رداً على دعوة لتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد يضم الدول الست الأعضاء دعت صحيفة "كيهان" الإيرانية التي يشرف عليها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى ضم مملكة البحرين إلى إيران.
وفي تقرير نشرته الصحيفة الأصولية المحافظة اليوم الثلاثاء 15 مايو حول اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربية في الرياض، وصفت البحرين بـ"بضعة" من إيران، وطالبت بالعمل بقوة على ضمها، إلا أنها لم تكشف عن الخطوات العملية التي يجب اتخاذها بهذا الشأن.
الوحدة الخليجية
وكانت مختلف الصحف الإيرانية تناولت المفاوضات بين قادة دول الخليج حول التحول من مجلس التعاون إلى صيغة اتحادية، ووصفتها بأنها محاولات للتغطية على وحدة عربية خليجية موجهة ضد إيران.
وأصدر أمس الاثنين 190 نائباً في البرلمان الإيراني بياناً تهجموا فيه بشدة على المساعي المبذولة لإعلان الاتحاد بين المملكة العربية السعودية والبحرين من جهة وسائر الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن أصواتا لضم البحرين إلى إيران أثيرت منذ سنوات، وأشهر من أثار هذا الموضوع هو حجة الإسلام ناطق نوري، الرئيس الأسبق للبرلمان الإيراني ورئيس سابق للجنة التفتيش العامة التابعة لمكتب المرشد علي خامنئي.
وزعمت صحيفة كيهان في تقريرها أن الاتحاد بين السعودية والبحرين يعد "مؤامرة خطيرة"، تهدف إلى "توتير الوضع الراهن في الشرق الأوسط"، بينما كان الأمير سعود الفيصل، طلب في مؤتمره الصحافي المشترك مع الأمين العام لدول مجلس التعاون أمس الاثنين من إيران عدم التدخل في العلاقات بين السعودية والبحرين.
تاريخ علاقة إيران بالبحرين
وكانت البحرين العربية تاريخيا وديموغرافيا حصلت على استقلالها في أغسطس 1971 من الاستعمار البريطاني، وحينها طالب محمد رضا بهلوي آخر ملوك إيران بهذه الجزيرة الاستراتيجية في الخليج العربي إلا أن طهران توقفت عن هذه المطالبة إثر تصويت البحرينيين على الاستقلال بالأغلبية الساحقة تحت إشراف الأمم المتحدة.
وبالرغم من ذلك فقد زعمت صحيفة "كيهان" أن "أغلبية البحرينيين يريدون الالتحاق بإيران، فبدلا من ضمها إلى السعودية ينبغي إعادتها إلى الوطن الأم"، بحسب تعبير الصحيفة الإيرانية.
وكانت المطالبة بالبحرين تجددت بعد الثورة التي أطاحت بمحمد رضا بهلوي في عام 1979 وتكرر هذا الأمر مرارا على لسان كبار الشخصيات الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية.
وفي مارس من عام 1999 أصبح الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أميراً على البحرين التي شهدت اتخاذ خطوات إيجابية تمثلت في عودة الحياة البرلمانية التي كانت توقفت في سنة 1975، وحصلت المرأة على حق التصويت، وفي إطار التصالح الوطني أطلقت السلطات سراح السجناء السياسيين، الأمر الذي دفع بمنظمة العفو الدولية إلى الإشادة بهذه الخطوات.
وفي الوقت الذي تعتبر وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية الاحتجاجات في البحرين أنها "ثورة عارمة"، تختار هذه الوسائل الصمت تجاه الثورة السورية، وتصف الثوار بالإرهابيين، متبنية خطاب السلطات في دمشق في التعاطي مع الأوضاع هناك.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}