^ كتبت لي إحدى القارئات الكريمات تعليقاً على مقالاتي الداعية إلى تجاوز الخلافات العابرة بين المواطنين قائلةً: “أنا فتاة سعودية، ولكن هكذا عهدت البحرين مند طفولتي، وزياراتي القصيرة لها التي أصبحت مكوثاً مطولاً لأسباب تحصيل العلم. يؤلِمني ما تتهامس به الألسن عن فرقة ما عهدنا البحرين ومواطنيها يستلذّون بتبنِّيها يوماً، بل كان ذلك التداخل بين الطائفتين ما يشكل جزءاً من جمالية البحرين المفعمة برائحة الحب التي يتداخل مع بحرها ونخيلها وصيفها وشمسها وترابها الرطب؛ أتمنى أن تظل البحرين آمنةً. إنني أشير لها بإصبعي من على خريطة العالم، وإحساس بالفرح يغمرني، وأنا أتذكّر أمِّي وهي تفتح الراديو على إذاعة البحرين، بينما أنا ألملمُ كُتُبي الصغيرة للذهاب إلى المدرسة، والمذيعة من الطرف الآخر تقول: (هنا البحرين)”. أحسب أن القارئة قد أشارت إلى نقطة مهمة وهي دور الإعلام في تقريب وجهات النظر بين أبناء الطائفتين الكريمتين، فوسائل الإعلام الرسمي من صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون مدعوة إلى النزول إلى المجالس الأسبوعية التي يتجمّع فيها المواطنون من كافة الملل والمذاهب، والتحاور معهم حول شؤون البلاد والعباد، وحول الخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز السلم الأهلي. إن الإقدام على مثل هذه الخطوة الجريئة سوف يفتح المجال واسعاً أمام تمتين اللحمة الوطنية، الأمر الذي سيمنح وسائل الإعلام الفرصة لأن تثبت أنها بالفعل وسيط محايد بين كافة الأطراف، يرجو الخير لجميع المواطنين على اختلاف مشاربهم الفكرية وتوجّهاتهم المختلفة، ويرغب أن تعود البحرين لسابق عهدها يوم كانت عبارة (هنا البحرين) التي تصدح بها المذيعة في الصباح الباكر تعني للمواطن أن وطنه الحبيب يناديه كي يشارك في بنائه ونهضته وتقدّمه. غير أن الإعلام الرسمي لا يستطيع التغريد بمفرده في الفضاء المعلوماتي، حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك والتويتر، لابّد أن تعضد مسيرته المباركة لجهة التخلِّي عن التغريدات المثيرة للبغضاء والكراهية بين المواطنين، والتوجّه نحو الترويج لرسائل المحبة والتعاون بينهم، فمثل هذه الرسائل، إلى جانب التواصل اليومي مع المواطنين البسطاء في عقر دارهم عبر الإذاعة والتلفزيون هي التي سوف تعيد للبحرين سحرها وتألّقها بين بلدان العالم!.