لا يكون دائما سيئا، عندما يتعلق بشخص معين، ذلك الشخص الذي يجعلك تكاد تجزم بأنه أصغر أفراد أسرته، أو أكثرها انفرادية، وقد حصل على كل الاهتمام والحب

والرعاية والتقدير الذي صنع في داخله هذا الكبرياء العظيم الذي لا يـُخدش مطلقا، لا بد من ذلك، شخص كهذا لا بد أن يكون له دافع. غروووور، أو ربما ثقة زائدة، ربما أكثر بقليل، ربما أكثر بأكثر قليلا، من يدري، قد يكون قد كبَــِر التكبّر، بعد أن كان كبرياء.

وتقول، يناسبه الغرور، يليق له ذلك، و له كل الحق فيه. يتأخر عن مواعيده، وماذا ؟! ملايين على استعداد لانتظاره للسنة الأخيرة، وهو يحضر كأس الشاي الذي يبرد سريعا، وما ذا في ذلك ؟! يشوقهم إليه فعلا يحق له فعل ذلك حتى مع تلك الفوضى في أرجاء حجرته، وتناثر الأشياء هنا وهناك، يحق له أن يغتر، بما لديه من طاقات، وإمكانات، ومفاهيم ربما متحجرة، ولكنه يراها منيرة، ولا نستطيع الاختلاف معه في ذلك، فالدائرة مربع إن أراد.

لا يعجبه شيء أبدا، والقسوة الطفيفة التي تخرج منه تدير الأمور في شكل أكثر قابلية للتحدي وبذل الجهود، وحتى هذه الجهود لا تعجبه، وتجعل أي كائن يستميت ليحصل

على تلك الكلمة التي تسره منه خصيصا. ندر ما أثنى أو حتى شجع أحدا، لا أدري ربما يراهم لا يستحقون الثناء، أو ربما لأن كلامه الجميل مقصور على أشخاص آخرين، أو ربما أن صوت سموه المحفوظ لهذا

النوع من الكلام، لا يجب أن يسمعه عامة الشعب.

وما إن يمدحه أحد، أحس به تتخلله فرحة قلبية عارمة، ولكن يتجاهلها وبكل برود، ويكمل حديثه، لأنه يرى بأنه يستحق المديح، ولا يجب أن يلتفت إلى ذلك الذي أعطاه

روحا معنوية ويشكره على ذلك، لأن هذا طبيعي بالنسبة عليه، معتاد على الكمال بنظره. في الحقيقة هو من يستسيغ مدح نفسه أحيانا في جمل إيحائية، وأحيانا يتكلم عن

آخرين ويضع نفسه بينهم ليبدو التواضع باديا في محياه، ومازال يناسبه ذلك.

مشية الخيلاء كالطاووس مرفوع الرأس، مالئا رئتيه بكبريائه، هو يعلم أن أحدا ما يراقبه، ولكنه يبدو غير منتبه أصلا له. والعبقرية العبقرية التي عرفت عند ولادته، لا تزال إلى الآن مسرورة بمرافقته، متباهية به، وتفتخر أنها تسكن فكره وتعينه على التباهي أكثر وأكثر وأكثر.

بعضنا يجرح، ولكن من نحن لنكون عند أدنى مستويات شعوره بنا، بعضنا لم يعد يتجرأ النظر إليه أو مكالمته، بعد هذه الحقيقة المفروضة لا محالة، وبعضنا ما زال

يحاول، ويحاول أن يكون أقوى لأجل الحديث معه والأخذ من خيراته، لأنه وخلف كل هذا إنسان رائع، ولكن ربما يتكون السهل الممتنع بهذه الطريقة، وهي فعلا طريقة

فعالة لجذب الأشخاص، وأخذهم بصف أحد ما، وليس الكل يتقنها.

لم أجد سببا أجرم به بعض أنواع الغرور حتى الآن، فالغرور أحيانا جميل.