قال خبير التنمية البشرية د.عبدالله المقابي، إن جمعية الوفاق تماهت مع إيران في رفض مبادرة الاتحاد الخليجي، وعدتها محاولة سعودية لضم البحرين، مشيراً إلى أن “الوفاق” وطهران تنبأتا بانتقال أزمة البحرين إلى السعودية حال إعلان الوحدة بينهما. وحذر المقابي من محاولات المعارضة تشويه سمعة البحرين بخطابات تحريضية تمس وحدتها الوطنية وتتحدى خطواتها الإصلاحية، مشيراً إلى أن “الوفاق” حاولت مراراً استفزاز الحكومة بمسيرات نالت من صورة البحرين وثوابتها ورموزها الوطنية. ولفت إلى أن إيران وقفت ضد مبادرة الوحدة الخليجية، ونقل عن 190 نائباً شورياً إيرانياً إدانتهم مشروع الاتحاد ووصفوا دخول قوات درع الجزيرة للبحرين بـ«الغزو”. وأشار المقابي إلى أن البحرين التزمت أقصى درجات ضبط النفس بمواجهة إرهاب وفاقي متقصد، موضحاً أن “الوفاق” وأتباعها وقفوا ضد كل المبادرات الوطنية ودعوات الحل والحوار، وأصرت على نهجها التأزيمي ونظمت 300 فعالية غير مرخصة. ونبّه إلى أن المعارضة حالت دون حل الأزمة، وتعمّدت غلق الشوارع والطرقات والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وتخريب المرافق والمنشآت، لافتاً إلى أن الإرهاب بلغ ذروته إبّان تنظيم معرض الطيران وسباق الفورمولا1، فيما تعاملت الحكومة مع الوضع بحكمة واقتدار. وأضاف أن أمين عام جمعية الوفاق علي سلمان، صعّد في خطاباته منذ رواج أخبار التوجه الأمني لحل الأزمة التي لاتزال تعصف بالبلاد وآثارها الواضحة على الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن سلمان هدد الحكومة مراراً بما لا تحمد عقباه حال إصرارها على مواصلة استهداف المحتجين والمعارضين لها. ولاحظ المقابي أن الحكومة البحرينية استعملت أقصى درجات ضبط النفس منذ 14 فبراير 2011 وحتى الآن، بعد تجاوز البحرين أزمة كادت توقع كارثة إنسانية بسبب الإرهاب الوفاقي المتقصد لزعزعة أمن الوطن واستقراره. ولفت إلى أن “الوفاق” تقصدت إحلال عدة استراتيجيات وخطط من شأنها تعقيد الحلول الممكنة، ووقفت وأتباعها ضد كل محاولات رجالات الدولة ووجهاء الوطن للحيلولة دون تمرير أي مبادرة وطنية أو دعوة حل أو حوار، وتمكنت “الوفاق” من التأثير على لجنة تقصي الحقائق وقلبت كثيراً من الأمور. وقال المقابي إن أمين عام “الوفاق” واصل ضغطه على البروفيسور بسيوني بكل تعنت، وكثّفت “الوفاق” مواقفها بنفس اللغة التي تستعملها في تشويه سمعة الوطن، ونظمت 300 فعالية غير مرخصة ومارست أعمال عنف في الشارع، وحرّضت كل من وصلت إليه لمزيد من التعقيد يحول دون حل الأزمة البحرينية. وبيّن المقابي “مع ذلك تعاملت الحكومة بحكمة واقتدار مع الظروف المحيطة، وقوة الهجمة الإرهابية التي بلغت ذروته إبّان استضافة البحرين عدداً من الفعاليات الدولية كمعرض الطيران وسباق الفورمولا1”. وأضاف أن “الوفاق” حاولت بكل الوسائل استفزاز الحكومة بعدد من المسيرات جيشت لها بشكل كبير، وطالت سمعة البحرين ونالت من ثوابتها الوطنية وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وزاد جمعية الوفاق تقصداً بعد تقديمها أكثر من 59 مسيرة رخصت لها لتعمد غلق الشوارع والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة، وأعمال عنف وتخريب تصاحب مسيراتها، كل ذلك لم يكن كافياً لـ«الوفاق” وأجنداتها الخارجية والمكاتب التابعة لها في لبنان وطهران ولندن وأخيراً روسيا وأستراليا. وأشار المقابي إلى أن إيران وفي محاولة منها لإنقاذ الموقف الوفاقي، ودعماً للضرورة التي من أجلها كانت “الوفاق” وغيرها، تدخلت بشكل سافر لتحيط البحرين بكل سخرية، ماضية في نفس نهجها المطالب بالبحرين واحدة من ولاياتها أو محافظاتها. ودلل على التدخل الإيراني بشؤون البحرين، بتأكيدات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن البحرين ليست لقمة سائغة تبتلعها السعودية بسهولة، فيما أفاد مراسل وكالة مهر للأنباء أن لاريجاني قال في معرض إجابته على مطالبة أحد النواب مسؤولي الجهاز الدبلوماسي باتخاذ إجراء جاد فيما يتعلق بخطة السعودية لضم البحرين، أن “البحرين ليست لقمة سائغة بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة والاستفادة منها”، ووصف هذا النوع من الممارسات أنها تثير الأزمات في المنطقة. ونقل المقابي عن المسؤول الإيراني قوله، إن هذه التصرفات البدائية في الظروف الراهنة في