التحريض على البحرين كذباً وتزويراً وخداعاً وإخفاءً للحقائق من أجل استجداء التدخل الدولي في الوطن البحريني هو الخيانة العظمى، ولا وصف له إلا ذلك، مهما بدلنا لهذا العار من تسميات؛ فهو في العرف وفي القوانين الدولية وشرعاً وبكل المقاييس يسمى خيانة، وهي مهمة -للعلم- مكلفة لأنها تتطلب تجهيز شبكة علاقات عامة تسهل لك الاتصال المباشر بالجهات التي ستساعدك، وعملية مكلفة للغاية ففيها السفر والتنقل وأحياناً (الدفع) لبعض الجهات، لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحمل أعباءها المالية أفراد، وما أعد للبحرين من حملة مضادة جهزت على مدى عشر سنوات وإلى هذه اللحظة وقفت وراءها دول بموازنة ضخمة تتحمل أعباءها المادية من سفر وتنقلات للإفراد الذين تولوا المهمة نيابة عنها، وكذلك الدعم اللوجستي الذي تم الإعداد له من سنوات من تسجيل وتسهيل لاعتماد عضوية الذين يحملون الجنسية البحرينية في منظمات، واعتمادهم كزوار دائمين للجان الشؤون الخارجية البرلمانية، وفي محطات وقنوات تلفزيونية ووكالات أنباء وتلميعهم واعتمادهم “مراسلون ومحللون”، فإذا أضفنا لهذه التكاليف الموازنة الخاصة بتمويل الأعمال الإرهابية التي أشار إليها اللواء طارق الحسن؛ فإنك إذاً أمام مليارات خصصت لإسقاط البحرين في الحضن الإيراني.
المأساة أن موازنة الدفاع الإعلامية البحرينية والتي من المفروض أن تخصص للدفاع عن منجزات وحقوق الشعب البحريني وسيادته لا تقاس ولا تقارن ولا تتناسب مع حجم التحديات، بل إنها موازنة (تفشل) بمعنى الكلمة، لذلك قبل أن يحاسب الجهاز الإعلامي قدموا له الدعم ثم حاسبوه.
البحرين لا تواجه خطراً داخلياً أو محلياً، البحرين تواجه خطراً إقليمياً ودولياً، ونحن ثغر للمملكة العربية السعودية ومن بعدها دول الخليج، لأنهم هم المستهدفون، اليوم تهديد سيادة البحرين ليست قضيتها وحدها، فالتهديد بالتدخل الدولي أي التمهيد (لاحتلال) البحرين دولياً يعد تهديداً لأمن وسيادة الخليج كله، البحرين ما هي سوى قاعدة الزنبرك التي ستنطلق للمملكة العربية السعودية ومنها لبقية دول الخليج، وعقلية المسؤولين في البحرين -مع الأسف- مازالت تتعامل مع خط الدفاع الأول، وهو الإعلام، باستخفاف لا يتناسب وحجم هذه المسؤولية الجسيمة.
نقولها ونحن نأسف لقولها إنه لم يعد ممكناً أن نسمح للمسؤولين في البحرين أن يتهاونوا ويتساهلوا ويقللوا من حجم هذه التحديات لأمن المنطقة الخليجية بأكثر مما تهاونوا، لم يعد مسموحاً أن ينصرفوا عن الحرب الإعلامية بأمور أخرى لا تعني شيئاً إلا لأصحابها أياً كان نفوذ هؤلاء الأصحاب، فهناك معركة مصيرية تخوضها البحرين، وهناك مخاطر على إخوتنا في الخليج مصدرها تهاوننا، ولم يعد مقبولاً أن تصرف الملايين لأنشطة ثانوية وتبقى الأنشطة الإعلامية هزيلة ضعيفة بميزانية دكان صغير في أحد الأحياء الشعبية مقابل الموازنات الضخمة التي تخصصها القوى الإقليمية والدولية لمحاربة البحرين.
مسؤولية الحكومة البحرينية والسلطة التشريعية في البحرين، ومن أجل الوقوف في وجه التحديات العظمى التي تواجهها أن تبدأ أولاً باستتباب الأمن داخل البحرين وذلك بإنفاذ القانون، وتتحمل السلطة التشريعية مساءلة الحكومة عن واجبها بسؤال وزارة الداخلية والعدل ووزارة التنمية وحقوق الإنسان عن دورهم في إنفاذ القانون على من يتنقل من دولة إلى دولة ويروج لأخبار وصور كاذبة عن وطنه.
مسؤولية السلطتين كذلك توفير كل التسهيلات للشعب البحريني بمساعدة منظماته المدنية كي تدافع عن إنجازاتها الديمقراطية والتنموية وذلك بالسؤال عن موازنة هذه المهمة، وما قامت به (إعلام وخارجية ووزارة تنمية اجتماعية) في هذه المهمة ومساعدة هاتين المؤسستين بالموازنة الكافية.
المواطن البحريني يحتاج أن يدافع عن مشروعه الوطني عن إنجازاته وعن صورته وعن وطنه لكنه مجرد من الدعم، وأقسم بالله أن كثيرين سافروا ودفعوا من جيوبهم، فلا تبخلوا على هذه الحصون الدفاعية ولا تتهاونوا ولا تهنوا ولا تتخاذلوا، وهي مسؤوليتكم وأمانة في أعناقكم.
لم يعد مقبولاً أن يضع عدوك موازنة بهذا الحجم ويعمل على تقديم الدعم اللوجستي لمن يريد أن يخون وطنك بهذا الزخم، وأنت تهمل كل حصونك الدفاعية وتتكل على الاتحاد فقط لحماية نفسك!!
من يهدد أمن البحرين أصبح بعد الاتحاد يهدد أمن الخليج، من يخون البحرين أصبح يخون الخليج، من يتهاون في الدفاع عن البحرين يتهاون في الدفاع عن الخليج، نحن علينا واجب الدفاع عن الخليج قبل أن نطلب المساعدة من الآخرين، والعيون التي تراقب أداءنا الآن ليست بحرينية فقط بل خليجية أيضاً فارفعوا رأسنا رجاء!!