^  يقول خادم الولي الفقيه في البحرين بأنه إذا حصل الاتحاد مع السعودية فإنه سيدفع بـ«شعب البحرين” ليحارب هذا الاتحاد. يتحدث هذا الشخص الذي نعرف تماماً كيف يتجه ولاؤه لإيران وكأنه من يمتلك إرادة الشعب البحريني بأكمله ويضع قرار جميع أطيافه في جيبه، يحرك الشعب وقتما يريد وكيفما يريد. هذا الشخص الذي يخرج في التجمعات التي يحشد لها ويمارس التحريض الصريح ضد الدولة، ويعمل على شحن الناس حتى يستمروا في مزيد من عمليات التخريب والفوضى، يرسل زملاءه وأتباعه في نفس الوقت لمراكز صناع القرار في الدولة ليطلبوا “فرصة أخيرة” من خلال فتح قناة للحوار من جديد. حينما يأتي الحديث عن العروبة وعن لحمة دول مجلس التعاون التي تشترك مع بعضها في مصير مشترك، وتجمعها قواسم متعددة، ينتفض هؤلاء ويقيمون القيامة لأنهم يدركون تماماً بأن هذا الاتحاد سيقف في وجه أطماعهم، وسيوجه رسالة إنذار شديدة اللهجة للدولة الطامعة فينا والتي يعمل هؤلاء بحسب أجندتها. بالتأكيد الاتحاد الخليجي العربي سيضايقه إذ هو لا يريد الاعتراف بالعروبة من الأساس، أليس هو من ثقل لسانه وعجز عن وصف خليجنا بمسماه؟! انعقد لسانه عن قول “الخليج العربي” واكتفى بذكر “الخليج” حتى لا تزعل ولية أمره الجمهورية في الشمال. لا داعي للتلون والنفاق، إذ البحرين كلها باتت تعرف إلى أين يتجه ولاؤك، ألم يكن هو الصارخ باسم إيران حينما علم بانتقال قوات درع الجزيرة الخليجية إلى البحرين وعلى مسمع ومرأى من عناصر تجمع الوحدة الوطنية؟! بالتأكيد ستحارب الاتحاد مع السعودية بل و«ستشق” جيبك من أجل أن تقيم القيامة وسيجف حلقك وأنت تصرخ في القنوات الإيرانية ضد هذا الاتحاد، لن تراه تعزيزاً لقوة التلاحم العربي الخليجي بل تراه تهديداً لمخططاتكم وأجنداتكم السيئة ضد البحرين، ستراه تحولاً يعيق سياستكم التي تخدم مخطط التوسع الإيراني في المنطقة. نأمل اليوم أن تسفر القمة التشاورية عن إعلان قيام هذا الاتحاد، وأن يتم تعزيز الجهود الرامية لتعزيز وحدة البحرين والمملكة العربية السعودية، هذا التعاون الثنائي والتلاحم هو ما يعتبره أعداء هذا الوطن بأنه خطر يحدق بهم، والصحيح أن من يهدم وطنه ويخرب مرافقه ويرهب أهله ويشوه صورة الأرض التي احتضنته في الخارج هو أكبر الأخطار التي تتهددنا. هؤلاء جل أمانيهم تتلخص بقيام فوضى عارمة في المنطقة تطمس معها الهوية العربية الخليجية، كل آمالهم معلقة بأن “تفزع” لهم الجمهورية التي ينتمون لها ولاء ومذهباً. بئساً لمن يدعي الوطنية وأمانيه معلقة باحتلال الأجنبي لأرضه. عموماً من سيحارب الاتحاد مع السعودية عليه أن يكون واضحاً فيما يقوم به على الجانب الآخر، عليه أن يكاشف مريديه ومؤيديه بشأن ما يفعله، بشأن توسله للدولة بأن تعطيه أي شيء ليخرج بها حافظاً ماء وجهه على شكل انتصار أو بطولة مصغرة، هم كما قلنا في مأزق، يريدون حفظ ماء وجههم، يريدون استعادة مكاسبهم التي سلموها في لحظة نشوة وتلذذ بالإثم، لكن في مقابل خوف من غضبة من “تاجروا” بدمائهم ودماء أهاليهم، من حولوهم لوقود محرقة والآن يريدون أي “قشة نجاة” تنقذهم من “غرق” الإيفاء بوعودهم لهم بـ«الصمود” و«العودة”. تخيلوا وطنياً بحرينياً يقول بأنه سيحارب اتحاد بلاده مع شقيقتنا الكبرى السعودية! والله لا يعقل أن يكون هذا لسان بحريني، بل هو لسان يتحدث بنفس لغة الجمهورية التي تريد ابتلاع البحرين والتي تعتبر السعودية خصمها اللدود. وفق الله ملكنا اليوم وأيده بمؤازرة أشقائه في دول مجلس التعاون على رأسهم خادم الحرمين الشريفين، فمصير البحرين والسعودية ودول المجلس يبقى واحداً، الأخطار التي تهددهم واحدة، ووقوفهم في صف واحد وفي اتحاد واحد أكبر رد على هذه الأطماع التي لن تنتهي. ^ اتجاه معاكس.. كتبت الأسبوع الماضي عن برنامج “شعاع المجد” الذي استعرض لنا مسيرة الرجل الكبير خليفة بن سلمان حفظه الله، وتمنيت أن تتم ترجمته ونشره على أوسع نطاق ليعرف العالم إنجازات رئيس وزرائنا المحبوب، وليعرف الجميع لماذا نحب هذا الرجل ونطلب منه مواصلة عطائه وعمله لأجل الوطن والمواطنين، وكيف أنه طوال فترات رئاسته للحكومة خطت البحرين خطوات كبيرة في مجالات التنمية دفعت بالمؤسسات العالمية الدولية لمنحه أعلى وأكبر جوائز التنمية البشرية. بعد ما كتبناه هاتفني المسؤول عن إعداد البرنامج، طالباً مني في نكران ذات منه عدم الإشارة لاسمه، مبيناً بأن هذا البرنامج هو نتاج عمل جماعي اجتهد فيه كل طاقمه، وبأنه بالفعل تمت ترجمته ونشره حرصاً على بيان إنجازات رجل كبير بحجم خليفة بن سلمان، وكيف أن عملية الحصول على الصور النادرة وكثير من المعلومات تمت بجهود حثيثة لإخراجه على أكمل وجه. هؤلاء شباب بحريني مجتهد مخلص لوطنه وقادتها، وإنتاج بحجم ما شاهدناه يستحق التقدير والإشادة، وما أكبرها من إشادة تأتي من رجل المواقف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله وأبقاه ذخراً لهذا البلد.