ترجمة – رائد أيوب: يعد فريق لوتس رينو أحد فرق الفورمولا 1 الذي قدم مستوى باهراً ومفاجئاً للجميع للموسم الحالي 2012 لبطولة العالم لسباقات الفورمولا 1، وذلك بعد الأداء الرائع والنتائج المتميزة التي حققها كل من سائقيه الفنلندي كيمي رايكونن والفرنسي رومان جروجان. فسجل لوتس حتى الآن مثيراً لإعجاب الجميع وخصوصاً أن الفريق يحتل المرتبة الثالثة في الترتيب العام للصانعين برصيد 84 نقطة من خمسة سباقات أقيمت حتى الآن، ولعل النتيجة الباهرة التي حققها الفريق في سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 بعد احتلال رايكونن وجروجان المركزين الثاني والثالث على التوالي، واحتلال رايكونن المركز الثالث في سباق إسبانيا، وبالتالي فإن ذلك يؤكد أن الفريق وضع خطوات واضحة من أجل البقاء في دائرة المنافسة ومزاحمة الفرق الكبيرة أمثال حامل اللقب ومتصدر الترتيب العام رد بول والشياطين الحمر فيراري. ويوضح رئيس فريق لوتس إيريك بوليير في مقابلة حصرية حول سر تألق فريقه هذا العام وحظوظه وأمنياته لما تبقى من الموسم الجاري، وإليكم المقابلة. س: إيريك، لقد أبليت بلاء حسناً من جهة السائقين والفريق وكذلك السيارة، ولكن من جهة أخرى لقد فقدت لقب الراعي؟ - هذا غير صحيح، نحن لم نخسر لقب الراعي لدينا، ليس بالمعنى الحقيقي لكلمة (خسرنا). في الواقع لقد قررنا إنهاء العقد أو الاتفاقية، والتي كانت تسري حتى منتصف العام الماضي. أردنا أن نغير استراتيجيتنا، وبالفعل أنجزنا ذلك. لدينا ميزانيات كبيرة هذا العام وسوف نحافظ على اسم لوتس وفقاً لاتفاقية الترخيص. لقد وقعنا مع بعض الأسماء الكبيرة كرعاة. فإذا نظرتم إلى قميصي، هناك نوعان من الأسماء الجديدة عليها، لقد تمكنا من توقيع اتفاقيات مع شركة يونيلفر وشركة مايكروسوفت، وهما أسماء كبيرة حقاً. لذلك عندما قلت سواء بطريقة مازحة أو جادة بأننا أكثر ثراء من ذي قبل، فإنني أعني ذلك. س: كل من السائقين صعدا على منصة التتويج في سباق البحرين، ماذا يعني ذلك للفريق؟ - لقد كانت مكافأة رائعة فعلاً للفريق، نحن لم نقدم هذا الأداء والمستوى منذ عام 2006. وفي الواقع، توقعت أن نحقق شيئاً خلال السباقات الثلاثة الأولى، ولكن كان علينا أن نقوم ببعض التصليحات لقليل من الثغرات التي واجهناها، وبالفعل حققنا في نهاية المطاف في البحرين. س: هل هذه الثغرات أصبحت الآن في الماضي بشكل دائم؟ - نعم لقد ذهبت هذه الثغرات. صدقني أود أن أرى السائقين على منصة التتويج بعد كل نهاية سباق، ونحن في الطريق إلى هذه المرحلة. عليك أن تنظر إلى السائقين بأنهما لم يتسابقا في الفورمولا 1 منذ قرابة السنتين على الأقل، لذلك فهما بحاجة أيضاً للحصول على بعض السرعة والقدرة على التعامل مع سباقات الفورمولا 1. وحتى لو قادا السيارة لبضعة كيلومترات، فيجب على السائقين السيطرة على مضمار الحلبة، وألا يفوتا أي فرص للتدريب أو المراحل التأهيلية أو السباق نفسه. س: لقد قمت بالمغامرة في عملية اختيار السائقين لهذا الموسم، من خلال دمج بين سائق صاعد وآخر بطل سابق ومعتزل في الفورمولا 1، ألم يسبب لك ذلك حالة من الصداع؟ - نعم لقد سببت لي حالة من الصداع، لقد كان لدينا نقاش مطول جداً داخل إدارة الفريق والذي يتعلق بالجانب الفني للفريق، فضلاً عن الجانب التجاري، وبطبيعة الحال المساهمين في الفريق كان عليهم أن يتخذوا القرار المناسب. وبعد أن قررنا أن نغامر، كانت هناك حالات من الصداع، حيث كانت هناك بعض من التلميحات القليلة حول كيفية تطوير ذلك. س: من الواضح أن جروجان الآن يسدد لك الثقة التي زرعتها فيه، ولكن لماذا يقوم بذلك الآن؟ ولماذا لم يفعل ذلك بعد أول ظهور له في الرياضة؟ ما الذي تغير؟ - لحسن الحظ أننا لم نغير ثقافة الفريق، ولكننا غيرنا الطريقة التي نقود بها الفريق قليلاً. فالثقافة هي نفسها وكذلك الناس على حد كبير، ولكن هناك بعض التغييرات فقط في بعض العمليات. مسألة رومان جروجان جداً معقدة، فهو قوي جداً من جانب، ولكنه حساس بعض الشيء من جانب آخر. لذلك يجب عليك أن تجد طريقة لتحقيق التوازن من شخصيته في النهاية. آخر مرة تسابق فيها في الفورمولا 1 كان صغيراً جداً في السن، فلم يكن في الوقت المناسب أو المكان المناسب مع الدعم المناسب. وهذه الأمور تسيطر عليه لفترة طويلة، ولكن الآن أنظر ما يفعله الآن! س: رايكونن سيبقى دائماً هو رايكونن، كيف تراه بعد تواجده بالفريق؟ -أعتقد بأنه مناسب جداً للفريق. وأود أن أقول بأننا لا يمكن أن نقارن أنفسنا مع أي فريق آخر، حيث أدرك تماماً بأن كل فريق لديه ثقافته وشخصيته الخاصة. نحن نحاول أن نكون خارج نطاق السياسة، ومحاولة إعطاء السائقين كل ما يحتاجونه إليه. نحن ندرك تماماً بأن رايكونن لا يحب وسائل الإعلام، ولكن بالتأكيد نحن بحاجة إلى التوازن بين طلباته وطلبات رعاة الفريق. كما أنه يدرك تماماً بأننا نهتم كثيراً بالمواعيد التي يحددها. إنه متسابق وينافس على الفوز في السباق وبالكاد يهتم عن بقية المتسابقين! كيمي هو كالحيوان البري، عليك أن تسمح له التسابق بالطريقة التي يريدها. لا يتوجب علينا أن نقول له ما يتعين عليه القيام به، فهو سائق محترف ونحن نريده أن يقدم أداء ملفتاً على مضمار الحلبة. لسوء الحظ، بالنسبة لشخصيته فإنها تجعله صاحب شعبية كبيرة للجماهير، لذلك فهو مشهور. س: هل هو قائد الفريق الذي يحتاج لملء الفراغ الذي تركه روبرت كوبكا؟ - تاريخياً، فإن الفريق دائماً يدفع بسائق واحد للاعتماد عليه، وهو قائد الفريق. ولكن لقد تغير ذلك بكل تأكيد، وأصبح شيء من الماضي. أريد سائقين يتميزان بالسرعة، وهذه هي الطريقة التي بإمكانك تصدر الترتيب العام للصانعين، لذلك فإن السائقين على حد سواء يتميزان بنفس الوضعية. ومن الواضح أن كيمي بخبرته وشخصيته يميل إلى أن يكون على درجة معينة من صفات القائد. وفي الجهة الأخرى، فإن رومان يحفر له مكاناً قليلاً لنفسه بشكل جيد، وهو يحصل على الكثير من الاحترام في نهاية كل سباق من الفريق. ويجب ألا ننسى أن كيمي قد شارك حتى الآن قرابة 160 سباقاً في عالم الفورمولا 1، في حين أنهى رومان للتو سباقه 12. س: إذن كيف استطاع السائقان التأقلم مع بعضهما البعض؟ رايكونن “رجل ثلج”، في حين وصفت أن جروجان حساس بعض الشي. - هما مختلفان تماماً، ولا أعتقد بأنهما سيذهبان لقضاء العطلة معاً يوماً ما. ولكنه ليس من الضروري أن يكونا أصدقاء، وهذا رأيي الشخصي فقط. ولكن ما أتوقعه منهما هو أن يحترم كل منهما الآخر، وألا ينسيان بأنهما يعملان من أجل الفريق، وكلاهما يدركان بأننا لن نفاضل أي منهما على الآخر ويعتمد ذلك على الاستراتيجية الفردية لكل منهما. الأمر متروك لهما للتأهل بشكل جيد، وتحقيق نتيجة جيدة للفريق، فنحن نمنحهم الأدوات اللازمة وعليهم استخدامها بحكمة. س: كنت تأمل التألق في سباق برشلونة، هل تعتبر حصول رايكونن على المركز الثالث كان كافياً بالنسبة لك؟ أم كنت تطمح أكثر من ذلك؟ -?شعوري الداخلي كان بأن أحد النجمين سيكون على منصة التتويج على أقل تقدير، وبالفعل شعوري كان في محله. ويجب علينا أن نكون واقعيين، فهذه البطولة تأتي تحت نطاق بيئة تنافسية كبيرة، وليس هناك مكان في المنصة يذهب بالمجان!؟