حذر باحثون أمريكيون من أن البدناء الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالدهون قد يتسببون بضرر في الخلايا العصبية في جزء رئيس من دماغهم يتحكم بالوزن. وقد درس د.جوشوا تالر وزملاؤه في مركز داء السكري والبدانة في جامعة واشنطن، تأثيرات أكل الأغذية الغنية بالدهون في أدمغة قوارض على المديين الطويل والقصير. وقام الباحثون، بعد تعريض مجموعات مؤلفة من 6 إلى 10 جرذان وفئران لغذاء غني بالدهون طوال فترة تمتد بين يوم و10 أشهر، بتحليل أدمغة الحيوانات ليكتشفوا وجود ضرر للخلايا العصبية الرئيسة التي تتحكم بالوزن. وقال تالر إن “احتمال إصابة الدماغ نتيجة الإفراط في استهلاك نظام الغذاء الأمريكي النموذجي قد يوفر تفسيراً جديداً لسبب صعوبة فقدان الوزن بشكل دائم لدى أغلبية البدناء”. وأضاف أنه بعد مرور 3 أيام من استهلاك القوارض دهوناً شبيهة بالتي تتوافر في الغذاء الأمريكي، طلبت وحدات حرارية تقارب ضعف الكمية التي كانت تستهلكها يومياً في العادة. واعتبر د.تالر أن تطوير أدوية تحد من الضرر الذي يلحق بالخلايا العصبية عند الإفراط في الأكل قد يكون فعالاً في محاربة البدانة. يشار إلى أن نتائج الدراسة قدمت في الاجتماع السنوي الـ93 لجمعية الغدد الصماء في بوسطن. من جهة ثانية، كشف فريق من الباحثين بالمركز الطبي بجامعة جنوب غرب تكساس أن خلايا الدهن الصغيرة غير الناضجة التي تتسلل إلى جدران الأوعية الدموية المغذية للأنسجة الدهنية، انتظاراً للسعرات الحرارية الزائدة لتساعدها على النمو والتحول إلى وحوش ناضجة، هي المسؤولة عن الأوزان الإضافية التي تحدث في الجسم. ولزمن طويل كان الباحثون يعرفون أن مثل هذه الخلايا من المحتمل أن تكون استقرت بالقرب من الأوعية الدموية، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد مواقعها، وربما يساعد اكتشاف وجود هذه الخلايا غير الناضجة وتحديد طبيعتها على توجيه الأبحاث المستقبلية نحو إيجاد سبل منعها من تكوين الدهن غير المرغوب فيه، أو استعمالها في إنتاج علاجات إكلينيكية مثل ملء ثدي سيدة عقب عمليات الاستئصال الجزئي أو الكلى بسبب الأورام.