كتب - هشام الشيخ: قال إعلاميون خليجيون، إن:« التحديات الدولية والأطماع الإقليمية، يحتمان على دول مجلس التعاون الخليج العربية، الإسراع بالاتحاد الخليجي، مؤكدين أن إقامة اتحاد خليجي يوحد السياسات الخارجية والدفاعية والأمينة لدول التعاون أضحى ضرورة واجبة تحدد مستقبل دول المجلس ومدى قدرتها على الصمود والبقاء أمام التحديات المحدقة بها”. وأشاروا إلى أنه من المتوقع نجاح القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون المزمع عقدها في الرياض، ووصفوا القرارات المتوقع اتخاذها في البيان الختامي بالتاريخية، مؤكدين أهمية أية درجة من الارتقاء في الوحدة بين دول المجلس حتى في ظل التوقعات بغياب بعض دول المجلس عن الاتحاد المرتقب. وأضافوا، أن” مخاوف بعض دول المجلس من تأثر الخصوصية الوطنية لدولهم بالاتحاد أو هيمنة دول كبرى على الأصغر حجماً، هي مجرد هواجس لا تؤيدها شواهد الواقع، مشيرين إلى أن تجربة دول الاتحاد الأوروبي لاقت نجاحاً كبيراً رغم وجود تباين ليس فقط في حجم الدول، ولكن أيضاً اختلافات ثقافية واجتماعية أكبر بكثير من دول الخليج العربية التي تجمعها لغة ودين وثقافة وروابط قرابة وصلات اجتماعية قل أن تتوفر في غيرها من التجمعات الإقليمية، وشددوا، على أن الكونفدرالية الخليجية، ظلت مطلباً شعبياً من أغلبية الخليجيين طوال 3 عقود مضت”. وأكدوا أهمية أن يعي قادة وشعوب مجلس التعاون، خطورة التأخر في إنجاز الاتحاد الخليجي، وأهمية تعزيز الثقة لتجاوز التحديات، نظراً لتعدد أوجه التهديدات الإقليمية، وتقلب المواقف والسياسات الدولية تجاه دول الخليج العربية. مطلب الشعوب الخليجية وقال نائب رئيس تحرير صحيفة (الرياض) السعودية يوسف الكويليت في تصريحات خاص لـ«الوطن” إن الوحدة الخليجية هي مطلب الشعوب الخليجية كافة وتمثل ثقافة عامة لديه، مشيراً إلى أن الجيل الشاب الموجود حالياً يتطلع إلى طرح جاد للاتحاد الخليجي بعيداً عن الشعارات. وأضاف أنه لا بد لدول الخليج من تنسيق السياسات الخارجية والأمنية والاقتصادية في مواجهة محيط إقليمي ودولي نجهل نواياه وأطماعه، موضحاً أن حشد قوى دول مجلس التعاون ضروري ليس فقط لصد أية اعتداءات محتملة لكن بسبب تغير مواقف القوى العالمية والإقليمية تجاه دول الخليج العربية. وقال إن :« ما يتردد من مخاوف البعض من هيمنة الدولة الكبيرة على الدول الأصغر حجماً، ما هي إلا عقدة خاطئة ولا حقيقة لها، موضحاً أن دول الاتحاد الأوروبي نجحت في الاتحاد وبينها دول كبيرة وصغيرة، ولم يؤدى ذلك إلى ضياع قراراتها أو كياناتها الوطنية الخاصة”. وأضاف أن” أي اتحاد خليجي لا بد أن يطرح في استفتاء شعبي، مشيراً إلى أن الأنظمة الخليجية مهما كانت قريبة ومتواصلة ورغم التقارب الجغرافي والمادي والثقافي إلا أنه قد يكون هناك تعارض في بعض العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة”. ودعا الكويليت إلى الاستفادة من تجربة الإمارات التي اعتبرها ناجحة تماماً، حيث إن كل إمارة لها صلاحياتها واقتصادها المستقل، مع وجود تنسيق في السياسات العليا، مؤكداً أن تجربة الإمارات الناجحة، تستدعي دول الخليج إلى تطبيقها. نجاح قمة الرياض المرتقبة من جهته، أكد رئيس تحرير صحيفة (اليوم) السعودية محمد الوعيل أن” لقاء قادة مجلس التعاون غداً الاثنين سيبلور التوجه المشترك لدول مجلس التعاون لإنشاء اتحاد خليجي، مؤكداً أن التوقعات تشير إلى نجاح اللقاء المرتقب خصوصاً أن الرؤية واضحة منذ إنشاء المجلس الذي نجح بالتصدي لكثير من المعوقات والتحديات خلال مسيرته”. وقال في حديثه لـ«الوطن” إنني أهنئ المواطنين الخليجيين الذي وصل التعاون بينهم إلى حدود مرضية جداً، داعياً إلى تحقيق التكامل في جميع المجالات بدءا بالدفاع والأمن باعتبارهما من الأمور الجوهرية، ومرورا بالمجالات الاقتصادية والتفكير في توحيد المناهج الدراسية وتوحيد استراتيجيات التوظيف لعلاج اختناقات البطالة في دول الخليج، وأشار إلى أن الإنسان الخليجي يهمه بالضرورة شؤونه الشخصية والمعيشية. وأكد أن جميع التحديات الخارجية والأطماع التي