^ إعداد: المؤسسة الخيرية الملكية

كتبت - إيمان الخاجة: تخطت بطموحها سنها الصغير، وحولت الحزن إلى إيجابية، أخذت على عاتقها مواصلة مشوار حياتها والاهتمام بأسرتها، فالبرغم من مرور 11 سنة على وفاة والدها إلا أن كلماته مازالت ترن في مسمعها، إنها صفاء عبدالرحمن (21 سنة) طالبة بكالوريوس في الجامعة الأهلية تخصص محاسبة وإدارة مالية، إذ تؤكد أن المؤسسة الخيرية الملكية هي بيتها الثاني وهي التي جعلت منها شخصية قيادية وأعطتها فرصة للدراسة.. توفى والد صفاء وهي تبلغ من العمر 10 سنوات، كان والدها مهندساً، وكونها تحب مادة الرياضيات فكان هو الداعم الأول لها في هذه المادة، وكان كثيراً ما يصطحبها إلى مقر عمله وينصحها بالاجتهاد في العمل والإخلاص، وبأن الإنسان لا يمكنه أن يرتقي بعمله أمام المجتمع إلا إذا عمل بإخلاص وأمانة، ومنذ ذلك الحين وحتى بعد مرور هذه السنوات مازالت كلمات والدها ترن في داخلها ومازالت هذه الرسالة في داخلها تطبقها بحذافيرها وترافقها أينما كانت، فحملتها من بعد وفاته، دفعها حزنها وأملها بالله أن تعمل حتى وهي صغيرة لتتمكن من مساعدة أسرتها، فهي البنت الأكبر في البيت آن ذاك تتوسط ولدين و4 بنات، عملت في البداية موظفة مبيعات ملابس ومازالت تعمل وتملك 11 سنة خبرة عمل، وتنقلت بين الوظائف المتعددة فأصبحت إدارية مسكت زمام 3 محلات، ثم سكرتيرة في شركة، بعدها عادت إلى إدارة محل ملابس ومسكت به زمام القرارات المالية والإدارية وأدارت 3 محلات ملابس فترة 3 سنوات، ثم تحولت إلى العمل في محل تصميم للملابس ثم مديرة الفعاليات في شركة وسكرتيرة تنفيذية للمدير العام، وحالياً هي تمسك شراكة محل مع أحد الأشخاص تتخذ القرارات الإدارية والتسويقية والتوظيفية. تحويل الحزن إلى طموح علمها والدها رحمه الله القراءة التي نمت شخصيتها، فتقول بصوت يملؤه التفاؤل والطموح: الفقد جداً صعب، لكن الله أعطاني قوة الأمل وقوة البصيرة وقوة الصبر، دائماً كنت مؤمنة أن الله يفعل الخير لنا، وأنه يضعنا في مواقف يختبر قوة صبرنا ويبقى هو إلى جانبنا، الأمل موجود بالله عز وجل، قصة النبي يوسف عليه السلام بتحمله وصبره أعطتني دافع أن الإنسان لابد أن يصبر ويتحمل، إلى جانب مساندة أمي وأصحابي ومعلماتي، الله أخذ مني أباً لكنه أعطاني أرواح تحبني، كان صعباً علي توفيق الوقت بين الدراسة والنجاح والتفوق، فمسألة أن تتفوق بتحصيل امتياز وتعمل ولا تملك أباً جداً صعبة، مررت بلحظات يأس ولكن الحمدلله استطعت أن أعطي مرة أخرى، فمن الأمور المهمة التي عملت عليها مسألة تنظيم الوقت و توزيع الجهد، فترات راحة النفس، الجدولة، ثقافة القراءة أعطتني منحنى جداً جميل، إذ استفدت معلومات عن كيفية تنظيم وإدارة الحياة، من اللحظات الصعبة التي لا أنساها في الصف الأول ثانوي أيام الامتحانات حيث كانت حالتي الصحية تعبة جداً، وكان لدي اندفاع إلى التميز، وكل من حولي لا يأمنون بتميزي وأنا أعمل فكان الموضوع محبطاً بالنسبة لي، ولكني تمكنت من التفوق والتخرج من المرحلة الثانوية بتفوق، وكنت أول فتاة في منزلنا تدخل المرحلة الجامعية بفضل الله ثم المؤسسة الخيرية الملكية التي أعطتني البعثة ونصائح الأخ علاء بودلامة الذي كان بالنسبة لنا طلاب المؤسسة الأخ والأب والصديق، دعمني في المرحلة العلمية وأعطاني الدافع إذ لم تكن لدي خبرة عن الجامعة. تواصل صفاء حديثها قائلة: تقاعدت أمي من العمل بسبب صحتها، فقررت أن أحول الحزن إلى دافع، وبالعزم والإصرار ومساعدة أمي تمكنت من ذلك، فأمي شمعة داري، لم تقصر علينا أبداً، أعطت رغم أنها لم تدرس، تحملت عناء الوقت والفقد، عناء العطاء، كانت العمود الذي حملنا، رغم اعتراضها في بادئ الأمر على عملي وأنها ستوفر لنا كل شيء إلا أنني أبلغتها بعدم أهمية المال وإنما المهم هو بناء شخصيتي ذلك الوقت، فسعيت أن أرد جزءاً من جميلها علي، لم أرغب أن يمر أحد بما مررت به، فكنت أنا الدافع الإيجابي لإخواني، أعطيهم قدر المستطاع من الناحية المادية والعاطفية والعائلية، كنت الداعم الثاني بعد أمي، وأعطيتهم مما علمتني الحياة، صعوبة الدراسة والعمل وتضيف: من المواقف التي أثرت بي ولا أنساها، في أول سنة لي عندما توفي والدي حضرت الصف ولم أكن جلدت كتبي أو حضرت دروسي، فوبختني مدرستي ليلى عيد وهي مدرسة اللغة العربية آنذاك، فقلت لها «سامحيني»، حينها أخبرتها الطالبات بأن والدي توفى وأنني كنت في العزاء، فتحول الشخص الذي كان يوبخني إلى أم حنونة، أخذت كتبي وجلدتها وشرحت لي ما فاتني من دروس، وكانت لي نعم المدرسة طوال 3 سنوات. أما الصعوبات التي واجهتها في حياتها فتتكلم بصوت يتخطى هذه الصعاب وتقول: من الأمور الصعبة هي مرحلة فقدان الأب، الدراسة والعمل، الظروف خاصة عندما تتعارض مع الطموح، الصحة عندما تخذلني، صحة أمي، ضغط العمل والاهتمام بأن أعطي، وأحياناً يتصادف وجود ضغط في العمل مع فترة الامتحانات. بالرغم من كل ذلك فإن طموح صفاء لا سقف له، فهي تؤمن بأن الإنسان يجب أن يصل بعطائه وإنجازاته، تطمح لأن تكون بصمة لكل امرأة في الوطن العربي، تكون بصمة لكل إنسان واجه صعوبات في حياته وتجعله يواجه هذه الصعوبات وينجز، وإلى جانب النجاح في الحياة العملية تطمح صفاء بأن تكون امرأة أعمال ناجحة على مستوى الوطن العربي وسفيرة نساء العرب في الأعمال الخيرية. إن إشعال الحريق يعتبر جريمة مادية من جرائم الضرر لأنها حتى إذا حدثت في نطاق ضيق فإنها قابلة للانتشار السريع في المكان والزمان أي أن ضررها قابل للتضاعف والامتداد وكون الضرر مصحوباً بخطر امتداده فإن الجريمة تقع تامة حتى لو تم إطفاء النار. إن الركن المادي فيها هو سلوك إيجابي مادي بحت يتمثل في إشعال النار بأي وسيلة ويستوي أن يكون إشعال النار في الثابت والمنقول مملوكاً لمشعلها أو لشخص آخر. والركن المعنوي في الجريمة هو القصد الجنائي من إشعال النار عمداً والقصد يعني انصراف الإرادة إلى إشعال النار التي من شأنها تعريض حياة الناس أو أمولهم للخطر في مال ثابت أو منقول ولو كان مملوكاً للجاني فلا عبرة بالباعث أياً كان فقد يكون الباعث هو الحصول على قيمة الأشياء المحترقة المؤمن عليها أو قد يكون الباعث إخفاء معالم جريمة أو أي باعث آخر سواء التخريب أو الإتلاف، المهم هو الإشعال الذي من شأنه تعريض حياة الناس أو أمولهم للخطر وسوف نتحدث اليوم عن الحريق الذي ينتج عنه وفاة الذي عاقبت عليه معظم التشريعات العربية والخليجية بعقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة ومنها المشرع البحريني. ولا شك أن هذه العقوبة تتناسب مع كون هذه الجريمة من الجرائم ذات الخطر العام، فلم يتهاون المشرع في هذه الجريمة حيث نصت على ذلك الفقرة الثالثة من المادة 277 من قانون العقوبات البحريني (تكون العقوبة الإعدام أو السجن المؤبد إذا أفضى الحريق إلى موت شخص) ومن الجدير بالذكر أن المحرض على الجريمة الحرق المؤدي إلى الوفاة سينال نفس عقوبة الفاعل الأصلي وهي عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة وفق المادتين 44 و 45 من قانون العقوبات البحريني. إذا كان التحريض هو السبب المباشر إلى الوفاة نتيجة الحرق الذي تسبب فيه الجاني أشعل النار على إثر التحريض باعتباره شريكاً في الجريمة. ولا يشترط أن تتجه نية الفاعل الأصلي أو المحرض إلى إزهاق روح إنسان أو قتله طالما أن توافر لديه التوقع المنطقي للأمور وهو عنصر العلم بأن من شأن هذا الفعل إحداث الوفاة فإذا حدثت الوفاة فعلاً كان العقاب الإعدام أو السجن مدى الحياة، وبشكل أبسط للقارئ لا يمنع من تطبيق العقوبة أن يكون الجاني قد تحقق من خلو المكان من الناس أو أنه لم يكن ينوي إزهاق روح كل هذه البواعث لا تعفي الجاني من العقوبة إذا ما أدى إشعال الحريق إلى موت المجني عليه حتى لو لم يقصد إحداث الموت طالما أن إشعال الحريق قد تم عمداً بهدف إشعال الحريق وأن القصد الجنائي هو قصد احتمالي يقتصر على توجه إرادة الفاعل اختياراً إلى وضع النار سواء كان الغرض إحراق المكان ذاته أو غرض آخر نتج عنه موت شخص والقول بغير ذلك أي بضرورة العلم اليقيني من شأنه أن يلغي إمكانية العلم مطلقاً لأن العلم اليقيني درجة يشك في وجودها أصلاً كثير من فقهاء القانون ولا يمكن قياسها إلا بعد وقوع الوفاة فعلاً أما قبل وقوعها فهو علم قائم على التدليل والتسبيب الشخصي (قضاء الموضوع)، ولا يلزم العزم والتصميم على إزهاق الروح في هذه الجريمة لأن النية تكون قائمة بدون جدل إذا تم إشعال النار وكان من شأنه تعريض حياة الناس أو أموالهم للخطر والموت هي النتيجة المحتملة لذا يعاقب القانون على النتيجة لا الباعث. ولا شك إن لهذه الجريمة ركنين، ركن مادي وركن معنوي، الركن المادي هو فعل إشعال الحريق ويلاحظ إن الجاني في هذه الجريمة يسأل أمام القانون عن القتل العمد إذا نشأ عن الحريق موت شخص ويسأل ولو لم يتوقع بالفعل هذه النتيجة فهي نتيجة كما ذكرنا سلفاً محتملة وفقاً لما تجري عليه الأمور متى كان تعمد إشعال النار ناشئ عن علم وإرادة بكافة النتائج الاحتمالية الناشئة عن فعله. ولا تقوم الجريمة إلا عمدية فإذا نتج الموت بسبب حريق غير معتمد فلا تقوم هذه الجريمة وإذا جاء شخص بعد اشتعال الحريق وجازف بإطفائه وتوفي نتيجة عدم مراعاته الحيطة والحذر لا تقوم الجريمة لانتفاء صلة السببية بين الحريق والوفاة ولا شك أن الوفاة التي تنتج عن الحرق قد تطول أو تقصر فلا يمنع من إنزال العقوبة أن المجني عليه المتوفى نتيجة الحرق قد مات في يوم أو شهر أو سنة طالما أن علاقة السببية قائمة بين الفعل والنتيجة الإجرامية وطالما أن الطب الشرعي أثبت أن الوفاة نتيجة الحرق الجنائي. أما إذا أسفر البحث والتحري عن أن الجريمة قد ارتكبت بغرض إرهابي وأخذت النيابة العامة في تحقيقاته بالاتجاه الإرهابي وأقرت محكمة الموضوع بأن الوفاة الناتجة عن الحريق كانت بسبب إرهابي في جريمة الحرق فإن المشروع جعل العقوبة الإعدام حينما تكون نتيجة الحرق الإرهابي هي الوفاة وهو ما يوضح للكافة خطورة هذه الجريمة وجسامة العقوبة المقررة عليها إذا ما نتج عنها وفاة شخص أو أكثر وفقاً لأحكام قانون حماية المجتمع من الأعمال الإرهابية.