قيـــس محمـــــد معمـــر [email protected] مدرس اللغة الفرنسـية
إن مهنة التعليم من أصعب المهن التي يمتهنها الإنسان وخاصة إذا كان شخص ذا مبادئ و ضمير حي.هي مهنة سامية لأنها تخاطب العقل البشري الذي قد تختلف مستويات الذكاء فيه من شخص لآخر. هي المهنة التي عمل بها أنبياء ورسل الله سبحانه وتعالى عندما أرسلوا إلى البشر ليعلموهم عبادة الله ودينه, ومع تطور العلوم واحتياجات البشر أصبح من الضرورة وجود معلمين للعلوم الأخرى والتي لا تقل أهمية عن العلوم الدينية كالفقه والتجويد وغيرها. فهذه المهنة لا تحتاج فقط إلى جهد جسدي وعقلي بل تقتضي إقحام جوارح المعلم في كل صغيرة وكبيرة في عمله. وهي المهنة التي لا تنتهي عند توقيع الخروج من بوابة المدرسة بل تلازم المعلم إلى بيته فمن خلال تحضيره للدروس وقضائه وقتاً ليس بالقليل أمام الكمبيوتر في المنزل ليكتب ويبتكر أنشطة ووسائل تعليمية مساعدة له في تقديم مادته بشكل يجعل منها مهنة سهلة وميسرة للطلاب على اختلاف مستوياتهم. ثم من خلال تعامله مع طلابه في الصف أو خارج الصف يجد نفسه ملزماً بنصحهم وإرشادهم والوقوف بجوارهم عند أزماتهم التعليمية وأحياناً الشخصية / الأسرية فيحمل معه همومهم ويحاول إيجاد حلول لهم مما يجعله – أباً لمن يتعامل معهم. نأتي إلى الطلاب ووجهة نظرهم عن هذا المعلم فهناك فئة لا يمكن القول إنها كبيرة إلا أنها مؤثرة تعامل المعلم على أنه إنسان يجب التقليل من قيمته وعدم الانصياع لأوامره ...لماذا ؟ لأنه ببساطة في نظرهم شخص لا يجيد إلا إلقاء الأوامر وكفى! هذه الفئة من الطلاب أصبحت تشكل عائقاً كبيراً أمام العملية التعليمية في المدارس خاصة في مدارس البنين الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية. لأن هذه الفئة باتت لا تأبه لقوانين صفية أو مدرسية مما يسبب تشويشاً على الطلاب الذين يذهبون للمدرسة للعلم وليس غيره. وأصبحوا حجر عثرة أمام المعلم سواء داخل الصف أو خارجة لأن من يرافقهم يتأثر بهم فهم كالتفاحة الفاسدة تفسد ما جاورت. فشعارنا التربية ثم التعليم فبدون التربية الصالحة لا ينفع تعليم .
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا