^  دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة لطريقة تعامل غير تقليدية مع طهران التي تحولت من دولة عدوة لدولة شقيقة لدولة صديقة والآن عادت لتصبح دولة عدوة من جديد بسبب تدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية لدول المجلس. الطريقة التقليدية التي اعتادت عليها دول مجلس التعاون في التعامل مع إيران كانت تعتمد خلال الفترة الممتدة من العام 1979 وحتى الآن على (6) أساليب فقط: أولاً: حملات احتجاجية إعلامية وشعبية. ثانياً: إصدار بيانات الاحتجاج الرسمية. ثالثاً: استدعاء الدبلوماسيين. رابعاً: تبادل مذكرات الاحتجاج. خامساً: طرد الدبلوماسيين. سادساً: قطع العلاقات الدبلوماسية. وهذه الأساليب لم تساعد كثيراً على حماية المصالح الخليجية من التدخلات الإيرانية، ولم تمكّن في النهاية بلدان مجلس التعاون من الحصول على علاقات طبيعية مع طهران، إذ تشهد حقائق التاريخ أن العلاقات الخليجية ـ الإيرانية لم تشهد استقراراً، بل سلسلة من الأزمات المستمرة رغم تنامي وتطور المصالح المشتركة بشكل متفاوت من بلد لآخر. ونلاحظ هنا في كل أزمة بين إحدى بلدان مجلس التعاون وإيران أن التعامل مع الأزمة لا يتجاوز الأساليب الستة المذكورة أعلاه. وهي أساليب لا تؤدي في النهاية إلى معالجة الأزمة بل تؤدي إلى التخفيف من حدتها وبالتالي تراجع درجة التصعيد والتوتر لا أكثر. ليس هذا الحل والطريقة الأنسب في معالجة الأزمات الخليجية ـ الإيرانية، بل الحل الأنسب يتمثل في إيجاد طرق غير تقليدية، بمعنى لم تعتد عليها طهران وفي نفس الوقت لم تعتد عليها عواصم الخليج الأخرى. ويمكن تحقيق هذا الهدف بالتركيز على بعض القضايا المسكوت عنها في العلاقات بين الجانبين، ومن أمثلة ذلك قضية قد يكون الوقت مناسباً لإثارتها الآن. قضية عرب الأحواز من القضايا المنسية ليس خليجياً وإنما عربياً، وأعتقد أن المسؤولية الرئيسة ملقاة على عاتق عرب الخليج الذين لم يبذلوا جهوداً لتحرير منطقة الأحواز المحتلة من قبل إيران منذ العام 1925، أي طوال 87 عاماً. ولسنا بحاجة هنا إلى ذكر الروابط القائمة بين عرب الساحل الغربي وعرب الساحل الشرقي من الخليج العربي، وأهمية إعادة الدولة الكعبية القديمة التي تتشابه في معطياتها مع دول الخليج العربية بشكل كبير. تحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني وحصوله على الاستقلال ورقة مهمة يجب عدم التفريط بها أكثر مما مضى، وحان الوقت لنرى بلدان مجلس التعاون تطالب باستقلال الأحواز، ومنحهم حق تقرير المصير من خلال منظومة الأمم المتحدة وحسب القوانين الدولية. فالتجارب الحديثة أثبتت قدرة المنظومة الدولية منح هذا الحق للعديد من الشعوب في العالم التي كانت تعيش تحت ظروف الاحتلال القاهرة وباسم التاريخ يتم السيطرة عليها واستعبادها كما هو حال الشعب العربي في الأحواز. هذه دعوة خليجية لتحرير الأحواز ودعم استقلاله كبقية الشعوب في العالم، مثل الأفارقة في جنوب السودان، أو تيمور الشرقية وغيرها التي تمت وفقاً لمعايير الأمم المتحدة.