تأملتُ جلياً فيما ذهب إليه حكمنا الدولي المتقاعد جاسم مندي من عتاب و«تشره” لكل من لم يكلف نفسه من المسؤولين الرياضيين بالمملكة، ويهنئه بمناسبة اختياره لعضوية لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم، على الرغم من أهمية هذا المنصب الذي لم يسبق أن شغله حكم بحريني أو خليجي! كان ذلك خلال حديث بوعبدالرحمن في برنامج “خط أحمر” التلفزيوني المباشر مساء الخميس الماضي. وجدتُ أنَّ بوعبدالرحمن لا يطلبُ ودَّ أحد ولا يريد من يمد له يد العون والمساعدة، ولا يريد من يتكرم عليه بمكافأة مادية أو عينية، بقدر ما كان ينشد التقدير المعنوي الذي يعتبره فوق كل تقدير. ومن هنا أودُّ أنْ أؤكد لحكمنا الدولي القدير جاسم مندي، بأنَّ اختياره لهذا المنصب من قبل “ الفيفا “ يكفي ليكون أكبر تقدير، خصوصاً وأنَّ هذا الاختيار كان نابعاً من قناعة “الفيفا” بقدرة وكفاءة مندي من دون أيّ وساطة أو محسوبية، بدليل أنَّ مندي نفسه لم يكن يعلم بالقرار، إلا بعد أنْ تسلَّم كتاب “الفيفا” الذي وصله عن طريق اتحاد كرة القدم. أما مسألة التقديرات الشخصية فأمرها يظلّ متروكاً للأشخاص المعنيين، ولا يمكن إجبار أحد على فعل أيّ شيء ما لم يكن نابع من قناعة الشخص، رغم أنني على يقين من أنَّ كل البحرينيين سعدوا بهذا القرار لكون جاسم مندي سفيراً مشرفاً ليس لحكام كرة القدم فقط، بل للرياضة البحرينية بوجه عام. لكن مثل هذه الهفوات كثيراً ما تحدث وغالباً ما تكون من دون قصد أو تعمد، وإن كنا نتعاطف مع مندي في عتابه المشروع، ونتمنى له كل التوفيق والنجاح في مهمته العالمية القادمة وليتأكد بأن مكانته في قلوب البحرينيين كانت وما زالت كبيرة بفضل تاريخة الرياضي المشرِّف، وسجله الشخصي النقي وهذا الحب العفوي هو التقدير الأكبر. على الوجه الآخر لمبادرات التقدير والتكريم أودّ أنْ أشد على يد المسؤولين بالاتحاد البحريني لكرة الطاولة، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة على مبادرتهم التكريمية لفقيد الرياضة البحرينية المغفور له بإذن الله تعالى إياد محمد حمزة نائب رئيس الاتحاد، وأحد أبرز نجوم كرة الطاولة البحرينية وأحد الرياضيين المخلصين، الذين افتقدتهم الساحة الرياضية البحرينية وهو في عزِّ عطاءه وعنفوان شبابه. إنها مبادرة وفاء مخلصة من اتحاد الطاولة باطلاق اسم الفقيد إياد حمزة على قاعة المؤتمرات بمقر الاتحاد الجديد بالرفاع. هكذا إذاً هي تأثيرات التقدير والتكريم وتخليد الذكريات تتأرجح بين السلب والإيجاب لتعلمنا الدروس والعبر، لعلَّ وعسى أنْ يكون المستقبل أكثر إنصافاً لكل من يستحق التقدير والتكريم.