كتبت - رنوة العصمي: افتتح مؤخراً، ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية، وشهر المتاحف، معرض (تايلوس.. رحلة ما بعد الحياة)، ويحوي قرابة 400 قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى في متحف البحرين، تعود لحقبة تايلوس، وهو الاسم الهلينستي لدلمون. وقالت مدير متحف قلعة البحرين د.نادين بقصماتي: المعرض الذي تم افتتاحه بداية مايو، هناك خطة لأن يكون معرضاً متجولاً، يجوب عدة دول حول العالم، للترويج لحضارة مملكة البحرين وآثارها عالمياً، وقد حضر مدير متحف الأرميتاج ميخائيل بيوتروفيسكي افتتاح المعرض وألقى محاضرة. ووقعت وزارة الثقافة ومتحف الأرميتاج اتفاقية يتم من خلالها عرض القطع الأثرية لحضارة تايلوس في واحد من أهم متاحف العالم، تحقيقاً لهدف الترويج لحضارة مملكة البحرين وتاريخها. تحكي القطع الأثرية قصة تايلوس، الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي، ونقطة المرور الهامة للناس والبضائع آنذاك، وتحكي أيضاً عن العصور التي تعاقبت على تايلوس، كالعصر البرونزي الذي اعتبرت فيه دلمون أو تايلوس أصل العالم، وفردوس الأرض لوفرة مياهها العذبة وينابيعها، والحياة النباتية على أراضيها، حتى عندما زارتها بعثة الإسكندر في القرن الثالث قبل الميلاد قالوا: هناك أشجار بلح على سطح الجزيرة وكذلك نباتات الكرمة وأشجار فاكهة أخرى مثل التين دائم الخضرة هناك أيضاً مياه من الفردوس.. فالجزيرة تزخر بالينابيع...” وقالوا: “هناك لآلئ كثيرة...” وتناولت القطع الأثرية أيضاً، طقوس الدفن، والإيمان الراسخ لسكان تايلوس بأن الموت لم يكن يعتبر نهاية الحياة ولكن ممراً لحياة أخرى، لذلك عرضت قطع أثرية عديدة من مقبرة الشاخورة ومقبرة سار ومقبرة حجر وغيرها، كلها كانت تدل على الاهتمام الفائق الذي كان يمنح للشعائر الجنائزية خلال حقبة تايلوس تشبثاً بالمعتقدات والتقاليد المحلية، وباعتبار هذه الطقوس وسيلة اتبعها سكان تايلوس للتواصل مع آلهتهم.حيث كان يتم إلباس الميت أفضل الملابس ويزين بالحلي الفضية والذهبية، وتدفن معه أدوات التجميل والزينة، بل وتوضع في فمه العملات المعدنية.