كتب - حذيفة يوسف ومثنى لوري: أكد اقتصاديون نجاح القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون والتي عقدت مساء أمس في الرياض، مشيرين إلى أن نتائج القمة أثبتت مدى جدية القادة في الانتقال نحو الاتحاد الخليجي المرتقب. وأضافوا، في تصريحات لـ«الوطن”، أن القمة التشاورية سادتها الأجواء الإيجابية وروح الإخاء، مشيرين إلى أن ما توصلت إليه من قرارات أكدت حرص القادة على العمل نحو تحقيق آمال وطموحات الشعوب الخليجية. وأشاروا إلى أن دول مجلس التعاون قطعت شوطاً كبيراً وحققت العديد من الإنجازات على جميع الأصعدة، مشددين على أن الانتقال نحو الاتحاد سيجعل الشعوب الخليجية تعيش في رخاء ويحفظ أمنها واستقرارها. وبين الاقتصاديون أن روابط الدم والعقيدة والدين والعادات والتقاليد، إضافة إلى تداخل القبائل وانتشارها بين دول المجلس يجعل الانتقال للصيغة الاتحادية أكثر سهولة. وشددوا على أهمية الاتحاد في ظل الأطماع الخارجية في دول المجلس وما تمتلكه من ثروات هائلة، مشيرين إلى أن الانتقال إلى الوضع الجديد سيجعل الدول الخليجية أكثر قوة في قراراتها. واقع معيشي قال رجل الأعمال خالد الأمين إن الاتحاد بين دول مجلس التعاون واقع معيشي وذلك نتيجة لوحدة اللغة وروابط الدم والمصاهرة، إضافة إلى تداخل العوائل، والروابط الاجتماعية والثقافية والعادات والتقاليد. وأشار إلى أن الاتحاد قائم أساساً بين الشعوب الخليجية التي تنتمي أغلبها إلى العوائل ذاتها، وتتمسك بنفس العادات والتقاليد. وبيّن الأمين أن امتلاك دول مجلس التعاون مجتمعة لما يعادل نصف الاحتياطي من البترول في العالم، وربع احتياطي الغاز، يجعل الكلمة العليا لهم في حالة الاتحاد، حيث سيكون لوجود تلك الثروة الهائلة على أراضيها التأثير الكبير على قرارها بين دول العالم. وأوضح أن التعداد السكاني الخليجي الذي يزداد بشكل كبير يجعل منهم قوة بشرية هائلة خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أهمية الانتقال إلى الاتحاد لما فيه خير للشعوب الخليجية الموحدة. وأكد أنه وفي حالة الانتقال إلى الاتحاد بعد فترة التعاون الطويلة وفي ظل ما يمتلكه يجعل منه قوة كبيرة ذات كلمة مسموعة، مشيراً إلى أن الكيان القوي الموحد سيكون ذا تأثير قوي على قرارات العالم وفي اقتصاد الدول. وشدد على أن الاتحاد سيقوم على أساسين أولهما حماية دول مجلس التعاون، والثانية هي إيجاد الأفضل للشعوب الخليجية بما يضمن الرفاهية والاستقرار والحفاظ على أمنهم، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي. واختتم الأمين حديثه بأن على قادة دول مجلس التعاون بحث أفضل السبل للانتقال نحو الاتحاد، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة مما يلزمه استغراق وقت أطول، داعياً القادة الخليجيين إلى الإسراع في الانتقال نحو الاتحاد الذي أصبح مطلباً شعبياً. القمة ناجحة وأشار رجال الأعمال أسامة الخاجة إلى أن القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون والتي عقدت مساء أمس في الرياض كانت ناجحة، مشيراً إلى أن القادة الخليجيين عازمون على الانتقال إلى الاتحاد بعد مرحلة التعاون. وأضاف الخاجة أن كل ما واجه مجلس التعاون من مشاكل واستهداف خارجي إضافة إلى المضايقات من الدول الخارجية ساهم في الإسراع في الانتقال إلى الاتحاد بين دول المجلس، مشيراً إلى أن تأكيدهم في البيان على أهمية الاتحاد أكد جديتهم في الانتقال له. وأشار إلى أن الانتقال إلى صيغة اتحادية يحتم وجود كم هائل من التشاورات والاجتماعات لبحث أفضل الصيغ بين الموجود في العالم، مبيناً أن شعوب دول مجلس التعاون تطالب بالانتقال نحو المزيد من الوحدة بموازاة الرغبة من قادة دول المجلس. وبين أن التعاون الذي كان قائماً خلال الفترة الماضية له النتائج المشجعة للانتقال نحو صيغة الاتحاد، حيث أثمر العديد من الإنجازات على جميع الأصعدة سواء في الاقتصاد أو الاتحاد الجمركي أو درع الجزيرة وغيرها من سبل التعاون. وأكد أن شعوب دول مجلس التعاون موحدين أساساً، حيث تجمعهم روابط الدم واللغة والدين، إضافة إلى انتمائهم إلى القبائل ذاتها، مشيراً إلى أن جميع تلك الروابط تجعل من الاتحاد سهلاً وميسراً، وأن الدول الأوربية توحدت رغم الحروب والاختلافات الجذرية بينها. وأوضح الخاجة أن مطلب الاتحاد الخليجي شعبي وليس حكومياً فقط، مشيراً إلى المواطنين في كافة دول مجلس التعاون يريدون الانضواء تحت دولة خليجية واحدة. وشدد أسامة الخاجة على أن العالم يقاس بالقوة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية إضافة إلى مدى قوة تأثير القرار، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون متقدمة في مجالات التنمية البشرية والسكانية، وارتفاع مستوى دخل الفرد، مما يؤثر إيجاباً على صيغة الاتحاد. رأس قائمة أولوياتهم وأكد عضو غرفة تجارة وصناعة البحرين سميح بن رجب أهمية إقامة الاتحاد لجميع دول المنطقة وأن هذه الخطة على رأس قائمة أولوياتهم، مشيراً إلى أن جميع دول المنطقة مهددة من جراء الأطماع الخارجية وليست المملكة فقط بخلاف ما يعتقد البعض، مشدداً على أن البحرين هي مفتاح الدخول لجميع الدول الخليجية. وقال بن رجب إن التشابه موجود في المنطقة كلها من ناحية اللغة والطباع والديانة والأخلاقيات العامة، حيث يشكل هذا التشابه 95% من عملية خلق الاتحاد والـ5% تأثيرات جانبية يستطيع الجميع التغلب عليها لإكمال مسيرة الاتحاد من خلال الثوابت المشتركة. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يمثل قوة ضاربة عسكرياً واقتصادياً رغم اختلاف اللغة والدين والثقافة بينهم، معرباً عن تفاؤله في تشابه الروابط بين شعوب دول المنطقة في تسهيل عملية الانتقال للاتحاد. وأشار إلى أن الإنجازات التي حصلت في السابق بين دول التعاون وأهمها درع الجزيرة مكملة لبعضها، مبيناً أن المزيد من الاتفاق فيما يخص العملة والأمن الداخلي المشترك سيزيل ما تبقى من عقبات. واختتم بن رجب حديثه بأن الاتفاقيات المشتركة وما أنجزه قادة دول المجلس خلال ثلاثين عاماً الماضية في صيغة التعاون تمهد الأرضية لخلق اتحاد قد يكون بإذن الله الأقوى على مستوى الوطن العربي و معظم دول العالم.