توقعت وكالة الطاقة الدولية أن تظل أسعار النفط مرتفعة بسبب التوتر بين إيران والغرب على الرغم من التحسن الكبير في الإمدادات العالمية ونمو كبير للمخزونات.
وقالت الوكالة التي تقدم النصح لثمان وعشرين دولة متقدمة بشأن سياسات الطاقة إن المعروض العالمي للنفط من دول أوبك والولايات المتحدة فاق بكثير الطلب العالمي بسبب ضعف النشاط الاقتصادي في الدول المتقدمة.
وذكرت وكالة رويترز أن الإمدادات العالمية زادت 600 ألف برميل يوميا إلى 91 مليون برميل يوميا في أبريل وهي الآن أعلى بمقدار 3.9 مليون برميل يوميا عن مستواها قبل عام وجاءت 90% من الزيادة من أوبك.
وكانت السعودية قد قالت إنها ضخت 10.1 مليون برميل يوميا الشهر الماضي وهو أعلى معدل لإنتاجها منذ أكثر من 30 عاما في محاولة لتلبية الطلب المتزايد والسيطرة على أسعار النفط التي سجلت في مارس أعلى مستوياتها في ثلاثة أعوام ونصف.
لكن الوكالة قالت في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن عدم التيقن مستمر وإنها -بعد أن سحبت العام الماضي من المخزونات الاستراتيجية لتعوض توقف إنتاج النفط الليبي- مستعدة للتصرف إذا تطلب الأمر.
وقالت الوكالة: "مازال مسار أساسيات السوق بقية العام محاطا بعدم التيقن ومن المرجح أن تستمر المخاطر السياسية في الإبقاء على الأسعار المرتفعة".
وأضافت "الوكالة ستراقب ظروف السوق وهي مستعدة للعمل إذا تطلبت أوضاع العرض ذلك".
وأبقت الوكالة على توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام دون تغير يذكر فزادته 20 ألف برميل يوميا فقط عن تقريرها السابق إلى 790 الف برميل يوميا، مشيرة إلى أن هذا سيصل باستهلاك النفط العالمي هذا العام إلى نحو 90 مليون برميل يوميا.
وأضافت الوكالة أن المعروض العالمي من النفط من المرجح أن يواكب الزيادة في الطلب ويتجاوزها. وارتفع المعروض من خامات أوبك 410 آلاف برميل يوميا في إبريل وجاءت 85% من الزيادة من العراق ونيجيريا وليبيا وهو ما يتجاوز بكثير الطلب على خام المنظمة.
وقال ديفيد فايفي رئيس وحدة أسواق النفط بالوكالة وأحد معدي التقرير "منتجو أوبك رفعوا الإنتاج".
وسجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات ونصف السنة في مارس فارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي متجاوزا 128 دولارا للبرميل وسط قلق المستثمرين من أن يؤدي الخلاف بين إيران والغرب إلى وقف بعض إمدادات النفط من منطقة الخليج.
لكن الأسعار تراجعت بحدة في الشهرين الماضيين بسبب الأداء المحبط لاقتصادات أوروبا والولايات المتحدة ومع انحسار التوترات السياسية.
وقال فايفي "سوق النفط لا تزال متوترة لكنها أقل قلقا الآن لأن الإمدادات والمخزونات تحسنت... ستتوقف كثير من الأمور على حجم الإمدادات الإيرانية التي تفقدها السوق."
ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعها للطلب على نفط أوبك في 2012 بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 30.3 مليون برميل يوميا، وتوقعت في الوقت نفسه أن ينمو المعروض النفطي من خارج أوبك بواقع 600 ألف برميل يوميا تقريبا هذا االعام وهو ما سيسهم في تضخم مخزونات النفط.
وقال تقرير الوكالة إن مخزونات النفط التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تجاوزت متوسطها في خمس سنوات للمرة الأولى منذ مايو 2011 إذ بغلت تغطية الطلب المستقبلي 60.3 يوم من الاستهلاك أي أعلى بثلاثة أيام من المتوسط.