كتبت - عايدة البلوشي: رغم أنها هدية يقدمها الابن والابنة إلى آبائهم وأمهاتهم، أو تقدمها زوجة الابن إلى حماتها، في المناسبات وخارجها، بدافع المودة والتقدير. إلا أن كثيراً من الزوجات خصوصاً صغيرات السن، يجدنها لا تحقق غايتها، بل تشعل مزيداً من الاضطراب في العلاقة بينهن وبين حمواتهن. فهل يعد ذلك دليلاً آخر على استحالة تحقيق الرضى بين الكنة والحماة؟! ترى مريم سعد أن عيد الأسرة أو الأم من أجمل المناسبات الاجتماعية. غير أنها مناسبة بدأت تفقد بريقها، بسبب غيرة الحماة. فهي تشتري سنوياً هدية لوالدتها وأخرى لحماتها، وبدلاً من شكرها، تقارن حماتها بين هديتها وهدية أمها. أما مها علي -28 عاما- فحماتها “لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب”. فهي تشتري الهدايا لها، فإن كان ثمنها مرتفعاً قبلتها، وإن كانت خلاف ذلك رفضتها وأعطتها ابنتها أو ألقت بها في أي ركن في المنزل، لتبقى دون استعمال!. مع أن الهدايا تعني المحبة والاحترام، وليس بالإمكان شراء هدية مرتفعة الثمن في كل مناسبة. لكن شيماء محمد لا تجد مشكلة، فهي تشتري هديتين؛ الأولى لأمها مستعينة بمال زوجها، والثانية لحماتها من مال زوجها أيضاً. وحماتها لا تفرق بين الغالي والرخيص، بل تقابل الهدية بالشكر، قائلة: “انتو أكبر هدية”. وبالمثل ترى نادية علي أن الهدية تعبير عن المودة والتقدير، لذا يفترض بالابن الزوج أن يشتري هدية أمه بنفسه، والابنة (الزوجة) شراء هدية أمها بنفسها. لكن لا مانع من أن تساعد المرأة زوجها في شراء الهدية، لأن شراء الزوجة هدية لحماتها يأتي من باب المجاملة، بينما شراءه يأتي من باب التقدير والامتنان. غير أن للرجال آراء أخرى؛ فهم يطالبون زوجاتهم بمبادلتهم الهدايا. وعيد الأسرة عيد جميع أفرادها، والهدية يرغب بها الزوج كما ترغب بها الزوجة. يتساءل محمود حسن: لماذا تقتصر الهدية في عيد الأسرة على الزوجة والحماة، وليس للزوج نصيب فيها؟! أقول للنساء حتى الرجل يحب الهدية. والواقع أن المرأة نادراً ما تهدي زوجها شيئاً، بينما تنتظر منه الهدايا في المناسبات وخارجها. ولا تقبل بهدية متواضعة!. أليس من حق الرجل أن يحظى بهدية؛ إن الاحتفال بالأسرة ليس مقتصراً على الرجل. ويقول سلمان حمد: نحن الآباء نقل أبناءنا إلى السوق لشراء هدية لأمهاتهم. وهم يشترون هدية لها وينسوننا، رغم أننا من يشجعهم، ويدفع ثمن الهدايا. إن اهتمام المدارس مؤخراً بهذا اليوم، وطلب مبلغ من التلاميذ لشراء الهدية، رحمنا من عناء المشاوير. كذلك ينتظر محمد إسماعيل عيد الأسرة، ليقدم لزوجته وأمه هدايا متواضعة. لكنه يفشل في اختيار الهدية، فهو لا يعرف نوعية ما يعجب النساء، لذلك يستعين بذوق أخته. لكنه توصل العام الماضي إلى طريقة جديدة وبسيطة وهي تقليد الناس فيما يشترون. يقول إسماعيل: أهديت العام الماضي زوجتي وأمي عطوراً، وهذه السنة سأشتري لهما موضة “سلسلة على قلب ومفتاح”.