^ قد تكون إنسانية عندما يقوم وفد سفارة ما بزيارة مصابين أو مرضى أو ضحايا الإرهاب من مواطنين وأجانب. لكن لا نعتقد أن زيارة وفد من السفارة الأمريكية للنائب أسامة مهنا هي زيارة تأتي من هذا القبيل، وذلك حين لم يقم هذا الوفد بزيارة رانية زين العابدين وابنها كاظم عبدالله في المستشفى بعد إصابتها الناتجة عن تفجير سلندر قامت بتفجيره ميلشيات الوفاق التي تساند أسامة مهنا وتشاركه في حبك وفبركة الحوادث تعرض باب صالته لطلقات رصاص، وهو الأمر الذي يدعو إلى التساؤل حين تهتم السفارة الأمريكية بحادث لم يتأكد من مصدره، وتتجاهل أحداث إرهابية تشاهدها يومياً في الشوارع وتعرف مصادرها. وهو ما يؤكده تصريح عضو الكونغرس الأمريكي دان بروتون الذي قال فيه “إن أكبر التحديات التي تواجهها البحرين والتدخل الإيراني، وهنا إيرانيون يدخلون البحرين للعمل مع متظاهرين في محاولة إسقاط النظام وأن المتظاهرين يستخدمون وسائل إرهابية منها قنابل حارقة وذلك للتأثير على سير البلد”، حيث إن هذا التصريح كفيل أن يشرح للوفد الذي قام بالزيارة للاطمئنان على حال باب الصالة، الذي قد يقف خلفه نفس الإرهابيين الذي ذكرهم عضو الكونغرس الأمريكي. إن الموقف التضامني للوفاق مع النائب أسامة مهنا وزيارة الوفد الأمريكي لصالته الرياضية؛ دليل واضح على التعاون بين الوفاق والسفارة الأمريكية في ضرب أمن واستقرار البحرين، وهو ما كشفته هذه الزيارة حين تجاهل الوفد ما يحدث في البحرين من حرق سيارات وقتل أجانب ومواطنين ورجال أمن، بينما تهرول لتطمئن على سلامة باب زجاجي تعرض لطلقة من طلقات مشكوك مصدرها. ولكم أن تتصوروا لو صدر هذه الفعل من سفارة البحرين في أمريكا ويقوم وفد منها بزيارة نائب في الكونجرس شتم أوباما أو وزير خارجيته، فماذا سيكون رد فعل الحكومة الأمريكية، هل تقبل هذا التدخل في شؤونها السياسية، أو أنها ستقوم بطرد هذا الوفد بل وإغلاق السفارة حين يثبت هذا التصرف أن مملكة البحرين تعمل على ضرب أمن واستقرار أمريكا. نريد اليوم تفسيراً من وفد السفارة الأمريكية والأسباب التي دفعته لزيارة الصالة الرياضية للنائب، خصوصاً أن في هذه الزيارة خروجاً عن أصول الدبلوماسية والأعراف الدولية التي تلزم السفارات الأجنبية بعلاقتها مع الشخصيات الرسمية في البلاد فقط، وأن لا تتخطى وزارة الخارجية في اتصالاتها بالجمهور البحريني، سواء كان هذا الجمهور جماعة أو فرد، وخاصة عندما تكون الزيارة لأشخاص لهم علاقة بالمليشيات الإرهابية المدعومة من إيران والتي تحاول إسقاط النظام وذلك كما صرح عضو الكونجرس الأمريكي دان بروتون. كما إننا أيضاً نريد أن نسأل النائب عن سبب استقباله للوفد الأمريكي هل زيارة الوفد لصالته تمثل علاقته كنائب أو كصاحب صالة، حيث إن العمل داخل البرلمان يجب أن يفصل عن عمله الخاص حسب الأعراف، أو إن للنائب علاقة ودية واتصالات حبية مع السفارة الأمريكية، وإن سر زيارة الوفد لصالته هو نابع من علاقته بالوفاق، أو قد تكون زيارة متبادلة بينه وبين الوفد قد يكون سبق لهم الزيارة بمرافقة أعضاء الوفاق المداومين على زيارة السفارة الأمريكية، والتي هي تفسر حسب الأعراف بأنها تخابر مع أجنبي في شأن سياسي متصل بالإرهاب الذي تمارسه المليشيات المدعومة من إيران التي تحاول إسقاط النظام، وتمتلك أسلحة وقنابل كما صرح عضو الكونجرس الأمريكي “دان بروتون”. كما يأتي سؤالنا لوزارة الخارجية وموقفها من قيام وفد من السفارة الأمريكية بزيارة الصالة الرياضية للنائب أسامة مهنا، هل هو خرق للأعراف الدبلوماسية؟ هل تعتبر زيارته تدخلاً سياسياً مباشراً في الشأن السياسي الداخلي للدولة المضيفة للوفد خاصة أنه ليس لهذه الزيارة تفسير إلا أن تكون هناك أجندة مشتركة بين الوفاق والسفارة الأمريكية والنائب أسامة، والتي نتمنى أن نحصل على ردود شافية ووافية من السفارة الأمريكية ومن وزارة الخارجية ومن النائب؟.