يشكو كثير من الأزواج مشكلة الزعل من الطرف الآخر لأتفه الأسباب، وأحياناً بلا سبب ولا مسوغٍ لهذا الزعل، وربما لو سُئل أحدهم، أو سُئلت إحداهن، “ليش الزعل؟” قد لا تجد جواباً إلا رفع اليدين وهز الأكتاف، لا يدري لما هو زعلان، أو قد يحدث شجار وخصومة لأمر كان يحدث ولا مشكلة تحصل بسبه، كأن يأتي الزوج ولا يجد زوجته أعدت طعاماً للعشاء مثلا، فيقول خيراً ويتصل بمطعم أو يذهب بنفسه فيشتري الطعام ولا مشكلة، لكن الوضع قد تغير فإذا لم يجد الطعام موجوداً أقام الدنيا ولم يقعدها، ولم يترك مفردةً في قاموس السب والشتم إلا استخدمها.. وهكذا تجد بعض النساء عندما يتصرف الزوج تصرفاً ما بالأمس كان عادياً ولا مشكلة في ذلك، واليوم عندما يحصل تكاد الزوجة تخرج من ثيابها من شدة الغضب، حتى أن بعض الأزواج يتجنبون الحديث والحوار مع بعضهم البعض، لأن الأمر غالبا ما ينتهي (بهوشه)، بل لو قالت له زوجته أن جبل الدخان موجود في الصخير، قال: “لا جبل الدخان في البرازيل”، المهم المخالفة دائماً!! إخواني أخواتي: أتدرون ماهي حقيقة المشكلة؟ قد أجاب الإمام الشافعي وشخّص هذه المشكلة ببيتٍ لطيفٍ من الشعر فقال : وعين الرضا عن كل عيب كليلة - لكن عين السخط تبدي المساوئ، أرجو أن تنتبهوا أن المشكلة ليست في زوجة أعدت طعاما للعشاء، لكن المشكلة الحقيقية أنه زعلان من هذه الزوجة وفي نفسه عليها أشياء، وإنما عدم وجود العشاء حجة ليخرج مكنونات نفسه، وكذا وصراخها وزعلها من الزوج لأنه لم يخرج معها أو تأخر عليها أو ذهب لمكان هي لا تحبذ أن يذهب إليه، ليس هو السبب الحقيقي، فهذه العيوب والأخطاء البسيطة ممكن أن تحل بالعتاب والكلمة الطيبة، فغالبا ما يكون الزعل نتيجة لمشاكل صامتة مثل المشاكل العاطفية والجنسية، أو الاجتماعية أو ضغوط نفسية داخلية أو خارجية، فلا بد من الحوار الهادئ الذي تخرج معه مكنونات النفس ولا يبقى بين الزوجين احتقان، ودمتم على طريق السعادة.