كتبت – مروة العسيري: أقر مجلس النواب في جلسة أمس اقتراحاً بدراسة أسباب تدني مستوى التحصيل العلمي للطلبة وبالأخص طلاب المرحلة الإعدادية، ووضع البرامج والخطط لمعالجة هذه المشكلة، وكشف النائب خالد المالود أن مستوى مخرجات التعليم الابتدائية والإعدادية متدني جداً، وكان ذلك واضحاً من خلال اللقاءات التي عقدتها لجان النواب مع المختصين في الوزارة والجامعات، وخصوصاً ما يتعلق بالمواد الرئيسة الانجليزية والرياضيات واللغة العربية. واستغرب المالود من عدم قدرة طلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية على صياغة رسالة كاملة، وأشاد بالسفير الصيني الذي يتحدث اللغة العربية الفصحى بما يفوق مخرجات التعليم في البحرين، بينما طلابنا بهذا المستوى المتدني في لغتهم الأم، وأشار إلى أن المقررات يحكمها الكثير من التراجع والدليل تدني مستوى مخرجات التعليم التي تتفاجأ منه الجامعات عندما ترى خريجين بهذا المستوى. وبيّن المالود أن الوزارة قدمت الكثير من البرامج، ولكن ماذا عن تنفيذها، فلا بد أن تتميز الوزارة في هذا التنفيذ “، لافتاً إلى “أن أكبر مؤشر هو نسبة التخرج ونسبة النجاح وأرجو أن يصحح لي ممثل الوزارة هذه النسبة التي لا تتعدى 60% في المرحلة الإعدادية “، منوهاً إلى أن مجلس النواب ليس جهة الاختصاص ليقوم بعمل دراسات بشأن مخرجات التعليم ولكن وزارة التربية هي الجهة المختصة، و النواب يعتمدون في معلوماتهم على ما ينشر من نسب في الصحف وكذلك اللقاءات التي تجمعهم مع المختصين في هذا المجال من الوزارة “. وطالب النائب عيسى الكوهجي من الوزارة النظر لسوق العمل اليوم، فهناك خريجون يحملون شهادات جامعية يقبعون في بيوتهم بلا عمل، وقبل أسبوعين تكلم النواب عن استقطاع الواحد بالمئة الخاصة بالعاطلين التي تذهب لهذه الإعداد الهائلة الباحثة عن عمل “، معتقداً أن على الوزارة أن تنظر فقط لهذه الأعداد وتعرف لماذا السوق لا يوظف أصحاب أصحاب هذه الاختصاصات الذين دخلوها بالرغم عنهم في الجامعات والتي لا يحتاجها السوق فقط بسبب المعدلات المتدنية. وأكد النائب علي العطيش أن البحرين فيما يخص التعليم تسير في اتجاه الانحدار، مستغرباً من توظيف موجه حديث التخرج يذهب ليراقب عمل المدرسين في المدارس وهو لم يستمر في الخدمة سوى 3 سنوات ويراقب عمل مدرس له خبرة في التدريس تمتد إلى 30 سنة، مستغرباً “في العام السابق لم تحصل المدارس على أي درجة مرضية وهذا العام حصلت الكثير من المدارس على الامتياز في تقييم الهيئة التي تكلم عنها ممثل الوزارة “، متسائلاً “ هل التقديرات والتقييمات من أجل الشعارات والصحافة والإعلانات، أم أنها للوصول لنتيجة مرضية في مخرجات التعليم”. وتمنى النائب علي الدرازي من وزارة التربية والتعليم أن تكون مخرجاتها بالتعليم عالية، مشيراً إلى أن عدد الطلاب ومنتسبي المدارس الخاصة في ازدياد أن مخرجاتهم التعليمية أقوى ويتم قبول الطلاب بعد ذلك في الجامعات الخارجية على هذا الأساس، مشيراً إلى أن التعليم في البحرين متأخر جداً عن الدول الأجنبية، فالطالب المبتعث يكون في البحرين مستواه عالٍ ولكن عندما يدرس بالخارج يتعب ويشعر بأن من في مثل سنه متقدم عليه بمستوى التعليم . وأشار وزير شؤون المجلسين عبدالعزيز الفاضل إلى أن مخرجات التعليم وتطويره من أهم المواضيع التي توليها الدولة درجة عالية من الاهتمام، كما إن الحكومة لديها لجنة عليا للتعليم يرأسها نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى وجود هيئة ضمان الجودة التي أتشرف برئاسة مجلس إدارتها”، مؤكداً أن الهيئة تضع تقاريرها وتنشرها بكل شفافية كونها جهة محايدة. وقال وكيل وزارة التربية والتعليم الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة : “حسب ما تقدم به النائب من طرح تبين لنا أن هناك ضعف بالمخرجات، مطالباً “ إذا كان النواب قد اعدوا دراسة بذلك ، فيسرنا أن نطلع عليها كشكل من التعاون بين الوزارة والنواب “، مؤكداً في سنة 2004 اكتشفنا أن هناك ضعف في القدرة القرائية عند الطلاب وهي من أهم الأسباب التي وضعت لها الحكومة برنامج تطوير وبرنامج تحسين وبرامج أخرى تدخل في عمق المدرسة وفي هيكلها التدريسي”، مشيراً إلى أن الوزارة لتلافي هذه المشاكل تدخلت أيضاً في كيف يتم التعليم داخل الصف “، معتقداً “في السنة القادمة ستكون مدارسنا ضمن برنامج التحسين “، مشيراً إلى أن نتائج هيئة ضمان الجودة هي دليل على تطور وتحسن مستوى التعليم بالبحرين كونها هيئة محايدة ومستقلة، وكشف أن الوزارة وضعت برنامج مشترك بين البحرين وبين السعودية فيما يخص التعليم. وأشار الشيخ هشام إلى ازدياد عدد المدارس الحاصلة على تقديرات ممتازة وهي 8 مدارس، مشيراً إلى أن انتقال تقديرات المدارس من درجة إلى أخرى متقدمة يأخذ وقتاً طويلاً وليس سهلاً، وأوضح أن الوزارة عملت دراسات منذ 2005 وعرضت من خلالها برنامج التطوير على المجلس، معتقداً أن مثل هذه النتائج تحتاج لصبر، وكشف أن ما يخص تدني التحصيل العلمي لدى الخريجين في المرحلة الإعدادية، هذه مشكلة تعاني منها البحرين والكثير من الدول حيث إن الطالب في هذه المرحلة يمر بتغيرات فيزيولوجية وسن البلوغ وتشهد نوعاً من التحدي بالنسبة للطالب كونه بين مرحلتين مختلفتين جداً وهي الابتدائية والثانوية، إلا أن الوزارة ما زالت تعمل على تغيير آلياتها في مخرجات التعليم الإعدادي.