قال وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية فريد المفتاح، إن: «بعض الدعاة والمرجعيات الدينية يوجهون الشباب إلى فكر متطرف أدى إلى إرباك السلم الأهلي والسياسي داخل مجتمعاتنا في تداعياتٍ خطيرة، مشيراً إلى أن هذا الخطاب أنتج ثقافة تحريضية تعبوية تنشر الكراهية والعداء بين المسلمين بمبرر الخلاف المذهبي أو الفكري والفقهي». وأوضح المفتاح بمناسبة، الإعلان عن بدء أولى دورات الدعاة، التي تنطلق في الـ19 من مايو الجاري، بعنوان «التطرف الفكري.. أسبابه وآثاره»، برعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، أن جيلاً من الشباب تربى على هذا الخطاب، حيث صاروا يتقربون إلى الله تعالى، بالبراءة من إخوة له في الدين يجمعهم وإياهم الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، والالتزام بأركان الإسلام». وأكد المفتاح، أن: «المجتمعات المسلمة تعاني من ظاهرة التطرف والعنف وما رافقه من انتهاك للمعايير الحضارية والأخلاقية والفكرية، مشيراً إلى مجانبة عدد من الشباب الفطرة السليمة والسير في الطريق الخطأ المنهي عنه في شريعتنا الغراء، مما أدى إلى الخروج عن أطر التسامح الديني والاجتماعي المأمور به شرعاً وعرفاً». وأضاف أن «ضرب أسس التعايش والوحدة بين المسلمين أعادنا إلى شيء من جاهلية القرون الأولى، مرجعاً أسباب ذلك، إلى خلو الساحة الإسلامية من القيادات والقدوات الوسطية والمرجعيات الدينية الحافظة للنسيج الإسلامي والاجتماعي». وأكد المفتاح أن «الإسلام حذّر أتباعه من الانزلاق في هذا الطريق، ووضع السياجات الحصينة التي تحميهم من الوقوع فيها، مضيفاً أن نصوص الشرع الحكيم، تدعو إلى التوسط والاعتدال والسماحة واليسر ودفع الحرج والمشقة سواء العقيدة والعبادة أم الأخلاق والمعاملات أم العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فهو دين الحنيفية السمحة». وأوضح وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية أن «السلام ونشر الأمن والطمأنينة وزرع الثقة والإحسان إلى الآخرين هي سمة الإسلام الحضارية ومقوماته الخالدة، وينعدم في الإسلام ما يسمى بالإرهاب والتطرف والغلو وإلحاق الضرر بالآخرين والتدمير والإفساد والتخريب وإشعال الفتنة وإثارة المنازعات، لقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يحل لمسلم أن يروّع مسلماً»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين». وقال المفتاح إن: «الشؤون الإسلامية، انطلاقاً من استراتيجيتها في تحديث لغة الخطاب الديني، بما يواكب المتغيرات والمستجدات، وتأهيل الدعاة للتعامل الأمثل مع القضايا الراهنة وفقاً للأولويات، كان اختيار محور «التطرف الفكري.. أسبابه وآثاره»، ليكون المحور الأول ضمن سلسلة دورات الدعاة المقامة خلال العام، موضحاً أن الوزارة، بصدد استضافة شخصيتين متخصصتين من خارج المملكة، هما المستشار د.سري محمود صيام، وسماحة المرجع الديني حسين مؤيد، ليقدما نهجاً جديداً في التعرف على أسباب الانحراف الفكري وآثاره على المجتمعات، وكيفية مواجهته، في الجوانب الشرعية الدينية وجوانب القوانين والمعاهدات المرعية.