ببالغ الحزن والأسى نشاهد هذه المجازر التي يقوم بها النظام السوري والتي أصبح عارٌ على الأمة الإسلامية أن تبقى صامتة حِيالها وعارٌ على الدول العربية والإسلامية أن تقف متفرجة أمام ما يجري . إننا لا ننتظر أن تقوم الدول الغربية بمناصرة الشعوب الإسلامية أبداً ؛ إذ أن مناصرتها ومساعدتها لا يمكن أن تكون إلا بناءً على مصالحها ولا يمكن أن تكون بلا مقابل وقد أثبت التاريخ والحاضر ذلك تماماً ، ولكننا نعتب أشد العتب على دولنا العربية والإسلامية التي من المفترض عليها بل ويجب عليها وجوباً شرعياً أن تناصر إخواننا بسوريا من منطلق الروابط الأخوية والإيمانية. وإننا نقول اليوم إن عجزت أو تقاعست الدول العربية والإسلامية عن مناصرة إخواننا بسوريا فإن على الشعوب الإسلامية أن تبدأ هي بالحراك نصرةً لشعب سوريا الأبي كلٌ حسب موقعه وكلٌ حسب قدرته ومسؤوليته ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها . إن من يملك في قلبه ذرة من إنسانية فضلاً عن أن يكون في قلبه ذرة من إيمان لا يمكن أن يقف متفرجاً على ما يحدث بسوريا دون أن يحرك ساكناً ، وليس المقام هنا مقام سرد ما يحدث على تلك الأرض المباركة فالكل يعلم ويسمع ويشاهد ما يحدث هناك وإنما المقام هنا مقام الدعوة لمناصرة هذا الشعب الكريم الأبي الذي أبى أن يظل أسيراً بين يدي هذا النظام المجرم العميل الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين . فمطلوبٌ من الشعوب العربية والإسلامية اليوم أن تقوم بمناصرة هذا الشعب الكريم مادياً ومعنوياً فوراً ودون تأخير أو تباطؤ وأن يعلموا بأن انتصار الشعب السوري الأبي في ثورته إنما هو انتصارٌ للإسلام والمسلمين وأنه بداية عودةٍ لأمجاد الإسلام وتاريخه المجيد { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } .