول الخليجية جميعها أسرة واحدة، تربطها علاقات تتشارك في جميع المناسبات سواء في الأفراح أو الأحزان، حيث نقف إلى جانب بعضنا في جميع المواقف، ففي المناسبات الوطنية نحرص على حضور المهرجانات، ونجدهم أبناء الخليج يشاركونا أعيادنا الوطنية. الاتحاد حلم سيتحقق ويؤكد عبدالله إسماعيل أن ما يجمعنا بإخواننا في دول الخليج العربية هي أواصر الدم والنسب والقرابة، فأهلنا في السعودية ودولة قطر وعمان والكويت الشقيقة ودولة الإمارات، ولم نشعر يوماً بفرق بيننا، حيث تجمعنا بهم العادات والتقاليد والتاريخ المشترك واللغة، ورغم وجود اختلاف بسيط في لهجات بعض الكلمات، إلا أننا نحرص على أن نتعلم جميع هذه اللهجات التي تميز كل دولة. وعلى الصعيد الشخصي؛ اعتبر جميع دول الخليج دولة واحدة تحت مظلة، وبين الفينة والأخرى نزور أصدقاءنا وأهلنا في هذه الدول، ونأمل أن يتحقق كل ما يعزز هذه العلاقات الجميلة خصوصاً الحلم الخليجي بإقرار الاتحاد، لأنها ستكون اللحظة التاريخية، حيث إن الاتحاد مشروع يحمي دول التعاون ويضمن الرفاهية والاستقرار لشعوبها. لا يوجد اختلاف وتعلق فاطمة حسن: لا يوجد اختلاف بين دول الخليج العربية، حيث إننا أسرة واحدة، تربطنا مجموعة من القيم والمبادئ وبيننا تاريخ مشترك من العادات والتقاليد واللغة والدين، هذا إلى جانب صلة القرابة والدم والنسب، من خلال المصاهرة، وعن أسرتي نحن عائلة خليط من دول مجلس التعاون، فزوجي إماراتي، وزوجة أخي قطرية، ولدينا أهل في دولة الكويت والسعودية وعمان الشقيقة. د. محمد منصور: الحياة الاجتماعية في البحرين نموذج يحتذي به من جانبه يؤكد الباحث الاجتماعي د. محمد منصور، أن الحياة الاجتماعية في مملكة البحرين؛ هي نموذج ممكن تحتذي به دول كثيرة، وهو نموذج يتميز بقدر كبير من التسامح والقدرة على استيعاب الآخر والتعامل مع الغرباء بمختلف توجهاتهم الدينية والانتمائية والمذهبية. كما يتميز المجتمع البحريني بدرجة عالية من الانفتاح، وقدر كبير من الحرية سواء للرجل أو الطفل أو المرأة، حيث أصبح للمرأة كيان ورأي يمكن أن يؤثر، هذا إلى جانب تحضر المجتمع البحريني، مع الحفاظ على القيم الاجتماعية الأصيلة التي تعبر عن الهوية والثقافة. وكل هذه العوامل جعلت المجتمع البحريني مجتمعاً اجتماعياً يتواصل مع جميع دول العالم بشكل عام والدول العربية بصفة خاصة. ويضيف: إن أي تعاون بين مجموعة من الأفراد؛ سينعكس على الأسرة والمجتمع، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعاون الزوج مع زوجته في محيط المنزل ينعكس بالإيجاب على واقع حياتهما الأسرية ومكانتها، وكذلك الأمر بالنسبة بين الدول، إذ إن التعاون بين أفراد دول مختلفة ينعكس بالإيجاب على مجمل الدول وهو بداية تأسيس محور تكتل سوق على مدى البعيد، وهذا التعاون ضروري ومهم في ظل هذا العالم والعولمة، ومما لا شك أن هناك صوراً كثيرة للتعاون بين دول الخليج، يأتي في مقدمتها المصالح الاقتصادية والتجارية والأنشطة الثقافية والعلمية والروابط الاجتماعية. ويبين د. منصور أن صور التعاون والتواصل والتآلف بين المجتمع البحريني وبقية الشعوب الخليجية كثيرة؛ منها المصاهرة والتزاور وعلاقات النسب والقرابة والدم، ونجد الشباب البحريني كونوا قاعدة من الأصدقاء مع عديد من الدول العربية والخليجية، يتواصلون معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا في حد ذاته يعزز مبدأ التواصل والتآلف بين الشعوب، وكذلك نجد أن الشعوب العربية وقفت إلى جانب البحرين في أزمتها الأخيرة. وأعتقد أنه من أجل المحافظة على تعزيز التآلف الاجتماعي بين الدول، لابد من إقرار الاتحاد، على أن يتم فيه إعلاء المصالح العامة على المصالح الشخصية أو الفردية، وبذلك يكون الاتحاد مكسباً للشعوب تستفيد منه. إقرار الاتحاد حلم ننتظره بفارغ الصبر يؤكد المواطنون أن إقرار مشروع الاتحاد الخليجي، تحقيقاً لتطلعات الشعوب في الوحدة والتكامل، أمر في غاية الأهمية، يساهم في تعزيز الأمن والطمأنينة والاستقرار، وبناء المستقبل الزاهر والمحافظة على المنجزات التي حققها مجلس التعاون طوال مسيرته. وبهذا الصدد يقول فيصل محمد: أعتقد أنه آن الأوان لأن نقف وقفة وطنية وخليجية واحدة ونعلن الاتحاد رسمياً، بحيث يكون الاتحاد داعماً للدول الخليجية، يمثل مصدر قوة، وحصناً منيعاً بوجه كل من تسول له نفسه التدخل، وداعماً لقضايا العرب والمسلمين. وترى إيمان سالم أن تحقيق الوحدة المشتركة بين مملكة البحرين والدول الخليجية بمثابة تتويج للروابط الأخوية الوثيقة، التي تشكل مصدر قوة للأسرة الخليجية الواحدة، خصوصاً وأننا نؤكد على أهمية الاتحاد، بعد ما مرت به مملكة البحرين من أحداث أليمة. وتضيف: يجب أن يتم إقرار الاتحاد خصوصاً وأن الأرضية مهيئة لذلك، فهناك تعاون بين البحرين ودول التعاون في شتى المجالات، سواء من خلال الزيارات المتبادلة بين الناس وكبار المسؤولين والتي أثرت التقارب بين دول المجلس، أو ما لمسناه في الأحداث الأخيرة من وقوف الدول الشقيقة مع البحرين ودخول قوات درع الجزيرة، وكانت دليلاً على الوحدة المتحققة والمبنية على المصير المشترك. وتنتظر منى عبدالله قرار الاتحاد بشوق ولهفة عارمة من أجل تحقيق «خليجنا واحد» ينعم فيه الجميع بما يوفره من مظلة قوية للأمن والأمان والاستقرار. وتتابع: نأمل أن يتم الاتحاد بين جميع دول الخليج العربي دون استثناء، فنحن نلمس أهمية إقامة الاتحاد لجميع دول المنطقة خصوصاً وأن دول الخليج مهددة جميعاً بالأطماع الخارجية وليست مملكة البحرين فحسب، والاتحاد سيكون حصناً منيعاً.