الأسوار والنباتات الخضراء، والأشجار، ونوافير الماء، كلها قواسم مشتركه في عالم الديكور أفرزت لنا بعض الديكورات الحديثة التي من شأنها أن تجعل الحديقة كأي غرفة أخرى بالمنزل، لها ما يناسبها من الإكسسوارات التي تضفي عليها نوعاً من الخصوصية والتميز عن الحدائق الأخرى. ديكورات الحدائق أصبحت اليوم عنواناً للمنزل من الداخل، فهي بمثابة بطاقة تعارف خضراء تسرك فور وقوع عينيك عليها، وتدلك على شخصية أصحابه، وكما إن المنازل أنواع، الحدائق هي الأخرى كذلك، ويمكنها هي الأخرى أن تتخلى عن التقليدي إذا تعاملنا معها على أساس أنها غرفة بالإمكان ترتيبها وإعدادها بالشكل الذي يروق لصاحبها وحسب إمكانياته وأسلوبه. أول ما يتبادر إلى الذهن هو الإكسسوارات التي تتباين بين الثمين، من مرمر ورخام، إلى الرخيص من طين وزهر، ورغم أن لكل منها جمالية خاصة إلا أنه علينا أن نتذكر أن القليل منها جميل، والمبالغ فيه قد يبعدنا عن روح المكان، كما إنه إذا لم تكن الإمكانيات متاحة للاستعانة بمصمم ديكور متخصص، فما علينا إلا أن نعتمد بعض الخدع في إعادة تدوير ما هو متوفر لدينا. يمكنك عزيزتي ربة المنزل صنع مائدة مؤقتة بواسطة أواني زهور كبيرة، توضع مقلوبة، وتغطى بباب خشبي بلون مميز، ويمكن استخدامها في تقديم القهوة أو الشاي أو حتى في حفلات الشواء، وإذا كنت من محبي النباتات المعلقة كالبنفسج، والقرنفل، يمكن اختيار أوعية البامبو كإناء خارجي لإعطاء مظهر أنيق يتماشى مع كراسي المكان. لإخفاء سور قديم أو جزء من الحديقة لا يروق للعين يمكن اللجوء إلى النباتات المتسلقة، التي أصبحت تأتي بعدة أنواع وألوان كما يمكن زراعة أنواع من الأزهار الصغيرة واستغلالها في الفجوات الفاصلة بين أجزاء الحديقة، أو ملء الفراغات بين النباتات بوضع شبكة خشبية لتزيد من كثافة النباتات وإعطاء الانطباع بغنى الحديقة. نشير إلى أن النافورة، كبيرة كانت أم صغيرة، تمنح المكان سحراً لا مثيل له، خصوصاً وأن الإحساس برذاذ الماء المنبعث منها في أيام الحر ينتعش له الجسم وتنتشي له النفس، كما إن وضع قطع المرايا في الخلفيات لإعطاء الانطباع بسعة الحديقة، على شرط أن تكون من النوع البلجيكي الأصلي حتى تقاوم عوامل الجو وأن توضع في أماكن استراتيجية حتى يكون ما تعكسه من مناظر جميلاً. من الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها استغلال الحديقة إذا كانت صغيرة، هو نصب عمود من الحديد يتوفر عدة فروع حتى يحمل كل منها أصيص زرع، وهذه فكرة مبتكرة لصنع شجرة ذات خصوصية بأصحاب المكان. نود أن نلفت انتباهك سيدتي الى أن قطع الإكسسوار سواء من أحجار أو خشب أو حديد ومرمر، مما يطلق عليها المصممون «أصدقاء الحديقة» خرجت اليوم من ثوب التقليدية إلى حداثة الابتكار، فنجد بالقرب من النافورة ضفدعة حجرية استغلت عينها لتكون مصباحاً، أو طفلة صغيرة مفرودة اليدين، تستخدم كحامل كتب بجوار طاولة الجلوس. إن شراء قطع الديكور لحديقتك، كما يقول خبير الديكور، لا يقتصر بالضرورة على الشراء من المحلات بطريقة مباشرة، حيث يمكن مناقشة المصمم بأن يشرح له الزبون رؤيته ورغباته، قبل التوصل إلى نتيجة مبتكرة وعملية في الوقت ذاته، وذلك بتحديد مكان القطعة والغرض منها، وما إذا سيكون محورياً، أم مجرد عنصر مكمل داخل الحديقة. وأخيراً تعتبر الإضاءة مهمة جداً في الأمسيات الصيفية، وفي شهر رمضان بالتحديد، حيث يطول السهر ويمتد للساعات الأولى من الفجر، لهذا يجب أن تكون ذكية، سواء كانت عبارة عن شموع توضع على طول الممرات، أو فوانيس تعلق على الأشجار والنباتات الطويلة.