توقع محللون أن تواصل أسعار الذهب هبوطها في المديين المتوسط والقصير، وصولاً إلى مستوى 1400 دولار، وإن شهدت العمليات تذبذبا في نطاق ضيق خلال الفترة المقبلة.
وواصلت أوقية الذهب اليوم الأربعاء انخفاضها إلى 1530.76 دولار للأوقية مسجلة أقل مستوى خلال اليوم عند 1529.43 دولار.
وتأتي التراجعات عقب انهيار جهود تشكيل حكومة جديدة في اليونان ما دفع مستثمرين لخفض التعرض للمعدن النفيس.
ومني الذهب بخسائر حادة بلغت نحو 140 دولارا منذ بداية شهر مايو الجاري، لتصل إلى أدنى مستوياتها في 4 أشهر ونصف.
وقال رئيس التحليل الفني بشركة بلتون فاينانشال مهاب الدين عجينة لـ"العربية.نت" إن أسعار الذهب ستواصل هبوطها خلال الفترة المقبلة بسبب تجدد الفرص الاستثمارية في الاقتصادات النامية مثل دول الخليج ودول الربيع العربي.
فرص استثمارية واعدة
وأضاف عجينة أن دول الخليج رصدت ميزانيات ضخمة للبنية التحتية مثل قطر التي تعتزم إنفاق نحو 40 مليار دولار، والسعودية التي أعلنت عن إنشاء مدن جديدة وخطة قومية للإسكان ما يمثل فرصاً واعدة أمام المستثمرين ستدفعهم لعمليات تسييل بهدف قنص هذه الفرص الاستثمارية.
وأوضح أن دول الربيع العربي التي تتجه للاستقرار تمثل فرصا استثمارية واعدة أيضاً، حيث تحتاج 70%، من الأراضي المصرية لعمليات تنمية وبنية تحتية، وكذلك ليبيا وتونس.
وحول الاتجاهات الفنية لأسعار الذهب قال عجينة إن كسر أسعار الذهب لحاجز الـ1600 دولار كان هاماً، في تحديد مساره، لافتاً إلى أن الأسعار ستتحرك في المدى القصير بين مستويي 1545 و1585 دولاراً.
ويتحرك الذهب منذ بداية العام بشكل متسق مع الأصول التي يعتقد أنها تنطوي على مخاطرة وتخلى عن مكانته كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي.
وتوقع مهاب عجينة أن تصل أسعار الذهب في المدى المتوسط أو ما بين 3 إلى 6 أشهر، إلى 1400 دولاراً، في حال كسر حاجز الـ1520 دولاراً، لعدم وجود نقاط دعم قوية دون مستوى الـ1520 دولاراً.
توقعات سلبية
وتوقع المدير التنفيذي لـ"غسان للذهب والمجوهرات" إبراهيم النمر أن تواصل أسعار الذهب الهبوط لعدة أسباب من أبرزها ضعف اليورو مقابل الدولار بسبب الأزمة اليونانية.
وقال النمر قد تشهد الأسعار عملية تصحيح، إلا أن الأسعار ستعاود النزول مرة أخرى، وكذلك كل المعادن ستشهد عمليات ضغط بسبب الطلب على الكاش".
وأوضح أنه في حال كسر الذهب حاجز الـ1525 دولاراً للأونصة فإنها ستهبط إلى 1480 دولارا.
وأشار النمر إلى أن هذه التوقعات السلبية مختلفة عن التوقعات الإيجابية للمحللين خلال العام الماضي، التي كانت ترى أن الأسعار ستصل إلى 1900 دولار.
وارتفع الذهب لمستوى قياسي بلغ نحو 1920 دولارا للأوقية في عام 2011 حين تهافت مستثمرون على المعدن الأصفر كملاذ آمن خلال أزمة الديون في أوروبا. ولكن الذهب يتحرك مع أصول تنطوي على مخاطرة أكبر العام الجاري مع عودة المستثمرين لأمان الدولار وسجل اليورو أقل مستويات في عدة أشهر.