فاطمــة خليــل النــــزر [email protected] أخصائية علاج نفسي

هل من حقنا دائماً أن نقارن بين الرجل والمرأة في جميع انفعالاتهما الداخلية والخارجية؟ هل من حقنا أن نبرر تصرفات كليهما بأسس نفسية أو فسيولوجية علمية بحتة؟ أم علينا أن نترك كل هذا جانباً حين نتكلم عن العواطف والمشاعر التي تعصف بهما؟ هل ما أذكره هنا هو أمر فلسفي أم هو أمر خيالي؟ كيف نحلل العواطف والمشاعر؟ كل ما ذكرته هو صراع داخلي من الممكن أن يمر بكل شخص سواء أكان رجلاً أو امرأة. كما أعتقد وكعادتي العاطفية النسائية وسأدمج بها عقلانيتي العلمية سأتحدث عما تشعر به المرأة بأدوارها المختلفة كأم وربة منزل وزوجة ومطلقة ومساء إليها وحبيبة، بكل هذه الأدوار وبكل ما يحمله كل دور من مسؤوليات وتناقضات، ولا أستطيع أن أنكر هنا تجربتي الشخصية كامرأة مطلقة لم تنته جلساتها في المحكمة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، فاسمحوا لي أن أحمل لكم هذه المشاعر بتناقضاتها معي ليست كجرأة كما يعتقد الكثيرون بل تجربة إنسانية تعكس حال كثير من النساء في مجتمعنا بمختلف أفكارهن وتناقضاتهن ومشاعرهن وصراعاته الداخلية . هل أستطيع وغيري من النساء أن نغفر لمن أساء من الرجال في سبيل راحة أبنائنا، شخصياً أعتقد أن مسألة الغفران هو أمر رباني يصعب علينا الوصول إليه كبشر خلقنا من طين، خاصة عندما تمس كرامتنا الإنسانية، وتخدشها القسوة. وكحقيقة علمية يصفون المرأة بأنها خلية مشاعر تحتوي الكثير من الحب وتظهره بأكثر من طريقة، ولكن ما لا يستطيع الرجل المسيء استيعابه أن غفران المرأة له بحسب مفهومه المحدد يعتبر ضعفاً وتعلقاً مرضياً يعمل المختصون على تخليص المرأة منه. فكيف إذا نتخلص أو نحد من كل هذه التناقضات في مشاعرنا النسائية والإنسانية لتنصب في نهاية الأمر في صالح أبنائنا ونحاول بقدر المستطاع اجتنابهم لتبعات للإساءة بمختلف أنواعها وأشدها في رأيي الإساءة النفسية والإهمال. إن من أهم الأمور الواجب وضعها في الاعتبار هي أن وجود المشاعر السلبية كالغضب والقلق لهو أمر طبيعي في مشاعرنا الإنسانية ومن أسمى الأمور هو تحويل هذه المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية ليس للرجل المسيء أو الأب المهمل بل إلى أطفالنا بجميع ما يحتوونه من مشاعر طفولية بريئة تجعلنا نشعر بأن الدنيا مازالت بخير، وإن كل ما مر بنا من معاناة يستحق أن نبحث لهم عن حياة أفضل وابتسامة متجددة وأملاً جديداً. لهذا فمن المهم أن تتذكر كل امرأة أن الماضي لن يعود وأنها كامرأة لن تستطيع أن تغير من شخصية الرجل المسيء وإن كان سيتغير ويحافظ على حياته وحياة أبنائه لكان استوعب كل هذه الأمور منذ البداية، وأن تضع في اعتبارها أنها كامرأة ذات شخصية قويه ومتفهمة وبعيدة عن الأفكار المجتمعية البالية تستطيع أن تصنع من أبنائها شخصيات سوية ونافعة لمجتمعهم وحياتهم الخاصة. فالمفتاح الأساسي هو ما تتبناه هي كأم وامرأة وليس ما يتبناه هو كرجل مسيء. لؤلؤة: لك فقط يا ابنتي.. سأتحكم في كل المشاعر المتناقضة لتصنعي لنفسك شخصية رائعة وفعالة لمستقبلك.

زوايـــــا الائتــــــلاف