^ السبت الماضي عقد بنادي العروبة الاجتماع العام الثاني للقاء الوطني البحريني حضره عدد كبير من الشخصيات الوطنية بصفاتهم الشخصية غير ممثلين لأي طرف، حيث تم خلال الاجتماع الذي استمر نحو ثلاث ساعات وأداره الدكتور علي فخرو، مناقشة نتائج اتصالات لجنة التنسيق والمتابعة والتوصيات وانتخاب لجنة جديدة تواصل المهمة الأساس التي اتفقت عليها تلك الشخصيات. للتوضيح؛ فإن هدف إنشاء اللقاء الوطني الذي جاء بمبادرة من 19 شخصية وطنية هو التوصل إلى وضع وثيقة تساعد على إخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تواجهها، بينما مهمة لجنة التنسيق والمتابعة الأساسية هي “الاتصال بالجمعيات السياسية لحثها على اللقاء والتحاور والتوافق فيما بينها على حد أدنى من المطالب السياسية الصالحة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن، ليتوجهوا بعد ذلك مجتمعين لمحاورة الحكم”، كما جاء في محضر الاجتماع الأول في 28 يناير المنصرم، ما يعني أن اللقاء الوطني عبارة عن “لجنة مساعٍ حميدة” تعين الجمعيات على التصالح والتوافق والجلوس إلى طاولة حوار قبل الاجتماع معاً كفريق واحد لمحاورة الحكم، وهو هدف نبيل يعبر عن تفكير منطقي وواقعي وعملي. لكن ما تم خلال الشهور الأربعة الماضية ورغم كل الجهود المخلصة والحثيثة لهذه الشخصيات الوطنية واضحة الغاية لم يحقق الهدف بعد، حيث لم تتمكن من الحصول إلا على موافقة بعض الجمعيات والتأكد من رفض جمعيات أخرى.. وتفضيل جمعيات ثالثة التريث تحت مبررات لافتة! بعيداً عن تفاصيل اللقاء الثاني والجمعيات الموافقة على المبادرة (الوفاق، وعد، القومي، الإخاء، التجمع الوطني الديمقراطي) والجمعيات الموافقة بشروط بعضها صعب التحقق (تجمع الوحدة الوطنية، المنبر الإسلامي، العدالة الوطنية، الأصالة) فإن اللافت هو الطريقة التي صيغت بها مواقف الجمعيات الأخرى التي لم تعلن موافقتها ولم تعلن معارضتها، حيث جاء في التقرير أن جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي أبدت (موقفاً إيجابياً وقدمت موافقتها “الشفهية” بشكل واضح وشفاف!)، وأن جمعية العمل الإسلامي “أمل” أعربت عن (موافقتها ومباركتها للجهود المبذولة وتأييدها للحوار من حيث المبدأ.. لكنها اعتذرت عن تقديم رد كتابي ملزم بسبب وجود قياداتها الرئيسة في المعتقل)! وأن جمعية الوسط العربي الإسلامي أبدت (قدراً من التفهم والإيجابية لمبادرة اللقاء الوطني.. واتخذت موقفاً مرناً قابل للأخذ والعطاء)! حقيقة؛ الوصف الذي اعتمده التقرير في بيان موقف هذه الجمعيات وأراد منه تبرير موقفها ربما لتشجيعها ودفعها لإعلان موقف إيجابي واضح ليس في صالح تلك الجمعيات، لأنه يظهرها في مظهر المؤسسات التي لا تملك قرارها وتنتظر الأوامر من هذه الجهة أو تلك لتقول نعم أو لا، ذلك أن المسألة واضحة والرد يكون إما بالقبول أو الرفض، ففي موقف كهذا تقبل الجمعيات المبادرة أو ترفضها لأسباب لها الحق أن تعلنها أو تخفيها، ولكنه غير مقبول الوقوف في خانة “البين بين”، وغير مقبول من اللقاء الوطني التبرير لها وإن كان بحجة تشجيعها، فكيف يكون لجمعية سياسية أن تبدي موقفاً إيجابياً وتوافق شفهياً (بشكل واضح وشفاف)؟ وكيف لجمعية سياسية أن تبدي قدراً من التفهم والإيجابية و(تتخذ موقفاً قابلاً للأخذ والعطاء)؟ وكيف لجمعية سياسية أن تعرب عن موافقتها ومباركتها للجهود المبذولة وتؤيد الحوار (من حيث المبدأ) ثم تعتذر عن الالتزام بحجة عدم توفر قياداتها في الوقت الحاضر؟ موقف تلك الجمعيات هذه من المبادرة الوطنية واضحة الهدف أكثر سلبية من موقف الجمعيات التي رفضتها بوضوح، أما الأكثر سلبية فهو طريقة بيان التقرير لتلك المواقف والتبرير لها. ويش علي؟!