كتب - حذيفة يوسف، وعبدالله الهامي: جرت انتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين في دورته العاشرة للعام الجامعي 2011/2012 وسط أجواء هادئة أمس نتيجة لحسم العدد الأكبر من المقاعد بالتزكية، وأفشل القبول على صناديق الاقتراع دعوات “التصفير” التي أطلقتها بعض الجهات الراغبة في التأزيم والتي حاولت التدخل في الانتخابات الطلابية وثني الطلبة عن المشاركة فيها ومصادرة حقهم في التعبير عن الرأي واختيار ممثليهم. وفاز بمقعدي كلية الهندسة الطالب طلال السيد بحصوله على أكبر عدد من الأصوات (430 صوتاً) وبنسبة 58.26%، تلاه الطالب عبدالله السهلي (255 صوتاً) ونسبة 34.55%، فيما حصد الطالب أحمد سمير (53 صوتاً) ونسبة 7.18%. كما حسم الطالب محمد عبداللطيف في كلية الحقوق التنافس القائم بينه وبين زميلته، لصالحه بحصوله على (218 صوتاً) أهَّلته لنيل مقعد الكلية بمجلس الطلبة العاشر بنسبة 63.2%، بينما حصدت سارة محمد (127 صوتاً) بنسبة 36.8%. وبدأت عملية الاقتراع منذ الساعة التاسعة صباحاً إلى الرابعة عصراً في مركزين، أحدهما في الصالة الرياضية في الحرم الجامعي بالصخير، والآخر في حرم مدينة عيسى بالصالة الرئيسة (32). وتلا الاقتراع عملية الفرز التي جرت في الصخير. ومن جهته، أعرب رئيس جامعة البحرين الدكتور إبراهيم جناحي عن فخره واعتزازه لما لمسه من حراك وتعاطٍ متحضر لدى طلبة الجامعة في الانتخابات، مشيداً بمستوى الوعي الذي يتمتع به طلبة الجامعة في المشاركة الانتخابية. وقال جناحي: “إن جامعة البحرين تفخر بأن مجلس الطلبة في الدورات الـ9 السابقة حقق إنجازات ومكتسبات ملحوظة، استفاد منها طلبة الجامعة عموماً”، مضيفاً أنهم يسطرون في انتخابات هذه الدورة واحدة من أروع المنجزات في العمل الميداني حيث أكملوا عقداً من الزمن في العمل الطلابي النيابي، وهو ما يبعث على السعادة والفخر. ودعا رئيس الجامعة أعضاء مجلس الطلبة الجديد إلى الاستفادة من إنجازات المجالس السابقة، والعمل لتحقيق الطموحات الطلابية المنشودة، وأعرب عن تمنياته للمجلس الجديد التوفيق والنجاح. ومن جهته، قال نائب رئيس جامعة البحرين لشؤون خدمات تقنية المعلومات والشؤون المالية والإدارية د.يوسف البستكي إن انتخابات مجلس الطلبة حققت نجاحاً باهراً، مشيراً إلى أنها عكست الوجه الحضاري المشرق لطلبة الجامعة. وأشار البستكي في تصريح خاص لـ«الوطن” أن حسم معظم الكليات والجمعيات بالتزكية وبشكل ودي دليل على تفاهم الطلبة فيما بينهم، مؤكداً أن الجامعة شهدت أجواء تنافسية مناسبة، وأن دعم إدارة الجامعة للعملية الانتخابية أسهم في وصول الأكفاء إلى مجلس الطلبة. وبين أن الجامعة سعت بكل السبل الممكنة لإبعاد التجاذبات السياسية، حيث أرادت أن تبقى الانتخابات الطلابية في إطار الجامعة وفي روح التنافس الشريف بين طلبة الجامعة. كما أوضح البستكي أن إدارة الجامعة وعلى رأسها الرئيس جناحي قدموا الدعم لمجلس الطلبة في دوراته السابقة، مشيراً إلى أنها تجربة عريقة في الجامعة ومنذ سنوات طويلة. وأكد أن في كل دورة يزداد دعم إدارة الجامعة للمجلس الطلابي، نتيجة المقترحات التي تمت الموافقة عليها من قبل مجلس إدارة الجامعة. كما هنأ عميد شؤون الطلبة الدكتور عدنان التميمي الفائزين بالانتخابات الطلابية من خلال صناديق الاقتراع، أو من سبقوهم بالتزكية، مشيداً بتنظيم العملية الانتخابية، وخروجها بالمستوى الراقي. وأوضح التميمي لـ«الوطن” أن نسبة المشاركة الطلابية في التصويت لانتخابات ممثلي الكليات بلغت 51%، (كلية الهندسة 48.9%)، و(كلية الحقوق 54.3 %). وأكد العميد أن نسبة المرشحين في انتخابات 2009 بالدورة التاسعة مقاربة جداً للدورة الحالية، إذ استمر في المنافسة 16 مرشحاً، وأوضح