^  الدواهي هي شدائد الأمور وعظائم المصائب، و«ساخت” كلمة إيرانية تعني صناعة، وما نريده من هذا العنوان هو “المصائب والبلايا التي تصنعها إيران للعراقيين”، وهذه الدواهي نشطت في العراق خلال هذا الشهر بنحو غير تقليدي وبأساليب قد لا تخطر على ذهن إبليس. إيران تمارس ألاعيبها وإجرامها في العراق وبأساليب متنوعة منذ احتلال العراق وقبله، ولكنها، كما رصدت، جاءت، خلال هذا الشهر، بأساليب أكثر إجراماً ووحشية، وسأتابع هذه الأساليب من خلال تقارير استخبارية كتبتها منظمة الرصد والمعلومات الوطنية، وهي تشكيل من تشكيلات المقاومة العراقية توفر لها المعلومات الاستخبارية الدقيقة لتكون ضرباتها سديدة وأذاها للعدو كبيراً. ومن خلال مصادر موثوقة وقريبة جداً من أحد آمري فيلق القدس (هادي العامري)، الذي هو وزير النقل في الحكومة العراقية الحالية، علمت المنظمة أن فيلق القدس وجه منذ مدة طويلة، بالتحرك على شيوخ العشائر والسياسيين في محافظة الأنبار، وتم التحرك على (مفيد العلواني) رئيس مجلس محافظة الأنبار، من ضمن من تم التحرك عليهم، وتكليفه بتأسيس حزب أو كيان تحت غطاء سياسي، ووضع أموال طائلة تحت تصرفه لتمكينه من فتح مكاتب لهذا الحزب في أقضية الأنبار ونواحيها، ولا يقتصر هذا الحزب أو الكيان على لعب دور سياسي لصالح مشروع ولاية الفقيه والانتخابات المقبلة، بل سيكون له جناح مسلح يكون موجوداً في المناطق الحدودية بين محافظة الأنبار وسوريا، لتصفية شخصيات مطلوب تصفيتها إيرانياً. والتقرير الثاني الذي كتبته المنظمة كانت ساحته محافظة بابل جنوب بغداد، وهو يخص شائعة انطلقت يوم الجمعة الماضي، أقبل الناس بعدها على شراء مادة الحناء بنحو أفرغ السوق منها، ومفاد الشائعة: “يوم الخميس الماضي حدثت معجزة وهي (ولادة طفلة) وحال نزولها من رحم أمها الراقدة في مستشفى (طوريج) العام نطقت بعبارة: “ستهب على العراق عاصفة ترابية تحمل مرضاً خطراً وعليكم بالحناء (الحنة) وما أن أكملت المولودة عبارتها هذه حتى توفيت في الحال”. منظمة الرصد تحركت فور انطلاق هذه الشائعة فوجدت أن مصدرها خلية تجسس واغتيالات ومتخصصة أيضاً بالحرب النفسية تابعة لدائرة الاطلاعات الرقم (209) وهي من الدوائر المهمة للاطلاعات الإيرانية في العراق تسمى (سازمان 209) يقودها باسم حركي المدعو (أبو رضا المالكي) وهو من أقارب رئيس الوزراء نوري المالكي وأحد وكلاء الاطلاعات العاملين في العراق ومسؤول عن محافظتي “كربلاء وبابل”، وأن هذه الخلية أطلقت سابقاً إشاعة الأقزام السبعة والعربيد الناطق. وتبين للمنظمة أن هدفين يقفان وراء هذه الشائعة هما إلهاء الناس عن التفكير بالخدمات وانقطاع الكهرباء والأموال الكبيرة التي يسرقها الفاسدون من عائلة المالكي والمقربون له من حيتان حزب الدعوة بغية التخفيف من ضغط الشارع الذي بدأ يتحرك، والهدف الآخر مادي لتمويل العمليات الإرهابية التي تنفذها هذه الخلية والخلايا الأخرى التابعة لفيلق القدس، إذ بيعت كميات كبيرة من الحناء الإيرانية وبأسعار عالية تكفي لتمويل عمليات إرهابية كبيرة جداً في هذه الأيام من دون أن تؤثر على ميزانية الاطلاعات في العراق. ونشرت المنظمة معلومات عن ذهاب عدد من الكتاب والصحافيين إلى مدينة “قم” بدعوة من استخبارات فيلق القدس لتأسيس مؤسسة صحافية مهمتها كسب “المثقفين والصحافيين السنة” ويمول هذه المؤسسة حزب الدعوة الحاكم وكان من بين الذين حضروا ضابط مخابرات سابق هو “إبراهيم الصميدعي”، ثم حصلت المنظمة بعد أيام من ذلك على معلومات تفيد أن الصحافيين والكتاب حضروا اجتماعاً عقد في مقر استخبارات الحرس الثوري في” قم”، وتم تكليفهم بتصفية الكتاب والصحافيين المناهضين لمشروع ولاية الفقيه في العراق وتتم التصفية عن طريق السجائر.. نعم عن طريق السجائر!! ففي إيران معمل سجائر “بهمن” التابع للحرس الثوري، يصنّع لهم سجائر خاصة تضاف إليها مادة سامة قاتلة داخل (النيكوتين) تسبب للشخص الذي يدخنها سرطاناً في الرئة ويفارق الحياة خلال عشرة أيام. وتقرر في ذلك الاجتماع ألا تقتصر هذه التصفيات على الكتاب والصحافيين المناهضين لمشروع ولاية الفقيه، بل تشمل أشخاصاً في منظمات المجتمع المدني وضباط شرطة مطلوب تصفيتهم بهذه الطريقة. وسيكون أسلوب التنفيذ بأن توضع في كل علبة (ثلاث) سجائر تحتوي على هذه المادة وبقية السجائر خالية منها، ويقدم من ينفذ التصفية سيجارة مسمومة إلى الشخص المطلوب تصفيته بصيغة المجاملة، ويدخن المنفذ نفسه سيجارة من العلبة نفسها أمام الضحية لا تحتوي على هذه المادة. وهذه الطريقة الإجرامية استخدمها الحرس الثوري في “أفغانستان، والشيشان، وسوريا” لتصفية المعارضين لمشروع ولاية الفقيه. هذه بعض المعلومات الخطرة وليست كلها التي تم كشفها عن الخطط الإيرانية هذا الشهر وهي تؤكد عمق الإجرام المتمثل بخطط إيران في مواجهة من يعارض استراتيجيتها المتمثلة بولاية الفقيه، فهل من يعي ومن يتبصر؟!!