^ نبدأ بتصريح علي سلمان في صحيفة الوسط بتاريخ 12 يناير 2012 الذي أعلن فيه تأييده أن تكون المملكة العربية السعودية هي المحور في قوله “إن الخليج عربي، ومحوره المملكة العربية السعودية، وهي المركز ونحن لا نسعى لإيقاف هذا المركز بل نسعى للتفاعل معه”، طبعاً ليس تأييد علي سلمان مهماً إذا عقد الملوك قرارهم واتفقوا، إنما لابد أن نظهر حقيقة متعددي الوجوه. وهنا لابد من شرح كلمة “تفاعل”، فهو “فعل: خماسي لازم” مثل “تفاعلت المادتان”: تداخلتا أي أثرت كل مادة في الأخرى ونتج عنهما تركيبة كيميائية ذات طاقة، وكذلك بالنسبة للتفاعل المتعدد الأشكال، أما المحور فهي كلمة ذات دلالة على قوة المركز بحيث يكون خط جذب والخروج عنه ينتج اختلالاً، فالبحرين والسعودية تؤكدان حقيقة التفاعل وتطبقان معادلة المحور، حتى تخرجا بقوة أكبر ورقم أصعب لا يمكن أن يوجد مساحة بينه للاختلال، وهذا الاتحاد الذي سيتم بإذن الله هو أكبر من معادلة كيمائية بين مواد أو نظرية هندسية بين محور وأقطار، فالاتحاد المبارك هو عودة لأصل الأمة ومكان نشأتها، ومواصلة لمسيرة العلاقة التاريخية التي ربطت البحرين والمملكة العربية السعودية من عهد النبوة وحتى هذا العصر، فالاثنان توأمان لا ينفصلان عقيدة وتاريخاً ودماً وقضية، وكذلك بالنسبة لدول الخليج العربي والتي سنراها تدخل في دائرة المحور، لتصبح مجموعة أرضية متناسقة تسير في اتجاه واحد لبلوغ هدف واحد ألا وهو مجموعة الأمة الإسلامية مركزها المملكة العربية السعودية، وهو أمر طبيعي أن تكون المركز، عندما تحتضن أرضها مركز الأرض الذي يدور حوله العالم، إنه بيت الله الذي لا يتردد أي كائن أن يدور في قطره، إلا ذاك الذي يريد تحويل قبلة الناس إلى النجف أو قم، وهو ما عملت عليه الصفوية طوال قرون. نعود إلى الصوت المعارض للاتحاد، ونعرض هنا نصاً من بيان علي سلمان في يناير 2012 والذي “ليس بالضرورة أن نقوم باتخاذ النموذج الإسلامي للحكم في إيران، ولكن بعد إسقاط النظام فإننا قادرون على كتابة دستور للبلاد، وأن حركة وثورة شعبنا في البحرين حركة دينية مرجعية على خط الأئمة المعصومين الاثنى عشر، وإنها ثورة حسينية عاشورائية وكربلائية ولن تموت مادامت على نهج الإمام الحسين”، فمن هذا البيان نعرف السر الكامن والخطر القادم من وراء رفض المعارضة الصفوية هذا الاتحاد حين يكون هدف «الثورة» أن تكون البحرين على خط المرجعية وليس هناك مرجعية يقصدها علي سلمان غير المرجعية الخامنئية، وأن الاتحاد الخليجي سوف يفشل هذا المخطط الذي قامت على أساسه ثورة علي سلمان الطائفية. إن رفض علي سلمان للاتحاد ليس إلا ثغاء، حين تعلو تلك الأصوات الأصيلة الصادقة، خصوصاً عندما يكون هذا الصوت ليس له صلة بتاريخ البحرين ولا الخليج، صوت يسبح بحمد المرجعية ولا ينظر إلى نفسه إلا خادماً، فلذلك من الطبيعي أن يرفض، فهو لم يعتد على العزة والشموخ، ولم يعتد على أهل النخوة والمروءة، ولم يذق يوماً طعم العطاء دون مقابل وهو عطاء أرض المحور.. التي أعطت الخليج وخصت البحرين دون أن تلزمها بفتوى ولا مرجعية ولم يشعر مواطن بحريني في محيطها بأنه خادم مأسور ولا عبد مأمور، بل يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يرفع رأسه عالياً ويشاهد راية البحرين قد عانقت راية التوحيد، إنه الحلم الذي أصبح حقيقة، إنه السراء بعد الضراء وإنه كما قال سبحانه وتعالى “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