أكد أستاذ قسم علم النفس بجامعة البحرين د.توفيق توفيق خلال ورشة “أساليب حل الصراع بدلاً من العنف”، أن الصراع بطريقة إيجابية بين زملاء العمل ضرورة، ليزيد من قوة وفعالية العلاقة، مشيراً إلى أن الصراعات موجودة في كل العلاقات، بين الأصدقاء وزملاء العمل والجيران وغيرها، ويعتقد البعض إن الصراعات بين الأفراد تبرهن على سوء العلاقة بينهم”. ونوه إلى ضرورة إكساب الدارسين بعض المهارات التي تتعلق بكيفية التعامل مع مواقف الصراع بصورة ايجابية بدلاً من استخدام أساليب العنف، والتي هي أساليب مرفوضة بكافة أشكالها من قبل المجتمع، وذلك ضمن فعاليات برنامج الإرشادي “التكيف مع الأزمات” الذي تقوم بتنظيمه اللجنة الوطنية للطفولة تحت رعاية وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، كإحدى فعاليات حملة الوحدة الوطنية الاجتماعية “وحِدة وحَده”. وتناول توفيق خلال الورشة اتجاهين الأول يتعلق بالتعرف على مفهوم الصراع واستراتيجياته، والثاني رصد بعض المواقف والأنشطة التدريبية التي يمكن من خلالها تطبيق استراتيجيات حل الصراع بصورة عملية لنقلها إلى الأطفال وتدريبهم عليها من خلال المشاركات. وأوضح د. توفيق أن الصراع يخلق حب الاستطلاع ويثير الاهتمام فالجدال والنقاش في أمور الحياة والمشكلات يجعل العلاقات بين الأفراد ممتعة ويقللان من فرص الملل في التحدث والفعل، كما يشجع على التعلم واكتساب مهارات جديدة وتعديل مهارات سابقة، ويزيد من قوتنا ودوافعنا للتعامل مع المشكلات، اضافة إلى إن الصراعات تزيد من وعينا بان مشاكلنا تحتاج إلي حلول فهي تنبهنا بطبيعة المشكلات التي تواجهنا، وغالبا ما تكون القرارات الجيدة وليدة الاختلاف والتعدد في الآراء بين الأشخاص المسؤولين عن القرار. وقال إن الصراعات تساعد الإنسان على معرفة شخصيته، وما الذي يغضبه وما الأشياء المهمة بالنسبة له، ويمكن للصراعات أن تعمق وتغني العلاقة تحت وطأة الضغوط اليومية، فمن خلالها يمكن توصيل فهم وقيم الشخص للشخص الآخر ومدى التزام كل واحد منهم بالعلاقة. وأكد توفيق أن الفرد يتعلم استراتيجيات التعامل مع الصراع خلال مراحل الطفولة، بوسائل رسمية وغير رسمية أحياناً أخرى من خلال المؤسسات المختلفة “البيت، المدرسة، ودور العبادة والشارع” ويصبح استخدامنا لهذه الوسائل مع الزمن عملية تلقائية لا تحتاج لكثير من التفكير، وفي العادة لا نعرف أو نعي كيف نتصرف في مواقف الصراع. إلا أننا نستخدم من الاستراتيجيات ما نعتقد انه طبيعي وبما أن هذه الاستراتيجيات متعلمة فإنه يمكننا تغيرها أو تعلم مهارات جديدة للتعامل مع صراعاتنا. ودعا د. توفيق إلى ضرورة أن يكون الانسان واعياً بأبعاد المواقف الصراعية المهمة، أثناء طريقة مواجهة الصراع بإيجابية وأن يكون إدراك الفرد للصراع دقيقاً وتوصيل ما يدركه بوضوح للشخص الآخر في جو من الثقة والحلول المشتركة، مشيراً إلى أن غالباً ما تكون هناك أخطاء إدراكية في سلوكياتنا وفي سلوكيات الآخرين، فكل من الطرفين يرى نفسه بريئاً وضحية ويمثل الحقيقة والعدل، ونتيجة لذلك كل من الطرفين يرى إن صديقه على خطأ، وغير صحيح أو دقيق. وأكد ضرورة أن يكون هناك تواصل فعال ومستمر لإنهاء الصراع بشكل ايجابي، ناصحاً أن تبقى قنوات الاتصال مفتوحة مع الطرف الآخر “عدم المقاطعة” وأن توصل له وعوداً وجملاً معقولة، لا تحمل أي تهديد، هدفها الأساس خلق اتفاق أو حل يكون مقبولاً لك وللطرف الآخر.