كتبت - هدى عبدالحميد: أكد وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي لـ«الوطن” أن تحول دول مجلس التعاون الخليجي من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد سيواكبه تعديل في مناهج التربية للمواطنة بمملكة البحرين يتضمن إضافة موضوعات مختارة بأسلوب موحد تعالج قيم ومفاهيم أساسية واتجاهات تهم المنطقة ككل، وتعنى بمشكلاتها وقضاياها المشتركة، وأوضح أن هذا التطور سيتم عن طريق مكتب التربية العربي التابع لدول المجلس والذي قطع شوطاً كبيرا بالفعل في إعداد مناهج مشتركة. وقال النعيمي: “إن مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية تدرسان حاليا منهجين موحدين لمادتي العلوم والرياضيات، وهذا المشروع يقوم على إعداد وطباعة وتوريد الكتب الدراسية لمادتي العلوم والرياضيات للدول المشاركة في المشروع بمكتب التربية العربي بالاعتماد على ترجمة سلسلة عالمية من الكتب الدراسية للعلوم والرياضيات ومواءمتها لتصبح مناسبة لبيئة الدول المشاركة في المشروع، وذلك بهدف مواكبة المستجدات والمستحدثات للمواد التعليمية والنظريات التربوية العالمية، والاستفادة من التطور التقني في الاتصالات والمعلومات ورفع مستوى الكفايات التعليمية لطلاب المنطقة في مادتي الرياضيات والعلوم؛ ليتسنى لهم منافسة أقرانهم على المستوى العالمي”. وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن مشاركة البحرين والسعودية في المناهج الرياضيات والعلوم تعد الخطوة الأولى التي سيعقبها المشاركة في مناهج أخرى، موضحاً أن كلفة طباعة الكتب بالتشارك أصبحت أقل؛ إذ تبلغ 1.6 دينار، بينما تكلف حال طباعتها في كل دولة بشكل منفرد 1.9 دينار للكتاب الواحد، رغم أنه لم يكون بنفس جودة الكتب الحالية. وأكد النعيمي أن “التربية” تحرص على توعية الطلاب بتاريخ القواسم المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز اللحمة الخليجية المشتركة وقيم الانتماء والمواطنة بين طلبة دول مجلس التعاون، والهوية الوطنية والخليجية المشتركة، وحماية الأوطان من الأخطار المحدقة بها، واستشراف مستقبل نهضة وحضارة الخليج العربي في ظل التحديات، والاهتمام بالتراث المحلي الحضاري والثقافي واستغلال وقت فراغ الطلبة وإبراز المواهب الطلابية وتنميتها، وصقل القدرات الإبداعية وتطوير المهارات الطلابية المتنوعة وخلق روح الحوار الهادف واحترام الرأي الأخر، والتواصل التربوي والثقافي والاجتماعي بين الطلبة، وأشار إلى أن الوزارة قامت بتنظيم 1336 فعالية على صعيد الخدمات والأنشطة الطلابية. وأوضح الوزير أن نظام البحرين التربوي يعمل من خلال ما يقدم من تربية وتعليم علي مواكبة العصر وتحصين هوية المجتمع، لأن تربية النشء علي ثوابت الهوية الحضارية العربية الإسلامية وكياننا الوطني البحريني والإقليمي والعربي كنموذج إنساني نعتز به للتعايش والتسامح والتحاور، هو ما يحصن الشباب ضد المخاطر ويفتح عيونهم على حقائق هذه الهوية التي يجب أن يتشربوها بالفعل والقول فلا تذهب ريحهم مع التيارات التي قد تؤثر سلباً على أصالتهم وعلى انفتاحهم وعقلانيتهم واتصالهم وبالعالم الجديد والتفاعل ومعها بإيجابية وبما يرسخ الولاء الوطني لدى أجيالنا الشابة. وأضاف: “كما نعمل بكل جهد ممكن على تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع العصر ومع متطلبات سوق العمل وتطلعات الشباب وبموازاة ذلك نجتهد في تزويدهم بثقافة عامة والتطور الحضاري وأهم منطلقاته بما يعزز التفكير العقلاني والتسامح والعيش المشترك”. وذكر النعيمي أن مدارسنا تزخر بالشباب الواعي المتطلع إلى الثقافة والفكر والتواق إلى مناقشة قاضياه في ظل المتغيرات في كافة الأصعدة، لذا فإن الوزارة تهيئ الأجواء الصحية للطلاب والطالبات كي يعبروا عن أنفسهم بالحرية المسؤولة والوطنية العميقة والانتماء الأصيل والولاء لقيادة هذا البلد، التي بذلت كل جهد ممكن من أجل أن ينعم شبابها ومواطنيها بالكرامة والحرية وبالخدمات التي تجعلهم يساهمون في البناء بقدر ما يتمتعون بالمنجزات الحضارية التي تحقق على الأرض بفضل المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز في ظل قيادته العزيزة. وقال: “وفي موازاة هذا الجهد التربوي والثقافي تعمل (التربية) على الإعداد المهني لأجيال الشباب لتلببية احتياجات سوق العمل وجعل البحريني الخيار الأفضل في هذا السوق بما يمتلكه من مؤهلات ومن مهارات عالية ومرونة وقدرة على التعلم والتجدد المستمرين، مشيراً إلى أنه يبقى على الطلبة التأكيد على أهمية التحلي بالانضباط في الحياة العامة والانكباب على الدراسة والتقيد بالقانون لأن الديمقراطية الحقيقية هي الالتزام بالقانون واحترامه والمحافظة على سلامة المرافق العامة”.