^ طوال سنوات جاهدت الوفاق ومن معها من المتخندقين في سبيل إبعاد إيران حتى كاسم عن الصورة والنأي بها عما يحدث في البحرين. كان عناصرهم يخرجون في الفضائيات ويقولون بل يصرخون بأن ضعوا إيران خارج الموضوع. كانوا يحلفون بأنهم لا ينتمون لها بأي حال من الأحول، بذلوا كل الجهود لنفي صلتهم بالولي الفقيه وبأن الأوامر تأتيهم من طهران. اليوم إيران قررت أن تلعبها “على المكشوف” وتكفلت هي بالاعتراف بدلاً عنكم بأنكم أتباع موالون لها، مبينة بأن حراككم وسعيكم ما هو إلا لاختطاف البحرين وإلحاقها بإيران. هم قالوا ذلك ولسنا نحن! صحيفة “كيهان” الإيرانية دعت إلى ضم البحرين إلى إيران وقالت بأن بلادنا هي “بضعة من إيران”، بل زادت على ذلك لتؤكد تبعية من افتعلوا الأزمة لها، وأن ولاءهم الأول والأخير لها حينما قالت إن “أغلبية البحرينيين يريدون الالتحاق بإيران، فبدلاً من ضمها إلى السعودية ينبغي إعادتها إلى الوطن الأم”. فقط نتساءل هنا: يا ترى من تقصد الصحيفة الإيرانية التي تتحدث باسم المرشد الأعلى هناك بالبحرينيين الذين يريدون الالتحاق بالجمهورية الإسلامية؟! أليست تعني علي سلمان وجماعته؟ أليست تعني من يحرقون البلد يومياً؟ أليست تعني من يشوهون صورة البحرين في الخارج؟ أليست تعني من أصابتهم دعوة الاتحاد في مقتل؟ أليست تعني كل هؤلاء الذين تعتبرهم تابعين لها؟! استماتوا في نفي صلتهم وارتباطهم بإيران، لكن المسؤولين في طهران لا يكترثون بطريقة عمل أتباعهم هنا في الداخل، بالتالي يصرحون بحقيقة شعورهم وقناعاتهم تجاه البحرين، وكيف أنها الولاية الرابعة عشرة للجمهورية الإسلامية. رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني يقول: “البحرين ليست لقمة سائغة تبتلعها السعودية بسهولة”، وألقى قنبلته المعتادة حينما واصل بالقول: “إذا كانت البحرين ستنضم إلى دولة أخرى فمن الأولى أن تكون إيران هذه الدولة وليست السعودية”. زيدوا على ذلك دعوة مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية الإيرانية الموجهة للإيرانيين بتنظيم مظاهرات نيابة عن الحكومة الإيرانية للتعبير عن احتجاجهم على الاتحاد المزمع بين البحرين والسعودية. هم يتعاملون وكأن البحرين بالفعل قطعة من إيران. رغم كل ذلك ليست إيران هي قضيتنا، إذ أطماعها في البحرين معروفة تماماً، كانت موجودة منذ القدم وستظل متحينة الفرصة المناسبة، لكن قضيتنا هي الطوابير الخامسة بين ظهرانينا، أولئك الذين ينفذون مخططات الجمهورية الإسلامية ويعملون على بيع البحرين لها. الآن هل عرفتم لماذا يرددون دائماً فكرة الاستفتاء؟! حينما تم الاستفتاء في السبعينات على البحرين صوت البحرينون لعدم تبعيتهم لإيران، وذلك لأن الأخيرة كان يحكمها نظام الشاه حينها، لكن بعد الثورة الخمينية تغيرت الأمور، وبدأت الولاءات المذهبية التي تعمل وفق مخطط التمدد الثوري الإيراني تظهر، لتشهد البحرين محاولات متتابعة لقلب نظام الحكم فيها وتحويله لأياد داخلية سرعان ما ستسلمها للخارج. الآن إيران بدأت تلعبها على المكشوف، وتحدثت بصيغة رسمية واضحة بشأن البحرين، كل ذلك بسبب الخوف من الاتحاد الخليجي، وتزامن مع حديثها أحاديث أتباعها في الداخل بصيغ كلامية متشابهة لا تخرج عن نفس السياق. يصرخون ويقولون بأننا سنحارب الاتحاد مع السعودية وأنها عملية احتلالية، لكن في الوقت نفسه لا يجرؤون على الحديث بشأن حلم ضم البحرين إلى إيران. هؤلاء من يقولون بأنهم بحرينيون وعرب وولاؤهم لهذه الأرض، ننتظر رد فعلهم الآن على التصريحات الإيرانية التي اعتبرت البحرين جزءاً منها، ننتظر بياناً من بياناتهم العديدة ينتقدون فيها هذا التطاول الإيراني ويؤكدون فيها على عروبة البحرين وأنها دولة خليجية وليست دولة فارسية. هم الآن في موقف حرج جداً، ولاءاتهم ووطنيتهم على المحك إن لم يتحركوا في موقف مضاد ضد من يستهدف البحرين بهذا الشكل الواضح. هل تتوقعون بأن أمين عام الوفاق “خادم الولي الفقيه” يمتلك القوة والشجاعة ليقول لإيران “لا نقبل بهذا المس بسيادة البحرين”؟! هل تظنون أنه سيدين هذه التصريحات؟! هل يمكن له تحديد موقفه من إدعاء كون البحرين ولاية تابعة لإيران؟! هو يستطيع فقط الحديث بنفس اللغة الإيرانية، يستطيع استهداف السعودية والإساءة لها، يستطيع أن يتفنن في الكلام على قناة العالم الإيرانية، لكنه لا يجرؤ على القول اليوم بأنه كبحريني يرفض التدخل الإيراني ويرفض أن يكون تابعاً موالياً لطهران. الأوراق باتت مكشوفة، وإيران بنفسها قالت إنكم تتبعون لها وتريدون إعادة البحرين إلى دولتها الأم، ونحن نجزم تماماً بعجزكم عن الرد على إدعاء التبعية هذا. جفت الأقلام، طويت الصحف، وخرست ألسن العملاء.