كتبت ـ عائشة طارق: قال نواب إن أدلة حصول عيسى قاسم للجنسية البحرينية دامغة ولا تحتمل التأويل، أو تلفيق قصص خيالية لاستدرار العواطف، مطالبين الدولة بمتابعة كل مجنس والتحقق من التزامه بالقانون خاصة دعاة الإرهاب والفتنة والانقسام، حفظاً لأمن البلاد وصوناً لاستقرارها. وأضاف النواب أن قاسم دخل البحرين بطريقة غير شرعية وحاز الجنسية بعد وساطات، محمّلين الدولة مسؤولية سحب الجنسية من على خرق القانون، والحث على الانقسام المجتمعي وضرب ركائز الوحدة الوطنية، خلافاً لمبادئ ومعتقدات المجتمع البحريني المتعايش عبر العصور. وعدّوا دفاع المرجع العراقي مقتدى الصدر عن قاسم دليلاً على تلقيه أوامر مستوردة من إيران والعراق، لافتين إلى أن التهديد والوعيد جزاء من يعارض قاسم ويدحض مزاعمه بالمنطق القويم والحجة البيّنة. وقال النواب إن وجود قاسم في البحرين شر لا يرتجى منه خيراً، داعين الدولة إلى إنفاذ القانون بحقه وسحب جنسيته وتسفيره لبلاده الأصلية، أسوة بدول ديمقراطية متقدمة حيال من يهدد أمنها واستقرارها. مسؤولية سحب الجنسية وقال النائب محمد العمادي إن من يصر على كسر القوانين وبث الفرقة والفتنة في المجتمع والدعوة إلى العنف والقتل والحرق وسحق رجال الشرطة، فإن الدولة تتحمل مسؤولية قانونية ووطنية وتاريخية واجتماعية وأخلاقية تجاهه، بأن تسحب جنسيته وترسله إلى بلده الأصلي التي جاء منها. وأكد أن نواب الشعب المنتخبين سيراقبون عن كثب مدى التزام الدولة بتطبيق هذه الدعوة، ولن يترددوا في استخدام الأدوات الدستورية لفرض هيبة الدولة وسيادتها، ودعم الأمن والاستقرار بما يترجم حقيقة مبدأ دولة المؤسسات والقانون. قاسم والجنسية البحرينية وقال النائب جاسم السعيدي إن عيسى قاسم دخل البحرين بطريقة غير مشروعة، مثلما دخلها كثيرون غيره وأقاموا فيها، قبل أن يتقدموا بطلب إلى إدارة الهجرة للحصول على الجنسية، وتم منحهم إياها بعد وساطة شخصيات، والإتيان بشاهدين يدركان في قرارة أنفسهم أن من يشهدون لهم مولودون بالخارج. وأضاف السعيدي أن كل هذه المعلومات موثقة باليوم والتاريخ، ولا تترك مجالاً لكي ينسج من اكتسبوا الجنسية قصصاً خيالية في محاولة يائسة لتبرير أنهم ليسوا مجنسين. وأوضح أن الوثائق التي تثبت أن قاسم مجنس لا تكذب، ولا مجال فيها للتورية والتغطية على هذه الحقيقة بنسج القصص الخيالية لاستدرار العواطف، ومنذ سنة 1956 توافدوا من المحمرة وإيران بطريقة غير قانونية ومنهم من جاء عن طريق البحر. وأضاف أن اعتراف قاسم أن أبناء عمومته في الخارج دليل دامغ من لسانه على أنه “مجنس”، ورغم قدومه إلى البحرين إلا أنه لايزال يشعر بالولاء والانتماء لبلدان أبناء عمومته. تصعيد قاسم وكان السعيدي هاجم في مقطع بث على شبكة الإنترنت، الشيخ عيسى قاسم على خلفية إثارات مارسها الأخير في الشارع البحريني، وتسببه في حالة من الانفلات الأمني في القرى المخدوعة به باسم الدين، ومسؤوليته المباشرة عن ازدياد حالة الاعتداءات على رجال الأمن والمواطنين بعد فتواه الشهيرة “اسحقوهم”. ونبّه السعيدي إلى أن دفاع مقتدى الصدر عن قاسم إدانة واضحة للأخير أنه يتلقى أوامره من مراجع إيران والعراق، ويتحرك وفق أجندة مستوردة منهم، داعياً إلى سحب الجنسية البحرينية من قاسم بعد أن اكتسبها في حقبة الستينات. وقال السعيدي “يجب على كافة القوى الوطنية المخلصة في البحرين أن تتضافر جهودها من أجل بيان حقيقة المدعو عيسى قاسم، بعد أن دأب على الفتنة والخراب، ودعا للخروج على ولاة الأمر والولاء للخارج منذ فترة ليست بالهينة، فهو الموتور والمسؤول الأول عن كافة الأعمال الإرهابية الشيطانية الممارسة على أرض البحرين، وتسببت في كثير من المشاكل للمواطنين لا ناقة لهم فيها ولا جمل، عدا