^ تحت رعاية الدكتورة هيّ النعيمي، عميد كلية الآداب بجامعة البحرين، قامت الكليّة في الأسبوع الماضي بتكريم 153 طالباً شاركوا بمعرض الإبداع الطلابي في نسخته السادسة، والذي أقيم مؤخراً تحت شعار “علّمني رسولي”. وفي هذا السياق صرحّت الدكتورة هيّا قائلةً: “إن الكلية حريصة على تخريج طلبة متميِّزين في تحصيلهم الدراسي، ومبدعين في الوقت نفسه”، مؤكِّدةً في الوقت ذاته أن “معروضات الطلبة الأخيرة عكست حِسّاً إبداعياً وحماساً للإنجاز والابتكار”، وأن معرض الإبداع “سعى لتجسيد قيم الرسول الأكرم من خلال اللوحات والمجسّمات الفنيّة وكذلك أجواء التعاون والمحبّة التي سادت بين طلبة الجامعة”. لقد كانت كلية الآداب، ولاتزال، حريصةً على الدوام على رعاية الفن والإبداع، على اختلاف تجليّاتهما، حيث تم بدعم من العميدة، تشكيل لجنة الإبداع الطلابي في الكلية في أكتوبر من عام 2009، والتي تسعى إلى الاستفادة في فعاليّاتها المتنوعة من طاقات الطلبة الإبداعية في مجالات الرسم، والشعر، والإنشاد، والكتابة، من خلال تفعيلها وتنشيطها، ناهيك عن تشجيع الإبداع العلمي والثقافي والاجتماعي لطلبة الجامعة المنتظمين في كلية الآداب. وضمن اهتمامها بمساندة المبدعين، احتفت الكلية بالأستاذ ناجي الخليف، الاختصاصي الفني في الكلية الذي قام بتأليف كتاب ثلاثي الأبعاد للأطفال في الوطن العربي، حيث لقي الكتاب المصمّم بتقنية الأبعاد الثلاثة رواجاً واسعاً في المملكة وخارجها، باعتباره أول مؤلّف يُوجّه للأطفال، ويستخدم التقنيات التربوية الحديثة في التصميم والإعداد والإخراج، إضافةً إلى أن الفنان ناجي، وهو بالمناسبة أستاذ التصميم الجرافيكي في مركز تسهيلات البحرين للإعلام التابع لكلية الآداب، يتطلّع لتطويره ليصبح فيلماً سينمائياً. فقد عبّرت الدكتورة هيّا في كلمتها في الاحتفالية المقامة بمناسبة تدشين الكتاب عن شكرها للأستاذ ناجي قائلةً: “يسرّنا أن نقدِّم كل الدعم والتشجيع للفنان ناجي، وندعوه إلى أن تكون الكليّة جزءاً من خططه الفنيّة والمستقبلية”. كما كرمّت الدكتورة هيا المخرج السينمائي محمّد إبراهيم محمّد، الطالب بقسم الإعلام والسياحة، وذلك لفوزه بالجائزة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي الخامس عن فيلمه “صبر الملح”، ضمن رؤيتها الثاقبة لأن تصبح الكلية مركزاً لإبراز الطاقات الإبداعية، والاحتفاء بها بالتشجيع والرعاية. حينما قمتُ شخصياً بزيارة المعرض الإبداعي الطلابي، لمستُ حرصَ الدكتورة هيا النعيمي على استقبال ضيوف المعرض بنفسها، واصطحابهم إلى اللوحات الفنية، وتعريفهم بها، وفي تلك اللحظة اكتشفتُ بأن سعادة العميدة ليست راعيةً للمعرض فحسب، بل شريكةً في تألّقه ونجاحه. تلك هي سمات الشخصية الأكاديمية والقيادية المتميِّزة التي تحتضن الإبداع والفن، وتعكف على استغلال طاقات الأفراد المُبدعين وتسخيرها لخدمة الوطن ورفعته