أن الدورة التاسعة فاز فيها بالتزكية ثلاث كليات وفي هذه الدورة خمس كليات، مؤكداً أنه لم يتم رصد أية تدخلات من قبل الجمعيات السياسية، كون إدارة الجامعة تسعى لصقل شخصية الطلبة ومنحهم الحق في حل مشاكلهم. وأشار التميمي إلى أنه لم تحدث خلال الانتخابات سوى مشاكل صغيرة وبشكل غير رسمي، لوجود تنافس قوي بين المرشحين ورغبة في الفوز، موضحاً أن السياسة الإعلامية للجنة العليا للانتخابات دأبت على نشر اخبارها بانتظام، وكان هناك تعاون من قبل جميع الصحف، مما أدى إلى نجاحها، مضيفاً أن اللجنة ستعمل أيضاً على تطوير عملها في السنوات القادمة. وبدوره، عبر ممثل كلية الهندسة الطالب طلال السيد عن شكره لكل من ساهم في نجاح الحملة الانتخابية وصوت له، مؤكداً سعيه للارتقاء بالكلية من خلال الترابط فيما بين الطلبة. وقال: “الأجواء كانت حماسية، وتصويت الطلبة لي كان أهم من الفوز، وسنعمل معاً للأفضل”. وأضاف: “أتمنى التوفيق من الله لأكون على قدر المسؤولية التي أنيطت بي بعد فوزي في انتخابات مجلس الطلبة، وسأسعى لعكس الصورة الجيدة عن طلاب جامعة البحرين سواء على مستوى إدارة الجامعة أو في المملكة. وأكد أن ممثلي الكليات في الدورة العاشرة لانتخابات مجلس الطلبة عازمون على المضي قدماً لما فيه مصلحة الطالب والارتقاء بالجامعة، مشيراً إلى أنهم سيكملون خطى زملائهم في الدورات السابقة. إلى ذلك، قال ممثل كلية الهندسة الطالب عبدالله السهلي إن الأجواء الانتخابية كانت ديمقراطية وسادتها روح التنافس الشريف، مشيراً إلى أن الطلبة أدركوا ضرورة اختلاف الرأي وتنوع الأفكار. وقال: “الحمدلله على فوزي.. حيث تم ذلك بفضل الله أولاً ثم بجهود الطلبة الذين وقفوا إلى جانبي في الحملة الانتخابية، ووصولي يعتبر تكليفاً قبل أن يكون تشريفاً، وأتمنى أن أكون خير ممثل للطلبة وأن أستطيع الإيفاء بوعودي”. وأوضح أن الانتخابات في جامعة البحرين هي تجربة ديمقراطية لا مثيل لها في باقي جامعات المملكة، مؤكداً أن مجلس الطلبة يمثل حلقة الوصل بين الطلاب وبين الإدارة لإيصال الآراء وحل المشاكل العالقة. كما عبّر ممثل كلية الحقوق محمد عبداللطيف عن سعادته بالفوز بنسبة 63% من مجمل أصوات طلبة الحقوق، مؤكداً أنه سيحرص على خدمة الجامعة والكلية بشكل خاص ليمثل جميع من كلفه بإيصال صوته إلى الجهات العليا في الجامعة، موضحاً أن الأجواء الانتخابية سادها التوتر انتظاراً للنتيجة الحاسمة، إلا أنها مضت على أفضل ما يكون وسط حب وتآلف وروح رياضية غمرت جميع المرشحين. وأشار إلى أن عمل اللجنة العليا للانتخابات في تطور ملحوظ، مما أثر على سير العملية الانتخابية بشكل مثالي، سواء من ناحية الفرز أو عد الأصوات. وينتظم عِـقـْد مجلس طلبة جامعة البحرين الثامن بعد التحاق رؤساء الجمعيات الطلابية السبعة، وممثلَـيْن عن الأندية الطلابية، بأعضاء مجلس الطلبة التسعة. الجدير بالذكر أن جامعة البحرين أقرت النظام الأساس لمجلس الطلبة في شهر ديسمبر عام 2001، وأجريت أول انتخابات للمجلس في 21 مايو عام 2002. ويتكون المجلس من ممثل لكل ألف طالب -على ألا يقل عدد ممثلي الكلية الواحدة عن عضو واحد-، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات الطلابية المنتخبين، وممثلـَين عن الأندية الطلابية. ويشار إلى أن مقاعد كلية إدارة الأعمال حسمت بالتزكية مسبقاً لكل من عيسى حسن، ومحمد عبدالرحمن، ومحمد العوضي، وأحمد آل ثاني، وعبدالعزيز المدني، بينما مثل كلية المعلومات بالتزكية الطالبان محمود آل محمود، وعبدالله المالود. ومثَّل الطالبان علي الأسعدي، وصالح البلوشي كلية الآداب، بينما حسم مقعد كلية العلوم الطالب عبدالله بوجيري، وكان العضو المراقب من كلية التعليم التطبيقي الطالب عبدالله زويد.