كتب – المحرر الثقافي: طوال ثمانين عاماً؛ شغل الفيلسوف الراحل مصطفى محمود؛ أذهان الناس، وتمكن بما وهبه الله تعالى من ملكات، وبما أوتي من جلد وصبر على استقصاء الحقيقة؛ من أن يصبح أحد القلة الذين، يعبرون الحياة؛ مخلفين ورائهم؛ إرثاً جديراً بالحياة والمتابعة. 89 مؤلفاً ألف مصطفى محمود؛ الطبيب والمفكر والكاتب والأديب المصري؛ 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات. أصبحت أثيرة لدى القارئ العربي، نظراً لتميزها بالجاذبية مع العمق والبساطة. من أهمها؛ الله والإنسان، لغز الحياة، المستحيل، الخروج من التابوت، رحلتي من الشك إلى الإيمان، الروح والجسد، حوار مع صديقي الملحد، السر الأعظم، الإسلام..ما هو؟، إسرائيل البداية والنهاية، ما وراء وراء بوابة الموت. 30 عاماً بحثاً عن اليقين أصبحت حياة مصطفى محمود بعد موته؛ ملهمة للأجيال؛ لأنه قضى منها ثلاثون عاماً؛ باحثاً عن اليقين. وفي ذلك يقول “احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين”. وكثيراً ما اتهم مصطفى بأنَّ أفكاره وآراءه السياسية متضاربة إلى حد التناقض؛ إلا أنه لا يرى ذلك، ويؤكد أنّه ليس في موضع اتهام، وأنّ اعترافه بأنّه كان على غير صواب في بعض مراحل حياته هو ضرب من ضروب الشجاعة والقدرة على نقد الذات، وهذا شيء يفتقر إليه الكثيرون ممن يصابون بالجحود والغرور، مما يصل بهم إلى عدم القدرة على مواجهة أنفسهم والاعتراف بأخطائهم. 400 حلقة من “العلم والإيمان” ولد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، وهو من الأشراف وينتهي نسبه إلى الإمام علي زين العابدين -بحسب إحدى الموسوعات العالمية- في 27 ديسمبر 1921م وتوفي في 31 أكتوبر 2009م . توفي والده العام 1939م بعد سنوات من الشلل. درس الطب وتخرج العام 1953م وتخصَّص في الأمراض الصدرية، لكنه تفرغ للكتابة والبحث العام 1960م. قدم 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان). وأنشأ العام 1979م مسجده في القاهرة المعروف بـ “مسجد مصطفى محمود” ويتبع له ثلاثة ‏مراكز‏ ‏طبية‏ تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظراً لسمعتها الطبية، ‏وشكّل‏ ‏قوافل‏ ‏للرحمة‏ ‏من‏ ستة عشر ‏طبيبًا‏، ‏ويضم المركز‏ أربعة ‏مراصد‏ ‏فلكية‏، ‏ومتحفاً ‏للجيولوجيا‏، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ‏ويضم‏ ‏المتحف‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏الصخور‏ ‏الجرانيتية،‏ ‏والفراشات‏ ‏المحنطة‏ ‏بأشكالها‏ ‏المتنوعة‏ ‏وبعض ‏الكائنات‏ ‏البحرية‏، والاسم الصحيح للمسجد هو “محمود” وقد سماه باسم والده. الأكثر حضوراً بين الطبقات العامة ويرى الكاتب الصحافى السيد الحراني؛ مؤلف “الفيلسوف المشاغب.. مصطفى محمود” الصادر مؤخراً عن دار “اكتب” للنشر والتوزيع، أن مصطفى محمود سيظل الأكثر حضوراً وانتشاراً بين طبقات العامة؛ والمثقفين بكلماته السهلة وفكره الذي رفضه أصحاب العمائم ولكن تقبله الفلاح البسيط في الدلتا والصعيد”. استعرض المؤلف، في كتابه؛ رصداً وتحليلاً لشخصية المفكر الراحل من منظور نفسي واجتماعي وسياسي، وضم الكتاب آخر ما كتب المفكر قبل رحيله. أفكار في متناول الجميع يقول الحراني فى مقدمة كتابة “كانت كلماته غاية في العذوبة.. سهلة إلى أبعد حدود السهولة.. بسيطة إلى أعمق مدى تصل إلى العامة ومحدود الثقافة بسرعة خارقة.. أفكاره في متناول الجميع ليس فيها تعقيد ولا لبس؛ بل هي بسيطة للغاية لا نجد أصدق منها للتعبير عما نرغب. هو مؤلف، الإسلام السياسي، ألعاب السيرك السياسي، الإسلام في خندق، عالم الأسرار، السر الأعظم، على حافة الانتحار، الله والإنسان، الطريق إلى جهنم، زيارة للجنة والنار، الزلزال، الغابة، الإنسان والظل، رجل تحت الصفر، رائحة الدم، الأفيون، شلة الأنس، المستحيل، بين يديك، العنكبوت.. إلخ”. قال كلمته ومضى

وفي الغلاف الخلفي جاءت كلمات الكاتب “كان منافسو مصطفى محمود كثيرين جداً منذ الطفولة وحتى وفاته، وكانوا دائماً يرجعون سر نجاحه وبروزه على الساحة للصداقة التي جمعت بينه وبين الرئيس السادات، ولكنهم جهلوا أن كل من موسى صبري وأنيس منصور والكثير من الكتاب والمفكرين أيضاً كانوا قريبون جداًُ من السادات، ولكنه استطاع أن يتفرد عليهم بعلمه وفكره الذي ربما لم يستوعبه الكثير منهم حتى الآن، فقد كان مصطفى محمود مفكراً كبيراً لا يعمل من أجل نفسه إنما من أجل البشرية، فكان يقول كلماته ويمضي، ووقف الكثيرون على بابه يلتمسون منه البركة التي لم يبخل بها على أحد”.