دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء إلى مضاعفة العمل والتنسيق المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة، وضرورة التعامل باستراتيجية واضحة مع ما أنتجته هذه الظروف من تحديات تجعل من خيار “الاتحاد” أمرًا ملحاً يلبي تطلعات دول وشعوب المجلس في مزيد من الرفاهية والأمن والاستقرار. وأكد الأمير خليفة أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الأمن الخليجي بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة أمنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس في مواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها المنطقة. وقال رئيس وزراء في حديث لصحيفة (الرياض) بمناسبة عقد اللقاء التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الذي تستضيفه العاصمة السعودية غدا الاثنين: “إن ما يهم المواطن الخليجي اليوم هو إعلان الاتحاد الخليجي باعتباره الحدث الكبير الذي يمثل نقطة تاريخية في المنطقة، وإننا على يقين أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس يعملون من أجل ذلك، ولديهم عزم أكيد على تحقيقه في أقرب وقت ممكن”. وتوجه صاحب السمو الملكي بالتحية والتأييد والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، على مبادرته وجهده المشكور بالإعلان عن تحول مجلس التعاون من مرحلة “التعاون” إلى “الاتحاد”، منوها بدور السعودية إقليمياً وعربياً ودولياً، وجهودها في دفع عجلة العمل الخليجي والعربي المشترك إلى الأمام. وأعرب الأمير خليفة عن عظيم التقدير للجهد المخلص الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين في الوصول إلى مستقبل ينعم فيه الجميع بالرخاء والأمن والاستقرار، سائلاً الله أن يوفقه وأن يحقق علي يديه هذا الأمل الكبير، وقال: “إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين نحو إعلان الاتحاد، لامست مطلب شعبي وأمل في الصدور طالما تطلعت إليه الشعوب الخليجية التي صنعت هذه الإرادة، وعكست رؤية مستقبلية تتفاعل مع إرادة الشعوب، وتلبي طموحاتها في كيان خليجي يمتلك من الأدوات والآليات ما يجعله أكثر قدرة وفعالية في مواجهة ما تعيشه المنطقة من تحديات في الحاضر والمستقبل”. ورأى رئيس الوزراء أن الحلم الأكبر لشعوب المنطقة هو رؤية اليوم الذي تذوب فيه كل الحدود من أجل وحدة منتظره تحقق “خليجنا واحد” ينعم فيه الجميع بما يوفره من مظله قوية للأمن والأمان والرخاء والاستقرار. ودعا قادة دول التعاون إلى وضع استراتيجية ورؤية خليجية مشتركة تخدم التحرك المستقبلي لدولة المجلس في ظل المناخات السياسية المتغيرة، مع ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الإقليمي، وتعزيز كيان المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا. وشدد صاحب السمو الملكي على ضرورة سد أي ثغرات أمنية قد تؤثر على استقرار المنطقة، واستثمار بروز العديد من المستجدات في تهيئة مجلس للتعاون للنهوض بدور أكبر في حماية المنظومة الخليجية وتعزيزها، بما يتواءم مع الظروف التي تمر بها المنطقة. وأكد رئيس الوزراء أهمية أن يكون هناك توجها جادا نحو جعل دور مجلس التعاون أكثر فعالية، وأن يبذل الجميع جهود موصولة من أجل النهوض بالمسؤوليات التي أصبحت الآن أكبر من أي وقت مضى، وقال: “إن علينا التقاط الخيوط المضيئة وترك ما تعسر في الوراء، والسير نحو استكمال ما بدأناه ووضع المزيد من اللبنات في صرح التعاون المشترك بين دولنا”. وأكد الأمير خليفة أن السعودية الشقيقة وفرت كل ظروف النجاح أمام هذا اللقاء التشاوري، وأعرب عن ثقته في أن يحقق مزيدًا من التقارب بين دول المجلس على مختلف الأصعدة، وأشار إلى عظم المسؤولية التي تتحملها دول المجلس في هذه المرحلة في ظل الظروف والمتغيرات الجديدة على الساحتين الإقليمية والدولية وما يتطلبه العمل على انفراجات تخدم مسيرة المجلس في مختلف المجالات وتتجاوب مع ما يتطلع إليه شعوب المنطقة من رغبة عارمة في تحقيق المزيد من الطموحات لتعزيز دور المنطقة اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. وشدد رئيس الوزراء على أن الإرادة السياسية وعزم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، كفيل بإعطاء المزيد من الزخم لمسيرة مجلس التعاون بما يتواكب مع متطلبات هذه المرحلة الحساسة وتحدياتها. وأعرب عن تقديره لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، واعتزازه بأواصر الأخوة التي تجمع شعوب المنطقة، متمنياً لهذا اللقاء التشاوري البالغ الأهمية أن يكون إضافة جديدة على صعيد توطيد التعاون وتأمين الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها.