كتب - عبدالله إلهامي: أكدت فعاليات سياسية أن الاتحاد موجود وموثق في المادة الرابعة من ميثاق مجلس التعاون الخليجي، مشيرين إلى أن الميثاق ودستور البحرين يتضمن أصلاً الاتحاد الخليجي، وتسائلوا هل يريد علي سلمان اتحاد مع إيران؟. ولفتت الفعاليات إلى أن الاتحاد خطوة مباركة تأتي ثمرة جهود أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وحرصهم على استكمال كافة الخطوات المطلوبة للوصول إلى الاتحاد، تحقيقاً لتطلعات شعوبهم في الوحدة والتكامل، وبشكل يساهم في تعزيز الأمن والطمأنينة والاستقرار وبناء المستقبل الزاهر والمحافظة على المنجزات التي حققها المجلس طوال مسيرته المباركة. وقالت، في تصريحات لـ«الوطن»، إن الانتقال إلى الوحدة الخليجية مطلب شعبي ومن ضروريات المرحلة الحالية الحساسة، لما يحيط العالم من تغيرات وضغوط بحكم الخصوصية الموجودة في دول مجلس التعاون تعطي مؤشرات الاندماج. وأشارت إلى أن الإنجازات التي تحققت عبر 30 عاماً كانت جيدة لكنها لا تلبي طموحات الشعوب العربية فهي تتطلع إلى اتحاد متكامل خاصة أن التحديات المستقبلية في تزايد وأن الشعب الخليجي توحد بفعل الأزمة التي مر بها الوطن العربي وأيضاً بوجود الخطر الذي يهدد الأمن القومي الخليجي بكل أبعاده. وأضافت أن بقاء الخليج العربي مشروط مستقبلاً بالاتحاد وإلا سنكون خارج معادلة البقاء، وأن الاتحاد لن يلغي هوية كل بلد بل ستحتفظ جميعها بهويتها واستقلالياتها، وسيشمل العمل الاقتصادي والأجهزة الأمنية والعسكرية، مشددة على ضرورة وجود بعض التنازلات من بعض الأطراف لنتمكن من الاتحاد الذي سنجني منه مكاسب كثيرة للأجيال المقبلة. اتحاد متكامل قال رئيس مكتب التثقيف والدراسات بتجمع الوحدة الوطنية إبراهيم هجرس إنه من حيث المبدأ فالمسألة كانت تحتاج إلى وقت وقد تأخرنا كثيراً، إذ إن الاتحاد مطلب شعبي بامتياز وليس لمجرد وجود أواصر ووحدة بين الشعوب، إذ إنها موجودة تاريخياً وجغرافياً، لذلك ليس هناك حاجة لتبريرها. وشدد على وجود مخاطر إقليمية وحاجة لتأكيد سيادة دول التعاون واستقلالها والحد من التدخلات غير المنطقية التي تتعرض لها كافة دول المجلس، باعتبارها مستضعفة، إذ إنه يفترض بها في الأساس أن تكون دولة واحدة. وأكد أن الاتحاد مطلب رئيس من المطالب التي نادت بها هذه الشعوب إضافة إلى أنه مطلب الحركة الوطنية بدليل كافة الوثائق التي رصدت استجابة لما كان يحدث في الكويت أو دبي أو حتى على مستوى المنطقة بشكل أساسي من تداعيات خلال العقود الطويلة الماضية، مضيفاً أن قيام المجلس في بداية الثمانينات كان لتحقيق حالة من التعاون لمواجهة خطر تلك التداعيات وبالأخص تصدير الثورة الإيرانية، لذلك فإنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود هللت الشعوب الخليجية بدعوة خادم الحرمين الشريفين للانتقال إلى صيغة الاتحاد الذي يعد استجابة تاريخية وطبيعية لتلك الشعوب، وبالرغم من ذلك فإن أية محاولة لوضع عراقيل، لا تخدم إلا أجندات مختلفة كونها لا تحقق آمال وتطلعات الشعوب. وأضاف هجرس أن الإنجازات التي تحققت عبر الثلاثين عاماً جيدة لكنها لا تلبي طموحات الشعوب العربية فهي تتطلع إلى اتحاد متكامل، قائلاً «لكننا نقدر بعض التعقيدات التي قد تصاحب الاتحاد الكامل»، لذلك فإنه يمكن الاستفادة في ما تم إنجازه من جانب الاتفاقات لتحقيق حالة مشتركة على صعيد السياسة الخارجية والعسكرية والأمنية والاقتصادية التي تشكل أساساً متيناً للانتقال إلى شكل من أشكال الوحدة الكونفدرالية وصولاً إلى تحقيق الوحدة الشاملة. وأكد أن العالم أجمع لا يحترم إلا القوة وقوة هذه المنطقة باتحادها كي تصبح قوة اقتصادية تفرض على مستوى العالم، إذ إنها تمتلك الشريان الاقتصادي الأول في العالم، إضافة إلى المكانة الدينية وما تمثله من موقع جغرافي يجعلها قادرة على إيجاد دور لها على المستوى العربي أولاً والإسلامي ثانياً والإنساني ثالثاً بدرجة كبيرة في حالة الاتحاد. ولفت إلى أن هذه المهلة أعطيت لمزيد من التشاور، علاوة على أن الموعد القادم في ديسمبر ليس ببعيد، ومن الممكن أن يعلن بعدها بمن يقبل، متمنياً ألا تكون هناك أي ضغوطات أمريكية للعودة إلى المربع الأول المتمثل في دول مجلس التعاون. البعد الاستراتيجي وفي ذات السياق أكد المحلل السياسي عبدالله الجنيد أن بقاء الخليج العربي مشروط مستقبلاً بالاتحاد وإلا سنكون خارج معادلة البقاء، إذ إن التحديات المستقبلة في تزايد، ومن المطلوب أن يعلن هذه الأيام عن شيء محسوس وملموس لإيصال رسائل بمختلف الطرق وطنياً وإقليمياً ودولياً. وأضاف أن الشعب الخليجي أصبح موحداً بفعل الأزمة التي مر بها الوطن العربي وأيضاً بوجود الخطر الذي يهدد الأمن القومي الخليجي بكل أبعاده، مشيراً إلى أن التركيبة الاجتماعية في الخليج العربي من أخطر ما يمكن، إذ إن بعض الدول لا يتعدى مواطنوها 20% بالنسبة للمكون البشري العام، والبعض الآخر أقل من ذلك، فهناك كتل جغرافية ولكن ليس هناك بعد أكبر للامتداد البشري الذي يستطيع أن يدافع عن هذا المكوّن. وأوضح أن البحرين تمتاز بالموارد البشرية ذات الكفاءة العالية وقيام الاتحاد سيسمح لها بإنعاش الكثير من المجالات ضمن المنظومة الخليجية، علاوة على ذلك فإن تلك المنظومة ستساعد في الارتقاء بالخدمات التي توفر للشعب الخليجي سبل الراحة. ولفت الجنيد إلى أن الاتحاد مرتبط بمواثيق أعلى وبالتالي ستكون منظومة الخليج العربي أقوى لوجود مشاريع متعددة تهم كافة الدول، من بينها الأمن الغذائي الذي يعد ضمن الأبعاد الاستراتيجية، إضافة للربط الحديدي بين دول الخليج وجسر المحبة بين البحرين وقطر. وقال «من خلال الاتحاد سنؤمن الأمن القومي الخليجي استراتيجياً بكل الأبعاد الاستراتيجية، فحينما يكون المواطن خليجياً ليس عضواً فقط في مجلس التعاون، سيجعل له مساحة جغرافية أكبر يستميت في الدفاع عنها، مما سيزيد من انتماء الشعب الخليجي، إذ إننا نملك منظومة سياسية متمثلة في دول مجلس التعاون ولدت من الثمانينات ومرت بتجارب كثيرة، مما جعل الجوانب المتعلقة بقضايا الدفاع والأمن محسومة ويجب تعزيزها من خلال منظومة استراتيجية متكاملة، فالإرادة السياسية والشعبية موجودة والظروف مناسبة ولكن القرار المصيري والحتمي يجب التعجيل به». القمة المقبلة وأكد نائب قبيلة الدواسر في البحرين والدمام الشيخ عيسى بن علي الدوسري أن الاتحاد موجود وموثق في المادة الرابعة من ميثاق مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الميثاق ودستور البحرين يتضمن أصلاً الاتحاد الخليجي وقال أن تحول دول المجلس من التعاون إلى الوحدة الخليجية مطلب شعبي ومن ضروريات المرحلة الحالية الحساسة، لما يحيط العالم من تغيرات وضغوط بحكم الخصوصية الموجودة في دول مجلس التعاون تعطي مؤشرات الاندماج، مضيفاً أنه يجب علينا ألا ننظر إلى المعوقات والصعوبات بل نأخذ بعين الاعتبار كل الإيجابيات ونركز على تذليل الصعوبات أمام الاتحاد ونأمل في القمة المقبلة أن يكون فيها الإعلان الحقيقي للاتحاد الخليجي. وأضاف أن الاتحاد لن يلغي هوية كل بلد بل ستحتفظ جميعها بهويتها واستقلالياتها، وسيشمل العمل الاقتصادي والأجهزة الأمنية والعسكرية، مشدداً على ضرورة وجود بعض التنازلات من بعض الأطراف لنتمكن من الاتحاد الذي سنجني منه مكاسب كثيرة للأجيال المقبلة. وأشار إلى أن دول الخليج أفضل في الاستقرار السياسي والاجتماعي من الدول الباقية، إذ إنها نموذج يحتذى به، لاستطاعتها نسبياً بعد الحرب العالمية الثانية النمو بخطوات متسارعة، لما تتمتع به من نفوذ ومصداقية في المحافل الدولية وإن رجال الأعمال الخليجيين يعملون على مستوى العالم، لذلك على شعوب دول المنطقة أن تتخذ قراراً جريئاً يكونون مسؤولين عنه بإعلان الوحدة الخليجية بمطلب شعبي.