تواجه دول الخليج، ستسقط أمام خيار الوحدة الخليجية، داعياً الشعوب الخليجية إلى أن تتفاعل مع الطرح الموحد للقادة الحريصون على تحقيق الوحدة التي توقع أن تتحقق قريباً. وأشار إلى أن” المواطنين الخليجيين يعيشون الآن نوعاً من الوحدة بشكل عملي، وقال نحن كإعلاميين سفراء لكل دول الخليج أينما حللنا، وحين كنت في دبي في أحد اللقاءات في نادي دبي الأدبي، اكتشفنا أننا كخليجيين مجمعون على هدف واحد ومصير مشترك”. الاتحاد ضرورة حتمية بدوره، أكد رئيس تحرير (الاقتصادية) السعودية سلمان الدوسري في مقال له أن” القرار المنتظر أن يعلن في البيان الختامي للقمة التشاورية التي تستضيفها الرياض سيكون القرار الأهم على الإطلاق في مسيرة المجلس لأكثر من ثلاثة عقود، مشيراً إلى أنه سيؤرخ لمجلس التعاون الخليجي بوصف مرحلة ما قبل الاتحاد ومرحلة ما بعده، كما تؤرخ خمس دول منها حالياً لما قبل الاستقلال وما بعده”. وقال إن :« القرار المتوقع ورغم أنه قد لا يشمل جميع الدول الست، ورغم أن دولة خليجية واحدة ستكون خارج حدود هذا الاتحاد بصورة نهائية، إلا أنه رأى أن “البدء بهذه الخطوات المهمة عملياً للتحول للاتحاد، لابد أنه سيجعل المترددين يوما ما يعيدون النظر في قرارهم، وهنا لا بد من التأكيد على أن عدم الانضمام إلى الاتحاد، أو حتى التحفظ عليه، حق سيادي لأي دولة، فمن ضمن 27 دولة عضواً حالياً في الاتحاد الأوروبي، هناك سبع دول فقط مؤسِّسة لهذا الاتحاد، أما العشرون دولة الأخرى فقد انضمت فيما بعد”. وأكد أن” اتحاد دول المجلس، كونفدرالياً، ظل مطلباً شعبياً من أغلبية الخليجيين طوال ثلاثة عقود مضت، وأنه أضحى الآن ضرورة حتمية وليس من باب الترف، فكلما التفت المواطن الخليجي وجد خطرا يحدق به من كل الاتجاهات، فمن الشرق هناك نظام إيراني يجاهر بالعداء وينتهز الفرصة للانقضاض على الجسم الخليجي، وفي الشمال هناك نظام عراقي حوّل بوصلته من العروبة إلى الطائفية إرضاء لحلفائه الإيرانيين، وكذلك نظام الأسد “المهترئ”، إضافة إلى اليمن غير المستقر أمنياً وسياسياً وما يعرف بـ ‘’الربيع العربي’’، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي تطحن العالم منذ عام 2008، مشيراً إلى أن كل تلك التحديات تدعو إلى اليقين أنه لا مجال لمجلس التعاون الخليجي إلا بالاتحاد الكونفدرالي الذي من الضروري أن يفصّل على مقاس دول المجلس، شكلاً ومضموناً”. وأشار الدوسري إلى تحذير خادم الحرمين الشريفين دول الخليج من مغبة توقفها في مكانها، معتبراً أن نتيجة ذلك ستؤدي إلى مواجهة الضياع والبقاء آخر القافلة. تعثر أي بلد يؤثر على الآخرين من جهته، أكد محمد الحمادي في الاتحاد الإماراتية أهمية تعزيز الثقة بين دول مجلس التعاون، وقال: إن دول المجلس بحاجة إلى القفز على خلافاته والقفز بأحلامه وعدم اللف حول نفسه في التعامل مع التحديات التي يواجهها، وقال: لماذا تتردد ست دول متشابهة في أغلب العناصر التي تساعد على قيام اتحاد من أي نوع، في تحقيق أبسط أنواع الاتحاد وهو الاتحاد الكونفدرالي؟، مشيراً إلى أن دول الخليج تشعر بالأخطار الخارجية التي تواجهها وتعي تماماً أن مصيرها واحد وأن تعثر بلد يعني تعثر الآخرين. وأضاف أن” الاتحاد الكونفدرالي، حلم شعب الخليج وحاجة لدوله، ويتمنى أن تحققها قيادات الدول الخليجية في هذا التوقيت المهم والحساس، مشيرا إلى أنه على الرغم من إيمان شريحة كبيرة من الشعب الخليجي بأهمية وجود اتحاد خليجي بشكل أكثر تطوراً من الشكل الحالي، إلا أن المؤشرات الحالية تؤكد أهمية تذليل كثير من الصعاب من أجل الوصول إليها”. وأشار إلى أن” الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دعا منذ ثلاثين عاماً إلى قيام اتحاد خليجي على غرار اتحاد الإمارات العربية، موضحاً أنه -رحمه الله- كان يدرك بفراسته أن هذه الدول بحاجة إلى التجمع في كيان يحميها ويقويها ويجعلها قادرة على مواجهة التحديات، إلا أن أغلب دول الخليج كان لديها رأي آخر فاكتفت بمجلس تعاوني، محذراً دول مجلس التعاون من اتخاذ القرارات بالكيفية نفسها التي اتخذت في ذلك الوقت”.