(البيت الذي لا تدخله الشمس، يدخله الطبيب!) يؤكد هذا المثل الشعبي البسيط أهمية ضوء الشمس في حياتنا ولصحتنا، فلندع أشعة الشمس الطبيعية تدخل كل مكان من المنزل دون عناء ودون كلفة مادية ترهق أصحابها، وتكتسب مهارات ربة المنزل في الإعداد والتأثيث والنظافة والعناية، أهمية كبيرة في إيجاد بيئة منارة بضوء الشمس، ويحتاج كل شيء في المنزل إلى ضوء الشمس، النباتات والإنسان. يؤكد الأخصائيون أن جسم الإنسان يجب أن يتعرض لضوء الشمس خلال ست ساعات في اليوم الواحد... وتزداد الحاجة إلى ضوء الشمس مع قدوم فصل الشتاء البارد، الذي يضطر فيه الناس إلى الاعتكاف داخل المنازل فتزداد معها معاناتهم، وهذا حال الكثير من سكان المناطق الباردة التي تقل فيها فترة شروق الشمس وسطوعه، كبعض الولايات الأمريكية ودول القفقاس التي تعاني من الكثير من الأمراض مصدرها غياب ضوء الشمس. وتعد المهارات الخاصة بالديكور أفضل الوسائل في جعل المنزل أكثر إنارة بضوء الشمس، وذلك من خلال تحليل كل غرفة على انفراد، إذ يجب إزالة كل ما يمنع الضوء من الدخول، وتحويله وتغييره ليكون المكان أكثر وضوحاً وإشعاعاً كما يفضل طلاء الغرفة بألوان فاتحة تكون قاعدتها الأساسية اللون الأبيض، حيث إن الأسطح الملونة بالألوان الغامقة والشاحبة تحجب ضوء الشمس، كذلك اللون الأزرق والأخضر أو ما يسمى بالألوان الباردة لها تأثير إيجابي على دخول الشمس، فتبدو الغرفة مع هذه الألوان أكثر وضوحاً وأكثر رحابة وانطلاقاً من المبدأ نفسه يتم تغطية سقف المنزل بالألوان العاكسة للأشعة. أما جدران المنزل ولاسيما الواقعة في الأطراف الأمامية أو الواجهة فيمكن اعتماد الزجاج كمادة أساسية في بنائها لتسمح بدخول الشمس من أوسع الأماكن، فيضيء معها كامل المنزل حتى الجدران الداخلية فيه، ويمكن الإكثار من وضع الإكسسوارات والمقتنيات الملونة بالألوان الساطعة والمميزة بوضوحها وشفافيتها كالمزهريات الزجاجية أو المصنوعة من السيراميك الأبيض في المنزل. أما كسوة النوافذ فتعتمد على النوعيات الخفيفة في تأثيث الستائر، ولاسيما المصنوعة من القماش الخفيف والذي يتمتع بخاصية تصفية الإنارة. وتلعب ربة المنزل الدور الأساسي في توزيع المفروشات في المنزل والموبيليا، ففي الصالون أو غرفة النوم تنظم الكراسي والمقاعد قريبة من النوافذ للاستفادة من ضوء الشمس. كما إن وضع المرايا التي تعكس الضوء على جميع الاتجاهات في المنزل له أهمية، وهذا ما اكتشفه المهندس البريطاني نورمان فوستر من خلال دراسته لأفضل السبل الممكنة في دخول الشمس. إضافة إلى وسائل العناية والتنظيف المتبعة في تنظيف زجاج النوافذ والأبواب، التي كلما كانت نظيفة كلما سمحت بدخول الأشعة الشمسية وبالتالي استطاعت أن تقضي على رطوبة الشتاء ونتائجها، وكذلك استبدال الأبواب الخشبية بالأبواب الزجاجية، سيما الأبواب الخارجية، وحتى الأبواب الداخلية يجعل الإضاءة تصل إلى عمق المنزل، واعتماد الانفتاح بين مختلف أجزاء المنزل سواء بواسطة الستار الزجاجي أو بإزالة جميع الحواجز بين مختلف الأجزاء. يذكر أن المنزل المبني باتجاه الشمال أكثر عرضة لضوء الشمس، وأن وجود أنواع من الإضاءة ولاسيما الصفراء منها أو البرتقالية اللون أو أضواء النيون تلعب دور ضوء الشمس في الليل.