إعداد الباحث - بدر بن شاهين الذوادي: هو أبو عبدالرحمن الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد بن إبراهيم بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن بسام بن عساكر بن بسام من الوهبة من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ولد في بلدة أسرته مدينة عنيزة أشهر مدينة في القصيم عام 1346هـ، حيث تقيم أسرته. أسرته: وآل بسام من أشهر الأسر النجدية الغنية والخيّرة ولها ذكر حسن في بذل الخير والإحسان في العالم العربي، وذلك أن الله تعالى أعطاهم الغنى الواسع، فصارت لهم البيوت التجارية الكبيرة في الحرمين الشريفين، وفي البحرين والكويت والزبير والشام، وفي بعض مدن الهند، وصاروا مع هذا الغنى أصحاب إحسان ومعروف، فعمروا المساجد والمدارس وأوقفوا عليها من كرائم أموالهم في هذه البلدان، فإنهم يواسون الناس في أموالهم، ويبذلون إليهم معروفهم وإحسانهم، كما إنهم يمكنّون الناس من الاشتغال معهم فيها، والعمل بها والانتفاع في أموالهم وثرواتهم من المضاربة بها، ومن القروض الحسنة والمغارسة والمزارعة، ومن الخدمة لديهم فيها، حتى كثر أتباعهم، واتسعت حاشيتهم. أما في وقت المجاعات والمساغب التي تتعرض لها بلدان نجد في الجدب، فإنهم يخرجون من رؤوس أموالهم وينقذون بها المتضررين والمحتاجين في قصص معروفة وحالات مشهورة، والناس في تلك الأزمنة يعيشون في طبقية متباينة، لا سيما في بلدان نجد، فإنه لا يوجد لغالبية المواطنين من الأعمال إلا أن يعملوا في أموال الأغنياء، والغني في ذلك الوقت قليل. ومما اشتهرت به هذه الأسرة أخبارها في الثقافة والاطلاع على العلوم الشرعية والعلوم العربية، والأمور الاجتماعية والسياسية بسبب أسفارهم في الخارج، واحتكاكهم بمثقفي تلك البلدان، واطلاعهم على أحوال الأمم والبلدان، فصار لهم اطلاع واسع ومعرفة ببعض اللغات الأجنبية في وقت لا يوجد فيه من يفك الحرف، وقد منحهم الله أخلاقاً طيبة وبشاشة، وتواضعاً ولين جانب مع الكبير والصغير والغني والفقير، وحسن عشرة وكريم صحبة، فلا يرون أن هذه الأمور ترفعهم عن الناس، فصار لهذه الأسرة وجاهة وذكر حسن وسمعة طيبة، كل هذه الأمور وغيرها شهرتهم وأشادت بمكانهم. كما عرفت هذه الأسرة بمحبتها للعلم والعلماء،وجمع نفائس الكتب، والرغبة في الاطلاع لا سيما في التاريخ والأنساب والآداب، فكانت مجالسهم عامرة بالأدبيات والمسائل التاريخية والمناقشات المفيدة. تعليمه: بعد سن التمييز أدخله والده كتاتيب بلده، وأشهر كتاب دخله هو كتاب الشيخ الداعية: عبدالله بن محمد القرعاوي، رحمه الله تعالى، ثم شرع بالقراءة على والده، فأكمل عليه حفظ القرآن الكريم، وأخذ عنه – مع شقيقه الشيخ صالح – مبادئ علم الفقه بكتاب أخصر المختصرات للبلباني في الفقه الحنبلي – ومبادئ علم النحو في نظم الآجرومية للعمريطي، وكان والده مرجعاً في السيرة النبوية، الشيء الكثير، فاستفاد منه في ذلك فوائد جليلة، ذلك أن مجالس أبيهما معهما عامرة بذكر قصص الأنبياء، والسيرة النبوية، والأخبار، والأشعار، وكان عند والده مكتبة طيبة استفاد منها كثيراً، قرأ فيها تفسير ابن كثير، والبداية والنهاية، وأسد الغابة في أسماء الصحابة لابن الأثير، والعقد الفريد لابن عبد ربه، ومجمع الأمثال للميداني، وفتوح الشام للواقدي وغيرها. ثم شرع بالقراءة على الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى مدة ثمان سنوات، قرأ عليه مع عموم الطلبة في تفسير الجلالين وابن سعدي والحديث وأصوله من صحيح البخاري والمنتقى وبلوغ المرام والتوحيد من كتاب التوحيد والواسطية والطحاوية والفقه من متن زاد المستقنع وشرحه الروض المربع للبهوتي والمنتهى مع شرحه وأصوله من الورقات ومختصر التحرير والنحو من قطر الندى وألفية ابن مالك والصرف حتى أدرك في ذلك كله مما جعل شيخه يصنفه من قراء المنتهى للفتوحي في الفقه الحنبلي حينما جعل التلاميذ بعضهم يقرأ في المنتهى وبعضهم يقتصر في الروض المربع للبهوتي في الفقه الحنبلي. محفوظاته أثناء قراءته على شيخه الشيخ عبدالرحمن السعدي: القرآن الكريم وبلوغ المرام في أحاديث الأحكام ونظم الورقات للعمريطي في الأصول ومختصر (.....) في الفقه الحنبلي وقطر الندى وبل الصدى لابن هشام في النحو وألفية ابن مالك في النحو. كما قرأ في أثناء قراءته على الشيخ عبدالرحمن السعدي على كبار تلاميذه، ومنهم الشيخ الفقيه سليمان بن إبراهيم البسام في الفقه، والشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع في التوحيد والنحو. زملاؤه عند الشيخ ابن سعدي: الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ علي المحمد الزامل والشيخ حمد المحمد المرزوقي والشيخ سليمان الدامغ وغيرهم كثير، وقد جد واجتهد في القراءة على شيخه وعلى زملائه الكبار الذين مر ذكرهم. أعماله أثناء دراسته على الشيخ ابن سعدي: كان أصحاب الأحياء في عنيزة يطلبونه من شيخه عبدالرحمن بن سعدي ليؤمهم في مساجدهم في صلاة التراويح والتهجد (القيام) في شهر رمضان، وقراءة الوعظ في ليالي العشر الأخير، فأم في: مسجد حي الخربزة ومسجد حي الجعيفري ومسجد حي القاع الذي عمّره المحسن مقبل بن عبدالرحمن الذكير ومسجد حي الهفوف ومسجد حي الجديدة. تعليمه في مدرسة دار التوحيد بالطائف: ثم التحق بمدرسة دار التوحيد بالطائف، فوجد فيها كبار علماء الأزهر، قد جلبهم إليها رئيسها العلامة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع، رحمه الله تعالى، واجتمع معه عام 1365 هـ وهو العام الذي حج فيه فأكمل دراسته في: التفسير وأصوله والحديث وأصوله والتوحيد والفقه وأصوله والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والنحو والصرف والبلاغة وتاريخ الأدب. مشايخه في دار التوحيد: الشيخ عبدالرزاق عفيفي والشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي والشيخ إبراهيم عيسى والشيخ رياض هلال والشيخ محمد عبدالحليم والشيخ محمد أبو سياد والشيخ محمد قنديل والشيخ عبدالله بن صالح الخليفي والشيخ عبدالله السليمان المسعري. واغتنم المترجم وجود هؤلاء العلماء الكبار، فكان يسألهم عن كل شيء بدا له، ويأتيهم في بيوتهم في غير وقت الدراسة للأخذ عنهم حتى استفاد منهم كل في مجاله وما تخصص به، وقد أتم دراسته بالدار وتخرج منها عام 1370هـ.