التهديد والتخويف الذي يتعرض له كل من يعارضه ويقف في وجهه بالحق والمنطق والحجة”. وتابع السعيدي “مما لا شك فيه أن عيسى قاسم لا يتحرك إلا بتوجيهات مدروسة من الخارج، وخاصة المرجعيات الدينية والسياسية في إيران والعراق، فهو اليد اليمنى للمشروع التصديري الصفوي الذي تتبناه إيران منذ ثورة الخميني القائمة على ولاية الفقيه، وروج لها قاسم وفروخه في البحرين، بينما مازالوا يُصرّون أنهم لا يدعون لولاية الفقيه أو يطالبون بها، في وقت ترتفع فيه أصواتهم في خطب الجمعة التي يلقيها قاسم في الدراز، وخصص آخرها للدفاع عن نفسه وتأكيد أنه ليس من المجنسين الذين طالما هاجمهم هو نفسه، وطالب بسحب جنسيتهم دون مراعاة للحمة الوطنية أو النسيج الشعبي”. دليل الولاء لإيران وأضاف السعيدي أن قاسم الذي دأب على مهاجمة التجنيس في البحرين اتضح أنه من المجنسين في الستينات، بدلالة عدم وجود أحد من أبناء عمومته في البلاد بل جميعهم في الخارج ويحملون الجنسية الإيرانية، حيث أصل هذه الأسرة ومنبتها الحقيقي، وكثير هم أمثاله ممن جعلوا ألقابهم بمهنهم أو مناطقهم، فهم لا أصل لهم ولا جذور، ولم نعلم أن العرب فعلت ما فعلوا، فكل منّا له قبيلة أو أسرة عريقة يفاخر بها ويعتز إلا هؤلاء المستوردون، فهم يخترعون لهم ألقاباً وعوائل، إن لم يلصقوا أنفسهم بآل البيت للترزق والتكسب. ودعا السعيدي الجميع إلى معرفة حقيقة هذا الرجل الذي يحارب التجنيس، ولم يراعِ النعمة التي يعيش فيها بعدما أسبغ عليه قادة البلاد جنسية هذا الوطن الذي احتضنه واعتبره أحد أبنائه، وكذلك الأمر لبقية فروخ قاسم من المجنسين الذين قادوا لواء محاربة التجنيس بينما هم مجنسون، ولا يتقنون اللغة العربية بعد ومازالوا يتكلمون الفارسية. وعدّ السعيدي دفاع المراجع الدينية الصفوية الإرهابية في إيران والعراق كمقتدى الصدر عن عيسى قاسم في البحرين، دلالة واضحة على أن الأخير بوابة يريد الصفويون دخول البحرين عبرها، وهو السبيل إلى الوصول لشبه الجزيرة العربية التي يطمح الصفويون الوصول إليها والاستحواذ على خيراتها. وأضاف “بات من الواجب على قادة البلاد أن يغلقوا هذا الباب نهائياً، عبر تصحيح الأوضاع القانونية وتطبيق القانون على هذا الرجل وأتباعه، عبر سحب الجنسية البحرينية عن عيسى قاسم وإرجاعه إلى بلاده الأصلية، فهؤلاء لا بقاء لهم في البلاد ووجودهم في البحرين شر لا يرجى منه خير، ولسنا نحن أول من قام بمثل هذه الخطوة فسبقتنا فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول التي سحبت جنسيات من شكلوا تهديداً على أمنها الوطني، وسفرتهم إلى بلدانهم الأصلية”. عروبة البحرين وأوضح النائب عدنان المالكي أن بعض المجموعات التي قدمت إلى البحرين قبل 3 أو 4 أو حتى 5 عقود للحصول على الجنسية، استخدمها الولي الفقيه لاحقاً ورقة لتنفيذ الأجندات الإيرانية، وإثارة الفتنة والانقسام بين أهل البحرين المتعايشين قبل عشرات بل مئات السنين، ولم يعرفوا خلالها الفرقة والانقسام، إلا بعد تجنيس قاسم وأتباعه لتبدأ مشروعات الفتن تتوالى على البحرين وأهلها بين الفينة والأخرى تنفيذاً لأوامر الولي الفقيه. وقال المالكي إن وعي شعب البحرين بسنته وشيعته يجعله محصناً من تمرير التبريرات المفضوحة ومحاولات التأصيل للولاءات الإيرانية الخارجية وانتزاع البحرين من ثوب عروبة أهل الخليج. وأضاف أن الزمن طال أم قصر سيفرض كلمته على كل متربص بعروبة البحرين، وأن القانون سيقول كلمته أيضاً ليصحح كل الأخطاء، ويضع حداً للتجاوزات التي يصر ويستمر أصحابها فيها، وهم يجهلون أن الدوائر ستدور عليهم قريباً ما داموا يسلكون مسارات ضد إرادة الشعب بأكمله بكل أطيافه ومكوناته، ويريدون فرض رأي طيف متطرف لا يمثل أصالة الشعب البحريني المتسامح.