^ ما أشبه خطاب العملاء الأخير مع بيان أسيادهم اليوم بشأن الاتحاد المزمع بين المملكتين الشقيقتين البحرين والسعودية. بالأمس من يفترض كونهم بحرينيين “عرب”، ومن يقولون بأنهم يعملون من أجل هذا البلد خرجوا ليهتفوا ضد السعودية، بعدما كانوا يقولون أيام الأزمة وعبر قنوات أسيادهم هناك في الشمال، إن هناك احتلالاً سعودياً للبحرين، بينما الصحيح أن هناك احتلالاً إيرانياً مزمعاً ومبيت النية للبحرين، وهناك احتلال إيراني “يعشش” منذ عقود في عقول هؤلاء الأدوات. خرج “خادم” الولي الفقيه ليقول بما يشبه إعلان الحرب بأنه سيعمل مع أتباعه لمحاربة اتحاد البحرين والسعودية أو أي صيغة اتحادية تتم بين أبناء مجلس التعاون، وبعدها بساعات يصدر 190 عضواً في مجلس الشورى الإيراني بياناً يدين فيه هذا الاتحاد المزمع، في خطاب لا يختلف إطلاقاً عن مضمون ما قاله الموالون لهم لدينا في الداخل. تقولون إنكم لا ترتبطون بإيران سياسياً وفكرياً ومذهبياً، لكنكم في الوقت نفسه لا تتحدثون إلا بلغتهم، وبأسلوب يتضح منه بأنه يأتي وفق أوامر أو “فتاوى” صادرة من هناك. يقول الأعضاء الإيرانيون في بيانهم: “قررت السعودية اليوم أن تعلن في اجتماع قادة دول مجلس تعاون الخليج الفارسي، عن ضم البحرين إلى السعودية، رغم أن البحرين بلد إسلامي عربي مستقل وعضو في منظمة الأمم المتحدة”! والله عجيب، من يسعى حقيقة إلى ضم البحرين له؟! أليست إيران التي تضع كرسياً في برلمانها يمثل البحرين، ويخرج من يخرج من مسؤوليها ليقول إن البحرين تابعة لها؟! والغريب أنكم تقولون إن البحرين بلد إسلامي “عربي” مستقل، بالتالي لماذا تسعون لطمس “عروبة” البحرين، وإن كانت دولة عربية فما دخلكم أنتم بها باعتباركم لستم عرباً؟! أليس تهافتكم على البحرين سببه التعصب المذهبي الأعمى الذي تتخذونه سلاحاً لتحقيق هدف اختطاف بلدنا؟! وإن كانت البحرين دولة مستقلة لماذا تزرعون فيها خناجر مسمومة طوال عقود وعقود لأجل سلخ البحرين من “استقلالها” وتحويلها لولاية تابعة لكم؟! المثير أن النواب الإيرانيين يقولون: “لا يمكن تهدئة الشعوب بالقوة والضغوط السياسية”، بينما هم من يرون بأم أعينهم ما تمارسه جمهوريتهم من استخدام غير معقول للقوة، يرون كيف يشنق المعارضون في الميادين، كيف يضطهد أهل السنة هناك، وكيف يستخدم العنف المفرط تجاه الناس. قولوها لأنفسكم ولمرشدكم الأعلى ولنظامكم، ليس هناك شعب أسير ومتعذب نفسياً ومضطهد داخلياً غير الشعب الإيراني الذي لا يملك سوى خيارين لا ثالث لهما، إما أن يهادن ويسير في نفس الاتجاه المفروض عليه، أو يموت ويقتل ويعذب ويسجن إن فكر فقط بأن يخالف الأسلوب الديكتاتوري الذي يحكمه. ردات الفعل من قبل الانقلابيين داخل البحرين، وردات الفعل الصادرة من إيران كلها مؤشرات واضحة على الخوف من قيام هذا الاتحاد الخليجي وما سيتبعه من تعزيز للمنظومة الأمنية لدول المجلس، قلق من توحد ست دول ضد أطماع واضحة وصريحة بدأت تظهر ملامحها عبر إنشاء الطوابير الخامسة في هذه الدول وعبر التغلغل في مفاصلها. بحد ذاته، الموقف السعودي البحريني من الاتحاد والأنباء التي تتحدث عن اتحاد مبدئي مصغر بين المملكتين، تسبب في ردات الفعل هذه، قاد من عادوا للبس الأقنعة إلى إسقاطها مجدداً والصراخ بأعلى صوت ضد هذا الاتحاد. من يرفض هذا الاتحاد العربي الإسلامي يقودنا للتشكيك في عروبته، يدفعنا للجزم بأن البحرين لا تهمه، وأنه يحلم باليوم الذي تأتي فيه قوى خارجية لتبتلع دول الخليج واحدة تلو الأخرى. ندعو قادة دول مجلس التعاون إلى إعلان هذا الاتحاد، ندعو السعودية والبحرين إلى إعلان وحدتهما، إذ صدق من قال إن في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف، هم يريدون الضعف حتى يأكلوا من الغنم القاصية، هم يريدون الاستفراد بدولنا واحدة تلو الأخرى. يد الله مع الجماعة، ويد الخليجيين غير مكتوب لها إلا التعاضد والتوحد. شكراً للبحرين والسعودية، فما صدر من تصريحات تسبب بهلوسة وهستيريا واضحة لأصحاب النوايا الاحتلالية ومناصريهم من الانقلابيين، كشفوا مزيداً من الوجوه، وكشفوا ما هو أهم، كشفوا عن خوفهم من قيام هذا الاتحاد. ^ اتجاه معاكس خطوة إيجابية أقدم عليها مجلس الشورى بموافقته على تعديل المادة 221 من قانون العقوبات غير إضافة فقرة جديدة إليها تنص على المعاقبة بالسجن إذا وقع التعدي على رجال الأمن أو الجيش أو أي منتسب للقوات العسكرية، بحيث لا تقل العقوبة عن سبع سنوات وتصل إلى السجن المؤبد بحسب تصنيف الفعل الإرهابي بقصد القتل أو التعرض أو نتائجه سواء بالموت أو التعرض لعاهة مستديمة. هذه التشريعات نحتاجها بشدة في هذا الوقت بالذات، إذ رجال الأمن يتعرضون يومياً لعمليات إرهابية تستهدف إزهاق أرواحهم، وعليه فإن تغليظ العقوبات وتطبيقها الفوري بحسب القانون مسألة لا جدال فيها، إذ لن يتوقف الإرهابيون عن أفعالهم إلا حين يتم صدهم بالقانون ويحاسبوا على أفعالهم الإجرامية. ندعو لرجال أمننا كل في قطاعه أن يحفظهم المولى القدير وأن يثبتهم ويجعلهم سداً منيعاً حامياً لهذا الوطن العزيز.