المنطقة لها تأثيرات سيئة على دول تتعامل مع هذه القضايا، فيما تابع رئيس لجنة الصحة والعلاج بمجلس الشورى الإيراني “يجب التصدي للدسائس التي ينفذها آل خليفة وآل ثاني”، مضيفاً “نتوقع من مسؤولي السياسة الخارجية متابعة الموضوع بشكل جاد”. وقال المقابي إن نواب مجلس الشورى الإسلامي دانوا بشدة في بيان لهم “المشروع السعودي لضم البحرين”، مؤكدين أنه لا يمكن تهدئة الشعوب بالقوة والضغوط السياسية. وأضاف أن مراسل وكالة مهر للأنباء قال إن 190 نائباً بمجلس الشورى الإسلامي أصدروا بياناً بشأن مشروع الاتحاد بين البحرين والسعودية، أكدوا فيه أن الشعب البحريني المتدين الغيور، وخاصة شبابه ونساءه، أثبت طيلة 15 شهراً الماضية، أن حميته الإسلامية وهويته الوطنية وقبضاته المرتفعة ونداءات الله أكبر، أقوى من كل القوات الغازية والمحتلة وخاصة القوات السعودية، وأن الدماء الزكية للشهداء البحرينيين ستنتصر على السيوف الغازية، والدليل الواضح على هذه الحقيقة، فشل قوات درع الجزيرة. ونقل المقابي عن الشوريين قولهم “توجه العملاء من باكستان إلى البحرين وجميع الذين شاركوا في قمع الشعب البحريني، وتسببوا في استشهاد عشرات الأشخاص وإصابة المئات، فيما يقبع الآلاف في السجون، إلا أنهم لم يتمكنوا من إخضاع الشعب البحريني الغيور، وفشلوا في تحطيم إرادته الفولاذية”. وأضاف البيان حسب المقابي “وبعد فشلها الذريع، قررت السعودية اليوم أن تعلن في اجتماع قادة دول مجلس التعاون ضم البحرين إليها، رغم أن البحرين بلد إسلامي عربي مستقل وعضو في منظمة الأمم المتحدة، لتعلم السعودية وحكام البحرين، أن هذه الخطوة اللامنطقية، لاشك ستؤدي إلى تعزيز الانسجام والاتحاد بين الشعب البحريني في مواجهة المحتلين، وستنقل الأزمة البحرينية إلى السعودية، وستدفع المنطقة إلى فوضى أكبر، وستتفاقم”. وأبدى المقابي عدم استغرابه من رد الفعل الإيراني تجاه البحرين، وخلطها الأمور وتقصدها تشويه سمعتها والنيل من مكانتها، وقال “ليس بغريب ما يجري من الأعداء الذي بذلوا الغالي والنفيس من أجل مطامعهم ضد البحرين، وما هذه الحركة إلا واحدة من الحركات الاستفزازية التي نرفضها ونشجبها ولا نقبلها كشعب بحريني، ونقول للشعب الإيراني إن عليكم التحرك من أجل مصالحكم وكيانكم ضد هذا النظام المستبد الذي يجر بلادكم لمزيد من المهاوي والخذلان، فهو نظام لا يستطيع حل مشاكلكم ويبحث عن المشاكل الخارجية فقط”. وأردف “نحن كشعب بحريني لا نقبل أن تتدخل إيران في شؤوننا، ولن نقبل بهذا الخطاب المتدني الفاقد للأخلاق الإسلامية والصورة الحوارية والأدب الحميد، ونستنكر كل تدخل سافر معبر عن ضرورة إصلاح النظام الفاقد للشرعية في إيران، ونحذر إيران من التدخل في شؤون أوطاننا العربية والخليجية”. ونقل المقابي عن سلمان تصريحه في إحدى الصحف الكويتية لدى سؤاله عن الوضع في البحرين “كنا نعتقد منذ البداية أن الإجراءات الأمنية لا تساهم في حل المشكلة بقدر ما تزيدها تعقيداً، وهذا ما تبين بعد 15 شهراً من بداية الأحداث في البحرين يوم 14 فبراير 2011، ومازلنا نخشى بشكل كبير ومقلق أن تؤدي زيادة القمع إلى توسعة دائرة العنف في البحرين وأن تمتد آثارها إلى دول المنطقة”. وأورد المقابي على لسان سلمان قوله “أوضحنا موقفنا منذ البداية بأن التحرك يجب أن يتمسك بالأساليب السلمية فقط، ولولا هذه النظرة والتوجيه والحرص على مصلحة الوطن وضبط النفس عند الفصيل الأساسي في المعارضة، وتوجيهات الرموز العلمائية الكبيرة أمثال آية الله الشيخ عيسى قاسم لاندفعت الأوضاع في البحرين إلى ما وصلت إليه في بلاد أخرى مثل اليمن وسورية”. وأكد أن جمعية الوفاق وعلي سلمان وعيسى قاسم هم أكبر المتهمين والمحرضين في البحرين، وهم رأس الفتن وأسباب استمرار الأزمة من خطاب إلى خطاب تحريضي، وهم وجه الضلال في المملكة. وأضاف “نحن لا نقبل بتشويه سمعة البحرين وتحويلها لساحات ردود وخطابات لا تمس الوحدة الوطنية إلا بمزيد من التفكيك والتحدي لخطوات الإصلاح الوطنية، وكفى لتقف كل الأيادي الخفية التي تعبث بأمن الوطن والبلاد، ونعم لتطبيق القانون وحماية المكتسبات الوطنية من أيدي الإرهابيين والتأزيميين في البحرين، وبين يدي القارئ كل ما يحكّم العقل والضمير في أبهى صور الشفافية والوضوح من خطاب يدعو للتطرف وآخر يدعو للتثبت، قبل نشر الإشاعات المعادية والمغرضة ضد البحرين.